لقد طبع الفيروس الحياة بالمدينة بدمغة غريبة طابعها عمق التفكير في النوم والصحو فانتهت لعبة المزايدات خارج البيوت، وتوحد الخطاب بترتيب جديد لكل المجالات وتعود الناس لأول مرة بشكل جماعي سريع سماع الأوامر حبا في الحياة.
عاد الناس في عزلتهم للنبش في الذاكرة والبحث عن اصدقاء الطفولة عبر الاسترجاع ونسجوا الحكايات المضحكة التي تذل الرجال واصبح الكل يتحدث عن امكانية صنع انسان جديد ينفذ الاوامر لأنها واجب وطني واخلاقي.
تجتاز بالمدينة الخاوية كل الحواجز تحت نظرات شرطة تقوم بما يلزم طول النهار والليل، الشوارع فارغة الا من كلاب وقطط ضالة ،وبعض المارة البعيدة من هنا وهناك والذين يحملون المتاع وتحت ابطهم ورقة السماح بالخروج للضرورة تجنبا لكل التعقيدات والتوترات التي تزاحم التفكير قبل الخروج .. تعبر الطريق من شارع لأخر وتغطس في ازقة كانت حية إلى زمن قريب بحثا عن اغراضك التي خرجت من اجلها وتتيه بين الحواجز المكثفة غير المعتادة والتي تشعرك بانك في حرب ضد فيروس غريب يستوجب الانضباط والالتزام للابتعاد عن الخطر. ولا يجب ان نفسر ونؤول الاختلاف الذي نحن فيه إلا بالتوحد وتحمل ضربات العزلة والتعود على غيرالمألوف وعلى الطوارئ،وتحمل كل شيء لتجاوز الكوارث وسياتي الوقت وهو ليس ببعيد لنعود بحول الله لمساجدنا وشوارعنا ومقاهينا وكراسينا ونتعانق جميعا ونحتفل انتشاء بانتصارنا ونقبل نعال كل من يحمل هم الوطن، والساهرين على أمن وسلامة المواطنين ، فلا نريد ان يضيع منا أحد بعد العودة فمن لا يرى في يومه ما يستحق الابتسامة فليغلق عينيه دقائق معدودة ليعلم أن رؤية النور وحدها تستحق الحياة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=43259