تستيفت من وسط النفايات الى قرية ايكولوجية مستدامة
الصحفيون الشباب : ا.ا ا.ع م.ا ف.ا
تأطير محمد قاسي
تعتبر البيئة وسط عيش الكائنات الحية بمختلف أنواعها فحمايتها وجعلها سليمة و نظيفة دون نفايات، خاصة البلاستيكية منها، مسؤوليتنا جميعا صغارا و كبارا نساء و رجالا أفرادا أو جماعات .
كيف يمكن أن نحافظ على بيئتنا ؟ وماهي السلوكيات البيئية الجيدة التي يجب القيام بها من أجل العيش في أوساط بدون نفايات بلاستيكية ؟
الإنسان و البيئة
إن الانسان هو العدو الأول لبيئته وهو المصدر الرئيسي لكل السلوكيات السلبية اتجاهها، اذ أنه يستنزف كل الموارد الطبيعية ويفرط في استغلالها مدمرا إياها. مؤسف حقا أن تصبح علاقة الانسان المعاصر ببيئته علاقة سلبية وليست إيجابية فهو يقف منها موقف العداء يحطم الاشجار و ينشر القمامة وجميع أنواع النفايات خاصة البلاستكية منها. صحيح أن أطنان كبيرة من هذه النفايات البلاستيكية تهدد محيطنا و بيئتنا ونحن كبشر نساهم بشكل كبير في ذلك، ومن المعلوم أيضا أن البلاستيك بطيء في تحلله وهذا ما يجعله من أخطر أنواع الملوثات ؛ الشيء الذي ينتج عنه اختلال للتوازنات الطبيعية و التأثير على بيئة الأجيال الصاعدة.
لقد التفت الإنسان أخيرا ولعله لم يكن متأخرا إلى ما جنته يداه، وإلى ما كان من تدهور وعدم الحكمة في تصريف شؤون حياته على ظهر الأرض وأصبحنا نطالع في كل يوم تقريبا الأنباء عن جهود صون الموارد الطبيعية وحماية البيئة من التلوث. و هي جهود متزايدة ولكن البعض يرونها غير كافية، فمشاكل البيئة أضخم من أن تهتم بها بعض الجمعيات و المنظمات و لا يمكن مواجهتها وإيجاد الحلول لها إلا بتعاون الجميع كل من موقعه.
قرية تستيفت نموذجا
بالرغم من الصيحات المدوية للحفاظ على البيئة، إلا أن هناك ما يمكن أن نسميه بالأمية البيئية، هذه الأخيرة تنتشر بشكل كبير في القرى وخير مثال على ذلك قريتنا تستيفت إذ تعاني من كثرة النفايات البلاستيكية من قنينات أكياس وعلب…، حيث أن السكان يعتمدون على هذه المواد بشكل كبير لكونها رخيصة الثمن مقارنة بالمواد الأخرى كالورق والزجاج والحديد…، إضافة إلى عدم وعيهم بمدى خطورة التلوث البلاستيكي المحيط بهم. فلا رجل يحافظ على بيئته ولا امرأة تربي أبنائها على ذلك، وهذا ما زاد الطين بلة، فالأطفال الصغار يتجولون كل يوم ويلعبون وسط النفايات مما يشكل خطرا على حياتهم ، فالتلوث الناتج عن هذه النفايات البلاستيكية يقتل الإنسان ببطء شديد دون إدراك منه والمثير للانتباه أن تراكم هذه النفايات يوما بعد يوم يشوه جمالية القرية أكثر فأكثر.
رؤيتنا نحن كتلاميذ لهذه المشاهد الفظيعة في كل زاوية من قريتنا ،حفز فينا روح المبادرة حيث فكرنا في طريقة بسيطة للخروج من هذه الورطة البيئية الخطيرة والذي يتمثل في تخصيص يوم لتنظيف مجموعة من الاماكن في القرية، فبدأنا نخطط لما يمكننا القيام به، وبعد نقاش طويل توصلنا إلى حل يرضى الجميع، وبغض النظر عن عددنا القليل فقد تحملنا الصعاب وأملنا أن نعيد الرونق لقريتنا بإزالة تلك الأوساخ وإعادة تدوير ما يمكن تدويره. ومن كل هذا أدركنا أنه لا شيء يأتي من فراغ، فالمبادرة والتعاون تهون الصعاب وتحقق الاماني.
الحل ؟؟ تدوير النفايات البلاستيكية
شرعنا أخيرا في التنفيذ بعد مدة وجيزة وكما أشرنا سلفا ان فئة قليلة هي التي تقدمت للمساعدة في هذا العمل التطوعي الذي قمنا به في حين ظل الاخرون مكتوفو الايدي وكأن الأمر لا يعنيهم والقرية ليست قريتهم، وبالرغم من ذلك فقد واصلنا العمل وهدفنا لا زال قائما ؛ ألا وهو تحقيق المبتغى والتشجيع على الأعمال التطوعية والمبادرات و السلوكيات الجيدة ، وجعلنا شعارنا ” جــمــيــعا مــن أجــل بــيــئــة أفضل، بيئة يسودها الهدوء والجمال والنظافة الدائمة، بيئة يعيش فيها الكل في سلام”.
إن الهدف الاساسي من هذه المبادرة هو التقليل من التلوث والحفاظ على البيئة عن طريق القيام بسلوكيات جيدة كإعادة تدوير هذه النفايات واستعمالها من جديد في أشياء أخرى عديدة و مفيدة كالتزيين و الديكور….
الجهد دائما لا يضيع ؛ و كجزاء لعملنا الدؤوب، تكللت مبادراتنا بالنجاح. فالتلميذ “التستفتي” الواعي ببيئته أصبح منذ اليوم طرفا فاعلا في معادلة تغيير واقعه بالاعتماد على سلوكيات جيدة كالحملات التوعوية من أجل النظافة المستمرة للبلدة وتدوير كل أنواع النفايات….، وهدفه دائما و أبدا خفض معدلات التلوث وجعل تستيفت قرية نظيفة أيكولوجية و مستدامة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=42609