محمد نجما
“لقد أكدت الجائحة أن قطاع الحلاقين من أهم القطاعات في كل البلدان” عبد الرحيم توراني
أمر لم أعتده
ولم تعتده أنت أيضا
ولم يعتده الكثير منا
لكنه حل بنا وليس منه مفر فإما وإما …
يبدو أن انتشار فيروس كورونا قد أبطل مفعول المقولة التي توارثتها الأجيال “لا تسلم رأسك إلا للحلاق” ولم يعد يأخذ بها أحد منذ الأسبوع الثاني من بداية الطوارئ الصحية والحجر المنزلي.
فمعأزمة إغلاق صالونات الحلاقة اضطر العديد من الرجال إن لم أقل كلهم للبحث عن بدائل لحلاقة الشعر، فلا أحد منا لم يكن يتصور ان يخذل حلاقه الذي ألف ان يحلق ( يَحَسَّنْ) عنده دون غيره من حلاقي المدينة، غير أنه اضطر الى حلق رأسه بنفسه مستعملا “آلة الجريمة ” كما سماها لمريديه في الفيس بوك، صديقي ه . أ.
ومع توالي أيام الأزمة كان لي مع زملائي في جريدة ” تنغير انفو” لقاء مباشر على وسيلة أخرى للتواصل الاجتماعي ، وطال نقاشنا حتى وصل بنا إلى ” التصليعة” وكيفية تنفيذها ؟ واين ؟ وبماذا؟ وقد اقترح احدهم ان يكون ” التصلاع” تحديا جماعيا قبل حلول تاريخ محدد اختير له يوم الخميس…، وهنا قلت لهم بأنني ربما قد أكون من ربح التحدي لكوني قد صَلَّعْت بالأمس.
أكيد أن كورونا مكنت العديد من الأشخاص في ظل غياب الحلاقين من ابراز مهاراتهم الشخصية و استكشاف قدراتهم في الحلاقة المنزلية ( التي أصبحت ظاهرة عالمية)، بل قد نضطر إلى مساعدة أقرب الأقربين ليبدعن فيها كيفما يشأن، ولو باستخدام أدوات بسيطة .
وقد مكنت “الحلاقة الذاتية” الكثير من الشباب من تجاوز معاناة في هذه الفترة العصيبة التي يعيشها العالم والتي ألقى تهذيب الشعر خلالها بظلالها على الجميع، القليل منهم اختار مضطرا العودة إﻟﻰ زﻣﻦ “اﻟﻬﻴﺒﻲ“، بينما الكثير فضل “التصلاع”.
والكل ينتظر بشغف عودة الحلاق إلى صالونه .
الصورة من الأرشيف
المصدر : https://tinghir.info/?p=45564