تأملات للتواصل في عهد جائحة 2020

admin
2020-04-13T16:49:09+01:00
آخر الأخبار
admin12 أبريل 2020
تأملات للتواصل في عهد جائحة 2020
محمد إملوي

مما لا شك فيه أن التواصل منذ وجود البشر كان ضرورة و جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للأفراد و الجماعات ،فالكل يتواصل لتحقيق أغراض ذاتية و موضوعية مختلفة ، وكل فرد بناءا على تنشئته ومحيطه تطور لديه نوع معين من التواصل اللغوي و السلوكي يميزه عن غيره، فالتواصل الفعال و الإيجابي بطبيعة الحال يفرض الإلمام بمجموعة من المهارات و القدرات المكتسبة من خلال الاحتكاكات و التجارب الإجتماعية لمختلف وضعيات التواصل ،وغياب هذه القدرات التواصلية يضعنا أمام عدة إشكالات و صراعات تعيق منحى هذا التواصل كما يتبين ذلك من خلال مجموعة من الأحداث التاريخية التي لعب فيها التواصل بمختلف تجلياته دورا محوريا في تقلب الأوضاع للصالح أو للطالح، و في زمن الكورونا شهد التواصل تغير جذري على مستوى كل مجال.

كورونا فيروس أصبح الأن غني عن التعريف ، فالصغير و الكبير على حد سواء يعرفون كل مستجدة عن الفيروس، فمختلف وسائل الإعلام تتناول يوميا مواد تصب في موضوع واحد ،”وباء كورونا”، فلأي حد بسط نفوذه ونزوحه في مايخص التواصل في المجالات الحياتية؟

التواصل الديني:

إن التواصل الديني بحلول هذه الجائحة أفرز لنا في دولنا الإسلامية أنماطا مختلفة من التفكير،فيما يخص تحليل الوباء والواقع الذي نعيشه في هذه الظرفية العصيبة ، كما كشف لنا مجموعة من الإختالالات في فهم النصوص الشرعية ، فحفظ النفس أولى الكليات الخمس في ديننا الحنيف ، و أي توجيه من قبل السلطات يندرج الأن في حفظ النفس من الهلاك المحتمل .

‌إن الوعي بالمسائل الدينية و فعل إيصالها للمتلقي بطرق أكثر سلاسة وو ضوحا من شأنه أن يحفظ الأفراد و المجتمع و الدولة عامة من مجموعة من المتاعب و الحمولات حاليا ومستقبلا ،بحيث أن العاطفة الجياشة نحو الدين تجعل فئة تسري في أمور لا علاقة لها بالدين، فالله يعبد بالعلم وليس بالجهل .

‌ثانيا: التواصل السياسي

التواصل السياسي أخذ مجرى آخر بحلول الجائحة، فمجموعة من الملفات السياسية أصبحت الأن منسية في ذاكرة قد تكون متوسطة الأمد ،فلا جدوى من إثارة بعض القضايها في زخم المعارك الجديدة التي تشهدها الساحة السياسية المتعلقة بالفيروس كالسباق نحو إكتشاف اللقاح الكفيل بردع الجائحة ، الذي ولد مواقف متباينة بين الدول حول الأثار المخلفة لهذا السباق.

أزمة الفيروس تداخلت مع تعقيدات سياسية ، إلا أنه على العموم يجب التنويه بالسياسات الجديدة للحكومة في التواصل مع الشعب المغربي في مختلف المنصات و الوسائط الإعلامية ، وما علينا إلا أن نكون يدا في يد لبلوغ المبتغى ولما لا يكون الفيروس وتداعياته في هذا الجانب فأل خير في توجيه السياسات المقبلة لما فيه صلاح لكل الفواعل .

ثالثا : التواصل الإقتصادي

لا جرم أن الفيروس أثر على إقتصاديات العالم ، ففي ظل هذه الأزمة الراهنة ظهر إعتماد مركز على التواصل الرقمي،إذ يعتبر الحل الأنجع لإستمرار بعض الشركات الخدماتية ، كما شهدت مواقع التجارة الإلكترونية إزدهارا وتحقيق لأرقام معاملات لابأس به مقارنة بعهد ماقبل الجائحة .

هشاشة الإقتصاد العالمي في هذه الظرفية أفضى إلى نهج مجموعة من المناهج الرامية إلى التخفيف من التباعيات المستقبلية للفيروس ، حيث عملت أغلب الدول على إمداد شرائح المجتمع المتضررة بمعونة مالية سواءا في القطاع المهيكل أو غيره،تضامنا و تكالفنا وحرصا على سلامة الجميع في ظل تطبيق الحجر الصحي .

رابعا : التواصل الإجتماعي

‌أحدث تفشي الفيروس في المجتمعات نوعا من الإلتحام والتضامن ، فعلى إثره نادت مختلف الفئات العمرية إلى إلتزام البيوت حفاظا على صحة الجميع ،ولعبت وسائل التواصل الإجتماعي و الإعلام دورا مهما في عمليات التحسيس و التواصل بين مختلف الفاعلين في المنظومة الإجتماعية ، وبذلك يمكن القول أن الفيروس من الناحية الإجتماعية أثر بشكل إيجابي على سلوكيات الأفراد ، وهذا يتضح من خلال الكم الهائل لحملات المساعدة المنظمة لفائدة المحتاجين في جل المدن المغربية والتي نرجو أن تستمر بزوال الجائحة ، كما أثر الفيروس إيجابيا ورد الإعتبار و الثقة في السلطات التي تسعى بما أوتيت في الحفاظ على الوضع الأمني للمجتمع.

‌في الختام ، لا يسع إلا القول أن الفيروس يمهد لرسم خريطة جديدة لمختلف دول العالم في إقتصادياتها ، سياسياتها و مجتمعاتها ، فلأي حد ستخدم هذه الصورة الجديدة مآلات و تطلعات جل الفواعل ؟

^محمد إملوي /باحث في علم التواصل

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.