إن الكونفدرالية المغربية لناشري الصحف والإعلام الإلكتروني، وهي تتابع بقلق شديد، تداعيات التفشي السريع لوباء كورونا عبر دول العالم، والتزايد المقلق لحالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 بالمغرب، فإنها في ذات الآن، تثمن غاليا المجهودات المبذولة ملكا وشعبا، من أجل التصدي لهذا الوباء العالمي. إن على مستوى الإجراءات الصحية والوقائية، أو التدابير المالية والاقتصادية، لحماية الوضع الاجتماعي والصحي للشعب المغربي.
وإذ ننوه بالوعي الكبير الذي ابانت عنه وسائل الاعلام الإلكتروني، في التعامل بحرفية ومهنية لتغطيات الاخبار والاحداث، المرتبطة بتداعيات فيروس كورونا بكل مصداقية ومسؤولية. ومقاومة ودحض الأخبار الزائفة والشائعات الكاذبة، المتداولة عبر المنصات التواصل الاجتماعي. ولا أدل على ذلك ما قامت به الصحافة الإلكترونية بالأمس، من تفنيد وتصدي شرس للوثيقة المزورة الخاصة بشهادة الخروج من المنزل، التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. مباشرة بعد بلاغ وزير الداخلية حول الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية.
كما ننوه بمصادقة مجلس الحكومة على مشروع قانون 22.20، يتعلق باستعمال منصات التواصل الاجتماعي، والبث المفتوح والشبكات المماثلة. للحد من انتشار الإشاعات والأخبار الزائفة، ونشر الصور والوقائع المفبركة. وكل ما من شأنه إحداث الفزع وترويع المواطنين، وزعزعة حسهم الأمني واستقرارهم النفسي والاجتماعي.
وحيث نشد بحرارة على يد الأمن الوطني والنيابة العامة، على تصديهما بصرامة وحزم لمروجي الأخبار الزائفة. لاسيما منها المرتبطة بوباء كورونا، المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلاقة ببلاغات وزارة الصحة، الرامية إلى تأطير المواطن وتوعيته بالالتزام التام، بشروط الوقاية من جائحة فيروس كورونا.
وبناء على إعلان وزارة الداخلية لحالة الطوارئ الصحية، وتقييد الحركة في البلاد. ابتداء من يوم الجمعة 20 مارس 2020، على الساعة السادسة مساء لأجل غير مسمى. كوسيلة لا محيد عنها لإبقاء هذا الفيروس كوفيد 19 تحت السيطرة.
وإيمانا منا بالدور الذي أصبحت تلعبه الصحافة الإلكترونية في تشكيل الراي العام، وتنقيته من شوائب الأخبار الكاذبة والشائعات، وتزويده بالمعلومات الصحيحة المحينة في لحظتها، ونشر الطمأنينة والأمن النفسي والارتياح في صفوف المجتمع. لاسيما في ظل المحنة الصحية التي تمر منها المملكة المغربية وباقي دول العالم، نتيجة التفشي المطرد لوباء فيروس كورونا.
فإننا ككونفدرالية مهنية لقطاع الصحافة الإلكترونية، نوجه اهتمام وعناية كافة الجرائد والمواقع الإعلامية الرقمية، والصحافيين العاملين بها إلى ما يلي :
• الحرص على تقصي الأخبار والمعلومات والوقائع المرتبطة بوباء فيروس كورونا، وفق قيم ومبادئ العمل الصحفي وأخلاقيات المهنية. من أمانة في التحرير، وصدق في الخبر، والشفافية في استقاء المصدر، والمسؤولية في البث والنشر.
• التصدي للأخبار الزائفة والأحداث والصور المفبركة والإشاعات والأكاذيب، وكل ما من شأنه المساس بمصداقية الخبر. وذلك عبر التحقق من المحتويات التي تنتجها فيديوهات منصات اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي، وإعادة نشرها بمصادر موثوقة. إما بتأكيدها وتصديقها، أو نفيها وتكذيبها. بعد تحليلها شكلا ومضمونا. ومقارنتها مع مصادر الإعلام الرسمي والعمومي، ومطابقتها مع مصادر المراسلين الصحافيين، الذين يتمتعون بالصفة المهنية والقانونية.
• وجوب أخذ مسافة خطوة إلى خطوتين، وفقا للإرشادات الصحية الوقائية، أثناء التصوير بين الصحفي والمستجوب. والعمل على تفادي استعمال الميكروفونات الصوتية، والاكتفاء بلاقط الصوت عن بعد أو اعتماد التسجيل الصوتي المباشر المثبت بداخل آلة التصوير. وذلك تجنبا لما قد ينتج عنه عبر الكلام، من تناقل للأنفاس أثناء إجراء الحوارات بين المتدخلين والمستجوبين. هذا مع استخدام كافة الأدوات الوقائية والملحقات الاحترازية، التي تحث عليها وزارة الصحة. من كمامات ومواد التعقيم، وغيرها.
• تجاوزا للاكتظاظ والتكتل والاحتكاك أثناء العمل، على مدراء النشر وأصحاب المقاولات الصحفية، السماح للصحافيين بالقيام بأغلب واجباتهم المهنية في منازلهم، عوض الذهاب بشكل يومي إلى مقرات العمل، أو الخروج للتغطيات الصحفية الميدانية. إلا في حالات الضرورة القصوى، مع تقليل عدد الصحافيين واعتماد التناوب على العمل فيما بينهم داخل المقاولة الواحدة. والتعاون بين كافة الجرائد الإلكترونية، لتبادل وتداول المعلومات وترويجها في ما بينها. بعيدا عن استعمال واستغلال هذه الأزمة الوبائية، في المنافسة على السبق الصحفي، أو الحصول على أكبر عدد من المشاهدة (البوز). على الأقل إلى حين تجاوز هذه الجائحة الصحية والاجتماعية.
• الانضباط والتكيف مع حالة الطوارئ، والتجاوب الإيجابي مع اية قرارات حكومية مشددة. تهدف إلى حماية حياة المواطنات والمواطنين، والحفاظ على سلامتهم الصحية والنفسية والاجتماعية.
• التقيد بالمعالجة الصحفية لوباء كرونا، بنشر الأخبار المطمئنة، وصياغة عناوين موضوعية. وعدم إثارة الوقائع المرعبة والأحداث المفزعة، وبث معلومات من شانها جلب نتائج سلبية على الانسانية، بدل تحقيق الرسالة النبيلة، التي تنبني عليها قيم ومبادئ مهنة الصحافة. والمتمثلة أساسا في توفير الطمأنينة، والسعادة والرفاهية للمجتمعات البشرية.
• الانخراط الفعلي في الحملات التحسيسية الوطنية للحد من انتشار فيروس كرونة والوقاية منه. عبر نشر وصلات إعلانية على واجهات الجرائد الإلكترونية التابعة للكونفدرالية. تتضمن إرشادات صحية ووقائية لوزارة الصحة المغربية. مع تعميم شعار : عاون .. بلادك .. خليك .. فدارك.
عن المكتب التنفيذي
الدار البيضاء في 20 مارس 2020
المصدر : https://tinghir.info/?p=43066