في إطار برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والترابية بالعالم القروي، نجحت الجماعة الترابية أيت سدرات السهل الغربية في فك العزلة عن معظم دواوير الجماعة وتمكنت من خلال مشروع طرقي طموح من ربط 12 دوارا بالطريق الوطنية رقم 10 بتكلفة مالية قدرت بأكثر من مليار سنتيم. المشروع الطرقي المهيكل، الذي يدخل في إطار شراكة بين الجماعة وصندوق التنمية القروية، يبلغ طوله 9 كيلومترات تقريبا وسيستفيد من خدماته أكثر من 7000 نسمة من ساكنة الجماعة.
الجماعة الترابية أيت سدرات الغربية من خلال برنامج عملها أعطت الأولوية القصوى لمشاريع فك العزلة لما لها من أهمية في تحقيق تنمية مندمجة خصوصا في المجالات الهامشية، وأجرت من أجل ذلك العديد من الدراسات التقنية لمختلف المقاطع الطرقية بدواوير الجماعة في محاولة منها لتطويرها وتجويدها. وفي هذا الصدد أوضح مصطفى أيت لكبير رئيس المجلس الجماعي أيت سدرات الغربية أن المجلس منذ توليه زمام المسؤولية وهو واع بأهمية شبكة الطرق المحلية بالنسبة للتنمية بمختلف أبعادها وأضاف أنه منخرط بقوة في المبادرات التي تروم تطوير البنيات التحتية بالجماعة.
وأكد أن مصالح الجماعة، إضافة إلى هذا المشروع الحيوي الذي يشرف على الانتهاء، كانت عازمة على تغطية كافة دواوير الجماعة بشبكة طرق الداخلية وعقدت لتحقيق ذلك العديد من الشراكات آخرها شراكة مع المجلس الجهوي درعة تافيلالت التي كان متوقعا بموجبها برمجة تهيئة ما تبقى من الطرق الداخلية بالجماعة غير أن مستجدات المجلس الجهوي وما عرفه من صراعات يعرفها الجميع حالت دون إتمام الصفقة. ومع ذلك فإننا يضيف الرئيس عازمون على طرق مختلف الأبواب من أجل تعبئة الموارد المالية الكافية لتهيئة الشبكة الطرقية بمختلف دواوير الجماعة ضمانا لتنمية شاملة.
الطريق الجديدة التي ينتظر أن يتم تدشينها في غضون الأيام المقبلة خلفت ارتياحا كبيرا لدى مختلف مكونات المجتمع المحلي وفي هذا الإطار عبر السيد لحسن عبد الخالق فاعل مدني ورئيس جمعية إفلان عن ارتياحه الكبير من هذا المنجز التنموي النوعي، وأوضح أن شبكة الطرق الجديدة ستسهم بشكل كبير في حل العديد من الاكراهات التي تعانيها الساكنة على جميع المستويات ، واعتبر خدمة النقل المدرسي أكبر مستفيد من هذه الشبكة الطرقية الجديدة حيث أوضح أن تدبير النقل المدرسي بالجمعية مثلا تعتريه العديد من الصعوبات والإكراهات وكان معظمها تعود إلى صعوبة المسالك الطرقية التي تربط دواوير الجماعة بمختلف المؤسسات التعليمية وهو ما كان يرفع تكلفة التسيير ويصعب عملية التدبير.
كما أن هذ المقطع الطرقي الجديد يعد إضافة نوعية للقطاعات المهنية عامة والفلاحية منها على وجه الخصوص حيث سيسهم بشكل كبير في تيسير تنقل مهنيي هذه القطاعات الانتاجية لتسويق منتوجاتهم الفلاحية داخل وخارج الجماعة. وفي هذا الصدد يشير السيد فاضيل محمد فاعل اقتصادي بالمنطقة وصاحب ورشة لصناعة مواد البناء أن الطريق الجديدة ستكون لها نتائج إيجابية على العديد من القطاعات الاقتصادية الناشئة بمختلف الدواوير وخاصة، يوضح المتحدث، قطاع البناء الذي سيعرف انتعاشة جيدة انتاجا وتسويقا.
وينتظر أن تلامس النتائج الايجابية لهذا المسلك الطرقي الجديد كافة جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية للساكنة المحلية وتسهم في تقليص الفوارق المجالية والرفع من تنافسية الدواوير الهامشية. وفي هذا الإطار أكد مولاي يوسف بولحفات فاعل مدني وباحث في قضايا التنمية أن البنية الطرقية مدخل أساسي لتحقيق تنمية منجدمة وشاملة تغذي مختلف مناحي الحياة اليومية للمواطن المحلي، وأضاف المتحدث أن الطرق باعتبارها قنوات مادية للتواصل والتفاعل قادرة على نقل المواطن القروي من حالة العزلة المجالية إلى حالة المشاركة المجتمعية الفاعلة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=45974