عرفت السياحة الوطنية والدولية ركودا اقتصاديا ملحوظا في ظل الأزمة العالمية التي يعيشها القطاع الصحي، هذا الواقع جعل من السياحة الداخلية ركيزة التنمية الواجب انعاشها مهما كان العائق المسطر.
شفشاون، أو الشاون وتعني قرون الجبل مدينة يعتمد اقتصادها على السياحة الدينية والجبلية، حيث يشغل القطاع 60% من سكان المنطقة، ورغم الإكراه الحالي إلا أن توافد السائحين من المناطق المجاورة كالرباط، الدارالبيضاء ومدن طنجة وتطوان جعل من المدينة استثناء لم تنل مناطق أخرى شرفه.
المدينة الزرقاء رغم صغر حجمها إلا أنها تجدب محبي الهدوء والابتسامة الدائمة لساكنتها.
اقشور الكلمة الامازيغية التي تعني النصف أو قطعة من الشيء، والتي تبعد من مدينة شفشاون اقل من 17 كلم، تتميز بروعة مناظرها واخضرار محيطها، هذا الفضاء الذي حج إليه أغلب عشاق السياحة الجبلية جعل منه لب مدينة شاون، ليبرز دور المنتخبين والسلطات المحلية والإقليمية في رونقها.
ما يميز المنطقة أيضا، يكمن في وجود بنية تحتية مؤهلة (مقاهي، مراحيض عمومية، نظام، اكشاك ستستغل من طرف التعاونيات المحلية، نظافة….) تعزز اهتمام الزائر لها، كما أن تنوع المنتوج السياحي فيها يجعلها استثناء.
نعم للنظام الايكولوجي دور، وللشلالات المصدر دور اخر؛ لكن لطريقة الحكامة والتدبير دور مهم في معرفة كيفية استغلال الفضاء بشكل مميز؛ لا يضر الزائر ويستفاد منه أيضا من طرف أبناء المنطقة.
كما ان دور السلطات المحلية و الإقليمية المساهمين في تأطير القطاع والعمل السياحي على مستوى الاقليم، وذلك بإشرافهم على مجموعة من المواقع الايكولوجية على المستويين الأمني و النظافة كخطوة اولى؛ والتنسيق بين الفاعلين كخطوة ثانية.
وفي حديث مع رئيس جمعية المرشدين السياحيين بشفشاون؛ عبد السلام الموذن، فمسؤولي الإقليم يعتبرون مستقبل السياحة في المواقع الايكولوجية لذلك من الضروري الحفاظ عليها،
وأضاف أن التنسيق بين السلطات المنتخبة و النسيج الجمعوي الذي وصف بالقوي والديناميكي على الصعيدين الجهوي والوطني؛ ساهم في الترويج للاقليم على جميع الاصعدة، كمثال على ذلك تمكنه من الاشتغال مع المنظمات الدولية، هذا الارتباط مكن من تنظيم اول تظاهرة عالمية جمعت بين الأقطاب الأربع بخصوص المحميات الطبيعية وهذا يبقى عملا مشترك لا يخفى.
هذا التدبير المعلن، هو الغائب في مجالات ترابية اخرى، فكمقارنة بمضايق تودغى التي تكتسي أهمية كبرى لدى ساكنة المنطقة والسياح، إلا اننا نرى تفاوت كبير، بحكم أن غياب الإستراتيجية والاشراك في تدبير الفضاء يجعله دون مدخول يرقى لتطلعات الفاعلين، علما أن التسمية كافية لتسويقه دوليا.
المصدر : https://tinghir.info/?p=49268