لا حديث اليوم بعد اقتراب موعد الانفراج إلا عن روح التضامن الاجتماعي والإنساني الذي عم مختلف الفئات بإقليم تنغير خلال تجربة أزمة كورونا بعد اتخاذ إجراءات إدارية وعملية غير مسبوقة وكذا إطلاق حملات للتضامن غايتها التخفيف من وطأة الجائحة على عدد من العائلات والأسر ذات الحاجة والتي تضررت وضعيتها الاجتماعية بشكل كبير.
ويرى الكثيرون أن المجتمع المغربي وخصوصا “التنغيري” كسب الرهان بامتياز وأبان عن حس وطني وتضامني كبير تجاه الأزمة التي تمر بها بلادنا والتي اقتضت فرض حالة الطوارئ الصحية مع ما صاحبه من توقف عجلة الاقتصاد والحياة لدى عدد كبير من المواطنين الذين لم يجدوا بين عشية وضحايا سوى بعض المبادرات والمساهمات التي خففت عنهم آثار الجائحة.
ففي تنغير بادرت السلطات الإقليمية منذ البداية إلى اتخاذ إجراءات إدارية وقرارات مهمة بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى تسريع وتيرة إجراءات استفادة الساكنة من الدعم المادي الموجه والذي أفرجت عنه الحكومة لفائدة الأسر سواء الحاملين لبطائق راميد أو أولئك المسجلين بالضمان الاجتماعي أو حتى المنتمين للقطاع غير المهيكل أو الدعم الاجتماعي بالمواد الغذائية بهدف تخفيف حدة تداعيات أزمة كورونا على الأسر والعائلات. كما همت تدخلاتها التركيز على تعزيز البنيات الاستشفائية والمرافق الطبية والتنسيق ومواكبة مختلف المصالح خلال هذه الفترة العصيبة على المنطقة.
ومن جانبها تعبأت جمعيات وفعاليات المجتمع المدني في مختلف الأحياء والدواوير المنتمية للإقليم بشكل غير معهود، بعدما رصت صفوفا للمساهمة في مكافحة الجائحة إلى جانب السلطات عبر إطلاق حملات تحسيسية ومبادرات هادفة إلى جمع المواد الغذائية والمساعدات المادية بغية توزيعها على الأسر والعائلات بروح تضامنية وذات أبعاد إنسانية ساهم فيها مغاربة الداخل والخارج.
وإلى جانب جهود الدولة ساهمت المؤسسات والمجالس المنتخبة في مجابهة فيروس كورونا عبر رصد الإعتمادات المالية وبرمجة الميزانيات في هذه الظرفية الاستثنائية، وكذا اقتناء الآليات والتجهيزات ومواد التعقيم والنظافة، بالإضافة إلى وضع المؤسسات السياحية رهن إشارة السلطات والأطر الصحية والطبية. وشهدت عدد من المجالس المنتخبة على مستوى الإقليم رغم تفاوتها استجابة متميزة بتدخلات نوعية وغير مسبوقة تفاعلا مع نداءات الساكنة وما يقتضيه الواجب خلال هذه الأزمة.
ومن جانبهم ساهم الحرفيون والمهنيون خصوصا فئة تجار المواد الغذائية من مدينة تنغير بشكل أساس بما يفوق 130 قفة للمواد الأساسية تم توزيعها بتنسيق مع السلطات المحلية على عشرات الأسر والعائلات. ولم تمنع تعليمات إغلاق المحلات وتبعات أزمة الجائحة المهنيين من الالتزام في هذه الظرفية غير المسبوقة تجاه إذكاء روح التضامن والتعاون علما أن هذه الفئة تعتبر الأكثر تضررا من الأزمة.
يبدو أن أزمة كورونا جعلت مختلف فئات المجتمع بإقليم تنغير تتوحد بشكل غير مسبوق لمجابهة عدو مشترك وغير مرئي يفتك بالأرواح كما يفتك بالاقتصاد دون هوادة. فإذا نجحنا في تخطي كورونا فلأننا تمكنا في هذه الظرفية العصيبة على الوطن ككل أن نتجاوز الاختلاف ونجعل من أنفسنا جسدا واحدا تنفجر منه القيم الإنسانية والكونية التي تجمعنا.
كورونا درس أفرز لنا مجتمعا مسؤولاً ومتضامنا وقت الشدة رغم بعض النقائص التي يمكن تجاوزها مستقبلا. والأهم اليوم أن الكل اجتهد ولكل مجتهد نصيب ونصيبنا أن الإقليم والحمد لله بفضل تضافر جهود الجميع تفادى مخاطر الجائحة التي أهلكت العباد والاقتصاد. كورونا جعلتنا نعمل أكثر من أي وقت مضى من أجل حماية الأرواح، تخليق الحياة، إذكاء روح التضامن والتعاون، وأصبح الجميع يؤمن بالتعايش والتضامن والتفاؤل للإيمان بامتلاك نفس المصير.
المصدر : https://tinghir.info/?p=46396