أقر مجموعة من المفكرين والأساتذة الجامعين العرب بوجود تجاذب في العلاقة بين الشباب والعلماء نتيجة التغير الطبيعي والتطور التكنولوجي مما جعل زمان العلماء الشيوخ يختلف بالمطلق عن زمان الشباب المعاصر، كما أرجع مجموعة من المتدخلين في فعاليات المؤتمر الثاني عشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي بروز هذا التجادب لضعف ثقة الشباب في العلماء الذي يغلب على كثير منهم الخوف من التغيير.
أستاذ اللسانيات المغربي أبو زيد المقرئ الإدريسي اعتبر فئة الشباب عملة نادرة في العالم العربي يعيشون في تناقص نتيجة كثرة نسبة العنوسة، وتأخر معدل سن الزواج وقلة الإنجاب لدى الشباب، كما أن العالم يسير إلى شيخوخة ديموغرافية، في مقابل ذلك اعتبر وضعهم في تناقض لأن نسبتهم في العالم العربي لا تتكافئ مع موقعهم خصوصا في العالم الثالث.
واعتبر أبو زيد أن الشباب مستهدفون من الاعتداء بالغزو الفكري والالكتروني، كما أنهم يعانون من علماء لا يصنعون لهم القدوة التي يحتاجون لها ويتطلعون إليها إلا قلة قليلة، وفق شروط عددها في ملئ النفس بالوجدان بالقدوة الحقيقية، حيث أصبح للشباب مشكل مع المرجعية التي تصنع لهم في الوقت الحالي في الرياضة والفن عن طريق الاعلام، والغرب يطمح بذلك لأن يكون لهم مرجعية في كل شيء حسب قوله، هي مرجعية قاهرة بسيف القوانين الدولية واستدراجية بكل أساليب الإغواء والاستدراج.
فيما شبه الدكتور خالد المزيني خالد المزيني عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية والعربية، بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن العلماء والشباب كأدوار “الرئتين” في الجسم الفئة الأولى قوة علمية والثانية قوة عملية، معددا المؤهلات التي يتوجب على العالم أن يكون عارفا بها منها الشمول المعرفي والتكامل العلمي باطلاع العالم على المعارف العاصرة وتواصله باللغة التي يتكلم بها الشباب في كل زمان، ثم الشجاعة الأدبية بقدرته على الرجوع عند الخطأ وتصحيح الموقف واستدراك ما فرط عنه من قول.
وأضاف المزيني في ذكر مؤهلات العالم الرباني أن يكون رجل المرحلة يحسن استثمار الفرص مع مواكبته للمرحلة لتحقيق المصلحة الدينية والعامة، ثم السمو فوق الذات بالابتعاد عن افتعال المشاكل الشخصية وإن كلفه السير فوق مسامر أوجاعه، مطالبا العلماء بثقافة الاتصال والتواصل مع الناس بامتلاكه قدرة لغوية مكينة وحسن التعامل.
وطالب جميع المتدخلين في فعاليات المؤتمر الذي ستختتم فعالياته مساء اليوم السبت 31 يناير بمدينة مراكش من العلماء أن يكون لهم بعد نظر مع الاعتدال في قراءة الواقع مع فهمه كما هو لا كما يريدونهم بطريقتهم، مع الصدق في القول والتواضع في التعامل والبعد عن التكلف المنفر للشباب من العلماء.
ياسر الخلفي من مراكش
المصدر : https://tinghir.info/?p=4595