بعد الإعلان الرسمي عن بداية حالة الطوارئ الصحية يوم الجمعة 20مارس الماضي وبعد تعطيل الدراسة بالجامعات المغربية في السادس عشر من نفس الشهر، لبى العديد من طلبة الجنوب الشرقي نداء المواطنة الرامي لالتزام كل المغاربة بتعليمات الحجر الصحي وعدم مغادرة بيوتهم الا للضرورة ،وبعيدا عن حب الذات قرروا عدم التنقل إلى مدن الجنوب الشرقي خوفا من تفشي مرض كرونا فيروس المستجد ،عبْر نقله لأهلهم وذويهم .
القرار الذي التزم به العديد من طلبة وطالبات جهة درعة تافيلالت المتواجدين بالمدن الجامعية للدراسة أعتبروه حبا للوطن وان العكس هو خيانة له ،فتنقلهم من مراكش واكادير ومكناس وفاس والدار البيضاء أكدوا من خلال تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي سلوكا نرجيسيا له عواقب وخيمة على الأهل والعشيرة،فقرروا وبالاغلبية عدم الخوض في هذه الخيانة الوطنية .
لكن مع توالي أيام الحجر الصحي وفرض حالة الطوارئ أصبح الأمر لا يطاق ،فمنهم من فضل أو أُجبر على قطع مسافات طِوال بين الجبال والحقول والفيافي للوصول للاهل ،لسبب واحد لأنه لا يملك قوت يومه هناك في مدن لا تعترف الا بالمال ،لكن طلاب وطالبات أخرين ظلوا متشبتين بالتزامهم اتجاه وطنهم و عائلاتهم ،يعيشون الآن بين مطرقة مدن كبرى لا تعترف بطالب علم مغلوب على أمره تقاذفته سياسة التهميش للبحث عن المعرفة ولو وراء “تيزي ن تيشكا” أو “غار زعبل ” أو “تيزي ن باشكو”،وسندان الالتزام بحالة الطوارئ الصحية.
طلبة الجنوب الشرقي من تخوم “عروق شگاگا”بمحاميد الغزلان حتى منعرجات “حجيرت” “يناشدون” محسني وكل الفعاليات التي لها غيرة على طالبي العلم والمعرفة بمدن الجامعات ،أن يمدوا لهم يد العون والتضامن معها لتجاوز هذه الأزمة .
وفي إعلان عن حملة تضامنية مع الطلبة العالقين بالمدن الجامعية تملك الجريدة نسخة منه ،أكد الطلبة حجم الضرر المادي والنفسي الذي لحقهم جراء هذه تبيعات أزمة كرونا،ويهيبون من خلال الإعلان مؤسسة درعة تافيلالت للخبراء والباحثين وجميع الفعاليات والغيورين ،للمساهمة في هذه الحملة التضامنية لتكفل بطلبة الجنوب الشرقي عبر دعم مباشر لهم لمسايرة الحياة اليومية لإقتناء حاجياتهم الغذائية وتأدية واجب الكراء ،في انتظار أن تزول هذه الجائحة الوبائية على المغرب والعالم بأسره.
وجدير بالذكر أن هذه الفئة من مجتمع جهة درعة تافيلالت بعددها الكبير عالقة بمدن جامعية كبرى في انتظار الفرج .
المصدر : https://tinghir.info/?p=44633