جدلية العقل والروح في زمن الأوبئة(1)

admin
اقلام حرة
admin15 أبريل 2020
جدلية العقل والروح في زمن الأوبئة(1)
عمر صبيري

جدلية العقل والروح مطروحة مند الأزل. فالعقل يميل الى استعمال المنطق في تفسير الظواهر، بينما الجانب الروحي يميل الى العاطفة والدين لكي يفسير نفس الظواهر. صراع قديم قدم الانسان. لكن يا ترى من سيحسم المسألة لصالحه في زمن الأوبئة؟

لا أعتقد أن الروحانيات ستربح الرهان. لماذا؟ لأن الروحانيات -في عمقها- مبنية على الخوف وعدم الثقة. لهذا نجد مثلا الممارسات الدينية المختلفة – باعتبارها ممارسات روحانية- لا تعترف بدور الانسان في صناعة الأحداث. بل يعتبر مصدر الشر ولا ترغب سوى في أن يظل مجرد عبد. فهو ضعيف و لن يقدم أكثر مما قدمه الاله للطبيعة. بل يعمل على تخريبها ودمارها ( بعدما خلق في أحسن تقويم تقهقر بعذها أسفل سافلين). لكن ليس هذا هو صلب الإشكال. الإشكال هو: لماذا لا يرغب الجانب الروحي للانسان بالاعتراف بفضل العلم والعقل عليه؟ خصوصا في لحظات حرجة يستحيل للعاطفة وحدها – أقول وحدها- أن تحل الأزمة.

لنغوص قليل في الموضوع ونقدم المثال التالي: ” متخصص محترم يوظف الدين لكي يقنع الغير بصحة أبحاثه” هذا مثال يجعجلنا أمام موقف خطير يبين بالملموس أن الباحث المتدين لا يريد للمنطق العلمي أن يشتغل خارج شروط التعبد. أو لنقل لا يريد لعقله المتدين أن يعمل في مختبر مستقل عن المعبد. من هنا نفهم لماذا يستمر هذا الجدال بين العقل والمنطق رغم امكانية اشتغال كل منهما في إطاره الخاص وبدون صراعات واهية.

لنا عودة في الموضوع بمثال جديد (…يتبع)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.