Ad Space

عبد العزيز بويملالن يحاور الإعلامي عمر اسرى من خلال برنامج مسارات

admin
2020-07-23T13:57:08+01:00
آخر الأخباروطنية
admin23 يوليو 2020
عبد العزيز بويملالن يحاور الإعلامي عمر اسرى من خلال برنامج مسارات


تنغيرأنفو- خاص

مرحبا بك معنا في برنامج مسارات عبر موقع تنغير أنفو،في البدء من يكون عمر  إسرى؟؟

عمر إسرى مواطن مغربي من أعالي الجبال، نشأ في بيئة قروية بسيطة بقيم سامية، ولجت المدرسة العمومية بعد المسيد، وحصلت على البكالوريا مرتين، في بني ملال والرباط، وعلى دبلوم المعهد العالي للإعلام والاتصال بعد أربع سنوات من التحصيل، ثم إجازة في الدراسات الإسبانية، وماستر حول قضايا أمريكا اللاتينية السياسية والاقتصادية والاجتماعية (باللغة الإسبانية)، كما سبق لي أن تسجلت في ماستر تاريخ الزمن الراهن ودرست به لمدة معينة.

كيف كان مسارك الدراسي هل هو مسار مفروش بالورود أم أنه مسار مليء بالأشواك؟

المسار الدراسي كان شاقا فعلا، فأنا لست ممن ولدوا وفي فمهم ملاعق من ذهب، ترعرعت في أسرة بسيطة من تسعة أفراد، وتربينا على قيم الزهد و القناعة، وجعل الكرامة كنزا لا يقارن بمال قارون، انتقلت للدراسة بإعدادية تبعد عن بلدتنا وعمري لا يتجاوز 11 سنة، ثم إلى بني ملال (120 كيلومترا) لاستكمال التعليم الثانوي، وخلال كل هذه المدة كنت أقطن بالداخلية كجل أبناء قرى أزيلال.

مهنيا، لم أتعب قط بحثا عن عمل، فقد اشتغلت بقسم البرامج بالقناة الثانية وأنا لم أكمل بعد تكويني بمعهد الصحافة (السنة الثالثة)، ثم بقسم الأخبار، فتتلمذت على يد صحافيين كبار من طينة جامع گولحسن و سميرة سيطايل وتوفيق الدباب، قبل انتقالي إلى القناة الأمازيغية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، كمقدم لنشرات الأخبار، ومازلت أشتغل بها رئيسا للتحرير.

كيف كانت  مستويات تحصيل  عمر إسرى عندما كان تلميذا؟

كنت غالبا ما أحصل على الرتب الأولى خلال سنوات التعليم الابتدائي، بعدها كان المستوى متوسطا في الاعدادية وأنا بعيد عن الأهل، لكن سرعان ما عدت إلى المقدمة خلال سنوات التعليم الثانوي، حيث صرت لا أكتفي بالمقررات المدرسية، فكان نصف التحصيل المعرفي بالقسم والنصف الآخر خارج القسم، من خلال مطالعة كتب وروايات ومؤلفات في مختلف المجالات، لكنني أميل أكثر إلى الفلسفة.

هل ممارسة السلطة الرابعة يشترط الدراسة في المعهد العالي للإعلام والإتصال أم هناك وجود لأبواب أخرى يمكن الدخول منها لممارسة هذه المهنة؟؟

المعهد العالي للإعلام والاتصال، يبقى المؤسسة العمومية الوحيدة لدراسة الإعلام في المغرب، ولا شك أنه معهد رائد على مستوى شمال إفريقيا في مجال الصحافة، لكن هناك معاهد خاصة أخرى لدراسة هذا التخصص، وهناك أكثر من ذلك إجازات في الصحافة المكتوبة ببعض الكليات، لكن الإعلام بالإضافة إلى التكوين يتطلب الموهبة والرغبة والميول.

في الأيام القليلة الأخيرة اختارت قناة ميدي1 توقيف الصحافي بلهيسي نهائيا، كيف تقرأ كصحافي مثل هذه القرارات في حق أكفاء مثل الصحافي بلهيسي وقبله شخصيات أخرى في مجال الإعلام؟؟

هي قرارات تعسفية تضرب في عمق حرية التعبير والانتماء النقابي، من حق بلهيسي وكل الصحافيين امتلاك أفكار وقناعات خاصة بهم، وأنا ضد منطق الصحافي المحايد، فليكن كذلك في عمله وهذا واجبه، لكن خارج العمل وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، من حقه ممارسة قناعاته بكل حرية، كما أن العمل النقابي حق دستوري لا حق لأية جهة في تجريمه.

بعض المسؤولين على المؤسسات الإعلامية يحتاجون إلى مراجعة مقارباتهم، ففي الدول الديموقراطية يتم تشجيع الصحافيين النجباء المهتيين ومكافأتهم على أدائهم وليس معاقبتهم، وفي المغرب، كما في الكثير من المؤسسات العامة والخاصة، هناك من يفضل ويرقي الصحافيين ذوو المستوى الضعيف، مقابل الطاعة و الولاء المطلق والقيام بمهام لا علاقة لها بالمهنة ولا بأخلاقياتها، وهذه المقاربة بئيسة جدا، وتؤثر بشكل سلبي على أداء مؤسساتنا.

ما مستقبل الإعلام في المغرب في نظرك، هل يحتاج هذا الأخير إلى مزيد من الإهتمام للنهوض بدوره الأساسي في تنمية الوعي المجتمعي وماله من أدوار عديدة في أي بلاد؟؟

الإعلام في المغرب يحتاج أولا إلى جودة التكوين، فللأسف كل سنة تفتح معاهد خاصة لا تتوفر على الإمكانيات اللوجستية ولا الكفاءات التربوية في المجال، وهنا على الدولة التدخل لتشديد شروط تأسيس هذه المعاهد وولوجها ومراقبة جودة التكوين بها، فلا يعقل أن يحصل أشخاص على دبلومات في المجالات مقابل أداء ما بذمتهم من مبالغ مالية دون إدماج معيار الكفاءة والاستحقاق، من جهة أخرى، وهناك بعض السلوكات اللامهنية المرتبطة بالزبونية في التشغيل، وعدم تشجيع الكفاءات الإعلامية، إلى جانب التضييق على حرية التعبير من حين إلى آخر.

القطاع يحتاج إلى إصلاح بنيوي.

بأي معنى نقول أن الإعلام زادت أهميته في الوقت الراهن  لاسيما في زمن الكورونا؟

لا شك أن الإعلام يؤدي رسالة سامية ويلعب أدوارا حيوية، فالحاجة إلى الأخبار والمعلومات وحتى الترفيه، صارت حاجة ملحة في المجتمعات المعاصرة، لكن وسائل الإعلام صارت تعيش عددا من الإكراهات، من قبيل منافسة وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنيت بشكل عام، وهو أمر تمت مواكبته من خلال الإعلام الالكتروني، ما يفرض على الصحافة المكتوبة إعادة ترتيب أوراقها حتى لا تسير في طريق الاضمحلال، وكذلك على الإعلام السمعي البصري المدعو إلى إدماج تكنولوجيات جديدة لمواكبة سرعة تداول المعلومة.



aid

لكن لابد هنا من الإشارة إلى أن زمن كورونا أعاد إلى الإعلام المهني قيمته، فهو الأكثر مصداقية في نقل المعلومات التي تهم الجائحة، مقابل تناسل الكثير من الأخبار الزائفة و الكاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الأنترنيت، فصار الإعلام مصححا و مصوبا، والمصداقية هنا صارت هي الأساس.

هناك منطوقة تقول “الصحافة مهنة لمن لا مهنة له.هل تسيء لكم  هذه القولة الشائعة كصحافيين؟؟

ما قلته واقع لا يمكن إخفاؤه للأسف، وهذا يسيء إلى رسالة الإعلام الذي هو تخصص قائم بذاته، وأنا ضد ممارسة هذه المهنة دون دراستها، فالصحافة علم له قواعده و ضوابطه، لا يمكن لمن يجهلها أن يقوم بمهامه على أحسن وجه.

لابد من احترام التخصصات، من أراد أن يصير صحافيا فليدرس الصحافة.

ماذا غيرت فيك مهنة الصحافة أو بمعنى آخر عمر اسرى قبل وبعد امتهان مهنة المتاعب ؟

لم تغير في الكثير صراحة، لكن تجربتي علمتني أن أميز بين عملي الصحافي داخل مؤسستي الإعلامية من جهة، وبين قناعاتي و توجهاتي التي أمارسها بكل حرية خارج أوقات عملي، كما مكنتني من معرفة الكثير من الحقائق المرتبطة بواقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والقيمي وطنيا ودوليا.

لايخفى عليكم أن المغرب فقد كفاءات لا تعد ولا تحصى في مختلف  المجالات ومنها مجال الإعلام. وبصفتك إعلاميا هل ترى أن  وراء هذه الهجرة أسباب مادية ؟ وهل يفكر عمر إسرى في مغادرة البلاد وبالتالي العمل مع قناة أجنبية؟

هناك دواعي و أسباب متنوعة وراء ذلك، ولكن غالبا ما يكون الهدف ماديا أولا، مع أن هناك من يهاجر لخوض غمار تجارب مهنية جديدة، أو العيش في بلدان أخرى،دون نسيان فئة قليلة تهاجر قسرا بحثا عن حرية تعبير أوسع، وهربا من المضايقات، كما حدث مع صحافيين مثل علي المرابط وبوبكر الجامعي وأحمد بنشمسي وغيرهم.

بالنسبة لي كانت هناك عروض خارج المغرب، لكنني أفضل البقاء هنا حاليا، فإلى جانب الإعلام فأنا أواصل تحصيلي الأكاديمي في الجامعة، وانخرط في مبادرات سياسية لصالح الشعب والوطن.

هل يمكن تجاوز المستحيل إلى الممكن لتحقيق أحلامنا ؟وما شروط تحقق الأحلام في نظركم؟

لكل شخص أحلام، لكن الأحلام يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الممكن من المستحيل، الحلم الذي يتحقق هو ذلك الحلم الذي نمتلك إمكانيات لتحقيقه، مع ترك هامش للحظ. لكن لا يمكن الرهان على الحظ مع ترك هامش صغير لمجهودنا الشخصي.

ماسر نجاح عمر إسرى الإنسان والصحافي في الوقت نفسه؟؟

ليس هناك إنسان ناجح أو فاشل، هناك إنسان يمتلك إرادة أكثر من إنسان آخر، وهناك ظروف معينة تتحكم في مسار كل شخص على حدة، الصحافة وكل المهن ليست سوى وسيلة من وسائل العيش وتحقيق السعادة، والإنسان الناجح بالنسبة لي هو ذلك الذي يصل إلى كل المراتب بمجهوده من خلال كفاءته واستحقاقه، وحتى إن لم يصل إلى أحلامه لكنه حافظ على كرامته و مبادئه، فهذا نجاح في حد ذاته.

القيم مهمة جدا، أما النجاح بالشكل المكيافيلي فهو نجاح مزيف ومبتذل.

بماذا تنصح الطالبات والطلبة الذين لهم حلم دراسة الإعلام وممارسته  مستقبلا؟؟

أنصحهم بقراءة كتب الأدب والفلسفة والفكر بشكل عام، والتمكن من اللغات، والاطلاع المستمر على الأخبار الوطنية والدولية، والكتابة باستمرار، والتعلم من الأخطاء بكونها السبيل الأوحد لتجاوزها، لكن كذلك الحصول على نقط عالية تؤهلهم للدراسة في المعهد العالي للإعلام والاتصال.

سؤال خارج دائرة حوارنا، ماذا تعرف عن قلعة مكونة؟؟

قلعة مكونة منطقة أمازيغية، معروفة بورودها وبجمال طبيعتها، و كرم وبساطة أهلها، هي منطقة من المناطق التي لا تزال تحافظ على القيم الأمازيغية العريقة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.