لا أحد ينكر أن العالم يعيش أزمة وبائية ،أزمة زلزلت كيان الأغنياء و قلوب الضعفاء ،هذا الوباء الذي جاء ليذكرنا بمن نحن رغما ما نملك و رغما ما نفقد ،ليعيدنا إلى حقيقتنا و حقيقة أصلنا و مصيرنا ، أزمة طرحت عدة تساؤلات وأظهرت عدة قيم إنسانية و غير إنسانية ،فالازمة مِنحة و لن تكون محنة فهي منحة لترتيب الملفات ،منحة لمن أراد التغيير ،بل هي درس للدول ان تحاسب نفسها . لأنه لم يعد هناك مجال و لا فرصة للوقوع مجددا في الخطأ ، قلت انها منحة تجعل الدول و مؤسساتها تعطي الأهمية لمن يستحق ، يجب أن تولي اهتماما للتعليم دون شروط وفتح جامعات للطب والفيزياء واعطاء أهمية للتعليم العمومي و ان تضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه أن يمس هذا القطاع بسوء لأنه فعلا اللبنة الأسمى لتطور الأمم، قطاع الصحة يجب أن نعيره اهتماما يليق به ،فكرامة المواطن في كرامة منظومته الصحية ،ولا أنسى السلطة الرابعة ،انها الصحافة التي لا تقل أهمية عن التعليم و الصحة ، فلا يجب للدولة ان تسمح للاقلام المأجورة التي همها تلميع صورة من يضخ المداد في إنجازاتها التي هي وهمية.
هذه الأزمة يجب أن تكون قطيعة بين الماضي و المستقبل ،نحتاج إلى تجديد و إلى إصلاح إلى هجرة جدية ،هجرة بين منهجية قديمة إلى منهجية جديدة ،قطيعة بين الأيديولوجية القديمة سواء كانت دينية قومية وعرقية .
حان الوقت ان نهاجر من منظومة مبنية على نفسها و منغلقة بين اسوارها إلى منظومة متعايشة متنوعة تفتح الأبواب أمام الكل، فالعالم تحول بدرجة 360،فالتشبت بالماضي القبيح هو مضيعة للوقت ،وقد يكون جميلا هذا لا يبرر استعادته لأنه ببساطة الماضي و المستقبل ضدان لن يتعايشا.
مشكلتنا اننا نريد أن نعيش المستقبل و الحاضر بذكريات الماضي و في الاخير الحاضر يضيع بين أيدينا ،فبدون إرادة منا لن نعيش إلا على أعتاب الماضي .
حان الوقت بصدق ان نعيش أحرارا في كل شيء أحرار في اتخاد القرارات ،كفانا عصبية و حقدا .فالذي يدمر الأفكار هو التعصب الغير الممنهج ،تعصب مبني على الكراهية للاخر مبني على اقصائه،مالم نتبنى أفكارا تصب في بناء الوطن ،أفكارا تنبني على القيم النبيلة ،وهنا اقول ان العمق الوجودي الغير المبني على العمق الإنساني فهو بمثابة مزيد من الازمات و الصراعات و الحروب.
المصدر : https://tinghir.info/?p=44428