لعنة هي أصابت نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بآسفي، فكلما تولى أمرها مسؤول جديد، إلا وتفاقمت نوائبها وتعاظمت، ومشت في شرايينها لغة الفساد تزداد تعششا وتجذرا، سواء منه ما تعلق بالتدبير الإداري أو ما تعلق بالشركاء، ولعلها نفسها اللعنة أنْ تصبح النيابة مدرسة لنواب يبلون حسنا بعد انتقالهم، أو هي مقبرة لمسؤولين زُجَّ بهم ليتم إعفاؤهم وبطريقة مهينة كبشَ فداء لتمرير شعار الحكامة الجوفاء وأمام الشركاء هكذا ودون حياء …
لعنة هي أن تُعيَّن في نيابة مهما تغير فيها البشر، وتعدلت هندسة مكاتبها، تبقى الممارسات والعقليات صامدة عنوانها: “لا صلاح بعد أمس” و “لا إصلاح بعد اليوم” ما لم يتم فيها تبادل إعادة الاعتبار لفزاعات وهمية فُرضت ولم تفرز.
لعنة هي أن تعشق اللجن الوزارية والجهوية والمجلس الأعلى للحسابات هذه النيابة حد الثمالة، وتسكن بين ضلوعها لزمن وينتهي الأمر بصدور رسائل العشق الحرام بما تؤشر عليه من “اختلالات” لا تزيد المنطق إلا إقرارا وقبولا “بزنى المحارم” شريعةً بين المسؤولين.
مسلسل من التواطؤات، والاتصالات، والمؤامرات، تنخر جسما ما برح يتألم من أوجاع ماضيه، حتى زاده سيف الحجاج بن يوسف المغربي بغيا وجورا عليه، ليناصره على استباب أسباب أمراضه وسلطانها، مسلسل استغل بعض “متناضليه” الأوفياء لأهوائهم، وبعض “مسؤوليه” النجباء لأرصدتهم، فرصَ تهالكِ واستياءِ الإرادات لينقضوا على البقية الباقية من ولغ الإناء…
أحبتي، ما هذه سوى نجوى أناخ بها الدهر على كلكلي، ولكنه وعد مني، ووعد حق أن تكون هذه مقدمة وزفرة زَجَّ بها محجري لحظة خلوة بيني وبين مشهد موبوء بإرادة الفساد الأعمى، أن تصطلي صفحات آتية بما يرضي العديد منكم، ويؤرق القليل منه؛، سأكشف بعد هذا، أسئلةً أرقتني، وحملتُ سرها منذ مدة، وما عدتُ أستطيع الصمت والتأني لعل فجرا ميؤوسا منه يهل علينا، فإذا به فجر أسود، وكأنه انتقام من هذه البلدة البئيسة مع سبق الإصرار والتعمد، لطالما تأنَّينا حتى لا يُعتبر قولنا تسرعا، وحتى لا يَقتات بعضهم من فُتات ما يُكتب كما ألِفوا، ولكنها لحظةٌ ارتأينا فيها أن موعد الرسالة حان…
فموعدنا رسالة أخرى أكثر تشخيصا وفضحا، ونحن نتحمل مسؤوليتنا كاملة فيما نقول وسنقول، ولا نخشى في الله لومة لائم…
محمد الصديقي
عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم (ك د ش)
المصدر : https://tinghir.info/?p=4469