مما لاشك فيه أن منطقة تودغى من أغنى مناطق الجنوب الشرقي توفرا على تراث شفهي يميزها عن باقي المناطق الأخرى، وتعتبر” إزلان”من أهم مكونات هذا التراث ؛ و التي تعني تلك الأهازيج و الأنشودات التي كانت و لا زالت تردد في الأعراس،رغم قلتها في العقد الأخير نظرا لأن أكثرية الناس أصبحوا يميلون إلى الأجواق و محيي الحفلات،و ذلك مايؤدي بشكل مباشر إلى طمس أهم الأشياء التي تحدد هويتنا.
و ل”إزلان” أهمية كبرى و تعتبر كنز من الكنوز التي ورثناها من أجدادنا؛ و التي أبدعوا فيها بوصف و تجسيد بعض لقطات حياتهم اليومية ، و أيضا تحتوي على تغريدات تعبر عن الحب المتبادل بين المرأة و الرجل، و كذا وصف الطبيعة و التحدث عن القيم الجمالية للحياة كالتضحية،التعاون والأخوة…ويتم ذلك عن طريق أسلوب و كلام موزون لايمل المستمع منه لشدة روعته.
و كان من المعتاد منذ القديم أن تقام الأعراس لمدة 4 أيام ، إذ تختلف الأهازيج ” إزلان” التي يتم ترديدها فيه ؛ أي أن كل يوم يمتاز بأهازيج خاصة بها :
+اليوم الأول :
و يبدأ في الليل فقط ،و تسمى هذه الليلة ب” أسحمي”،و تكون بالعادة خاصة بأفراد العائلة و الأقرباء، و لا توجد أهازيج خاصة بهذه الليلة،فقط تردد بعض الأهازيج المعتادة من قبيل :
*” بولفرح أغد يووين أنزال تاغوفي”
” أك إك ربي د ديليت كران إزغران”.
- ”أيي دامن إناو”
” إبدات الحرما ”. - ” ميمي تحلى تايمات “
” إكان واس إكان أموا “
الجزء الثاني من مقال الطالب الباحث الحسين علاوي حول أهمية التراث الشفهي ( اللامادي) في منطقة تودغى ” إزلان” نموذجا. - بخصوص اليوم الثاني : فيتميز بحدثين و هما ” إدم العامت ” و “تيقفاف”، حيث أن الحدث الأول تقوم فيه نساء القبيلة بعمل حلقة دائرية و يلعبن بالبنادير ويكون المبتغى منه الدعاء و التقرب من الله و أيضا تقاسم الفرح مع عائلة العروس أو العريس و يسمى ب “تخصايت”،و من أهم أهازيج تخصايت:
*”أوا أسيات الفاتح سووراون أربي أمادي يسلان”
“أياد إبسي ربي تينا يوسان د تدغ إمي يتوكا و كاريف “.
*”أياعراب أراسول الله أنزور نابي سر أوال” .
” أوا كاغ تيسورا كيد البيبان أربي رزميد إعلخير “.
- ” أبو الفرح ناسد ديغ أياك إك مولانا دام ديليت “.
“أدوسارك إخصا علا خير و لا سارك إخصا كا ي دونيت”.
♢ أما الحدث الثاني والمسمى “تيقفاف” فيقوم الأقرباء بجلب الهدايا وتقاسم الفرح مع صاحب العرس، و يتم فيه الضرب على البنادير و ترديد بعض الأهازيج لشكرهم و منها :
*”أ لهديت نمي أيا ” ” أوا تين لحباب أيا”.
*” أيناييد توويم ” ” أكن يوغول يلمان “.
*” أماد إهدان أنشي ” “أداس إخلف مولانا “.
- اليوم الثالت : والذي يطلق عليه “أغمي” و الذي يخص بيت العروس ، ويتم فيه تخطيب أرجل و أيدي العروس بالحناء من طرف الأم و بعض النساء، و يرددن “إزلان”من بينها :
*”ريغ أد دوغ أر فاس” “أد ناوي كان أعبان إكان إعيشا”.
*”أربي أتيزيزوا” “غمو إتسليت نغ إدوطان س تامامتي”.
- “مايد إغمون إتسليت مايداس إغمون “. “لالة فاطم الزهرا أيداس إغمون “.
- و في اليوم الأخير : والذي يطلق عليه”تاناكا” و هو يوم ذهاب العروس إلى بيت زوجها ،فيمتاز هو أيضا ب”إزلان” خاص به :
*” فكيغك أياطارينو إوابريد أخاتار ” ” أوي سن أربي مايد إتاكتيبن غيفي ” .
- ” أمقارد أطار نيفلو إك قيميغ ” ” إشقا ومزيراي نيغرمينو غيفي “.
- “نووياست إمايس ” ” نزرياسن أمارغ “.
♧ في الأخير لا بد أن نشير إلى أن التراث الشفهي ” إزلان ” في الآونة الأخيرة أصبح قريبا من الإندثار و لا أحد يحرك ساكنا من أجل حفظه، لذلك وجب علينا كشباب المنطقة أن نقوم بكل ما يلزم للحفاظ عليه لكونه إرثا من تراثنا و جزء من هويتنا .
المصدر : https://tinghir.info/?p=45225