يبدو أن رائحة الفساد المنبعثة من تدبير المجلس البلدي للرشيدية لملف البناء أو” الإصلاح” كما يحلو للبعض تسميته في السوق البلدي بدأت تزكم الأنوف.
لكن هذه العملية بدأت تأخذ أبعاداً أخرى، وانحرفت عن مسارها الحقيقي، بعدما شرعت البلدية في إعادة هيكلة السوق البلدي التي خصصت له ميزانية ضخمة ، وتدخلت فيها السياسة والمحسوبية والزبونية. ومن أجل إرضاء شريحة من الأصوات الانتخابية العاملة بالسوق ذاته، قرر المجلس غض الطرف عن ما يجري بالسوق من بناء اعتبره المهتمون بالشأن العام من جمعيات و أحزاب ، بناء غير لائق والسوق الذي يعتبر فضاء عموميا مفتوحا للفلاحين الصغار المنحدرين من جماعتي مدغرة والخنك لعرض منتجاتهم الفلاحية المعيشية ، لتصبح هذه الفئة الضعيفة اليوم خارج المدار وجعلها نسيا منسيا.
السوق البلدي الذي يعتبر القلب النابض للمدينة، يتم اليوم تحويله الى بناء عشوائي يشوه صورة السوق الحقيقية والتقليدية ، حيث أن بعض من الخضارة والحرفيين، الذين يستغلون دكاكين المجلس البلدي برسم الكراء ، تركوا لحاجة في نفس يعقوب ، ليبنوا فوق الدكاكين طابقا علويا ، منهم من سيحوله الى مقهى ،ومنهم من سيسكن فيه مع أبنائه ، و منهم من سيستعمله لأغراض لا علاقة لها بالبيع والشراء …. في وقت لم تكن تلك المحلات التجارية موضوع تصميم معماري،ولم تسلم لها رخص ، أو بمعنى صريح أضحت بنايات “عشوائية ” يساهم في تزكيتها جميع المسؤولين ، هؤلاء الذين لم يحركوا ساكنا لتوقيف هذه العملية ” الفضيحة “، لأنها لم تحترم قوانين التعمير، خاصة وأن الاستحقاقات الانتخابية على الأبواب.
واستغرب مواطنون كذلك ، لسكوت شرطة التعمير المتمثلة في الوكالة الحضرية وكأن الأمر لا يهمها ، أو ليس بمقدورها اتخاذ أي إجراء بخوض هذا الموضوع الذي هو أصلا من اختصاص المجلس البلدي .
وتشهد كذلك ، أحياء من المدينة ، انتشار البناء العشوائي بطريقة مثيرة للانتباه أمام صمت مطبق للجهات الوصية ، وخصوصا بأحياء توشكا والسهب و أولاد الحاج و تاركا ، التي تبنى على أراضيها الفلاحية منازل بطريقة غير مشروعة ، حيث يترك أشخاص يبنون فوق المزارع والسواقي المائية دون ترك المساحة المطلوبة لحماية المنازل من الفيضان ، أو بإضافة طبق فوق طبق دون احترام قانون التعمير….
حي أولاد الحاج على سبيل الإثارة ، شهدت الزنقة 26 خرقا سافرا للبناء العشوائي ، بعدم أقدم المجلس البلدي الى تغطية ساقية تمر بالزنقة دون ترك ضفاف ، ما جعل المباني المجاورة تتوسع نحو الساقية ، لتصبح مهددة في حال وقوع فيضانات ،أمام صمت أصحاب القرار.
والأمثلة كثيرة في الأحياء المذكورة .
عبد الفتاح مصطفى/الرشيدية
المصدر : https://tinghir.info/?p=4724