تنغير: نشر الذعر في زمن كورونا
محمد نجما
لطالما سهَّل المرء عملية النقر على زر نشر (publier) في أي موقع من المواقع الاجتماعية في الظروف العادية فما بالك في الأوقات العصيبة كالتي نعيشها اليوم، والذي تعتبر فيه (بالنسبة للبعض إن لم نقل جل المتصفحين) هذه المواقع عنصرا أساسيا للبحث عن مُستجدات كورونا في العالم وببلادنا عموما ومدننا وبوادينا خصوصا.
ففي مقابل كل عملية نقر هناك هوس تلقي و تتبع معلومات يغيب عنها التسلسل المنطقي وتحمل تاريخ نهاية الصلاحية في يومها أو لحظتها، لتبدأ معلومات جديدة تنفي سابقتها ، ولكن ما أدرى صاحبها أو ناشرها الذي لا يعلم أن معلومته (إشاعة) ، وهي غير مؤكدة، بدأت في نشر الرعب كالنار في الهشيم بين أناس هم في امس الحاجة الى الاطمئنان عليهم وعلى أحبابهم القريبين و المغتربين في أماكن بعيدة.
بالأمس، الثلاثاء 31 مارس 2020، انتشر بسرعة البرق تسجيل صوتي أكد فيه ناشره، أن شخصا من ايت عيسى أبراهيم بإقليم تنغير، وضع في الحجر الصحي إثر نقله حالة مشكوك فيها بواسطة سيارة الإسعاف وأكدت التحاليل المخبرية فيما بعد سلبيتها، علما أنه في تسجيله ذكر اسم المعني بالأمر(السائق)، مضيفا أنه هو من بين من يقوم بالحملة التحسيسية عبر مكبرات الصوت بالمنطقة.
وبعمله هذا يساهم في نشر الذعر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أسرع من انتشار كورونا، مع عدم الأخذ بتوثيق الأخبار و التحقق من صحتها من المصادر الرسمية، علما أنه استقى معلومته ، حسب التسجيل، من اجتماع رسمي حضره، غير أن الشخص المعني بالحجر الصحي نفى نفيا قاطعا صحة ما تداوله التسجيل الصوتي وأكد تواجده بمنزله ، مضيفا ” إذا كان جزاء كل متطوع في زمن الكورونا نشر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حوله ليعيش هو وكل من علم بذلك من أهله مرعوبا ليل نهار، فلنقرأ الفاتحة على العمل التطوعي في وقت نحن في أمس الحاجة إليه”.
فلنتريث قبل الإقدام على الضغط أو النقر على زر ” نشر” أو “مشاركة”.
المصدر : https://tinghir.info/?p=43859