البيستاش زراعة واعدة بالجنوب الشرقي
تحقيق تنغير أنفو
تعد زراعة شجرة “الفستق” من الزراعات الواعدة بالمغرب عامة وبجنوب شرقي المملكة وخاصة بالضيعات الفلاحية التي تنتمي لمنطقة الرشيدية.
وتتميز ثمار هذه الشجرة بقيمة غذائية عالية إضافة إلى إمكانية استخدام قشور ثمارها الخارجية وأوراق أشجارها في صناعة الأسمدة العضوية ذات الخصوبة العالية، إضافة إلى دورها في مواجهة التصحر والحفاظ على التربة وحماية البيئة من مصادر التلوث من خلال اعتماد نظام الزراعة العضوية والابتعاد عن استعمال الأسمدة الكيماوية.
موقع تنغير أنفو التقى المستثمر والخبير في مجال الزراعة “علي عمراوي” أحد الذين قاموا بتجربة زراعة الفستق في أرضه بجماعة بوذنيب التي تبعد عن مركز الراشيدية بأزيد من 84 كلم ، حيث حدثنا عن هذه التجربة قائلا: «تزرع بذور الفستق في المشاتل بعملية زراعية تدعى “التنضيد” حيث توضع البذور في المشاتل حتى تصبح غرسة، بعدها نأتي بها ونزرعها ، حيث أن زراعة شتائل الفستق شبيهة جدا بزراعة شتل الزيتون ويجب أن تغذى الشتل بعد الزراعة تغذية معدنية تدعى تسميد لأنها تلعب دورا هاما في استقرار الإنتاج وزيادة المقاومة للأمراض والحشرات والحفاظ على قشرة الثمرة الخارجية في سنة الحمل وذلك لتتاح الفرصة للأشجار بتخزين أكبر كمية من العناصر فيبدأ الحمل بقوة.
وأضاف بأنه ينصح عادة بإضافة كمية 50 كغ من السماد العضوي لكل شجرة مثمرة من الفستق حيث يرش السماد على سطح التربة قبل الحراثة ثم يقلب وتكرر إضافة السماد كل 2- 3 سنوات حسب خصوبة التربة واحتوائها على المادة العضوية.
و في ذات السياق أبرز “علي عمراوي” أهم الصعوبات والمعوقات التي تعترض زراعة الفستق وهي ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وتعرض المحصول للكثير من الظروف الطبيعية كالصقيع والجفاف وظهور العديد من الأمراض والأفات الحشرية الخطيرة الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الانتاج داعياً إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم لمزارعي الفستق وتأمين مرشدين فلاحيين متخصصين في الوحدات الإرشادية قادر على تقديم كافة الاستشارات الزراعية الناجحة والكفيلة بتطوير واقع زراعة الفستق والنهوض به .
وأضاف “عمراوي” على الرغم من الإنتاجية العالية والمرود الاقتصادي الجيد لزراعة الفستق وتحملها للظروف المناخية القاسية فإن أهم الأسباب التي تحول دون انتشار زراعة الفستق على مساحات كبيرة بالمنطقة؛ تتمثل بعزوف الفلاحين عن زراعتها نظرا لطول فترة إثمار الأشجار والتي تصل إلى 7 سنوات مقابل سنتين لبعض الأصناف كالرمان واللوز وغيرها بالجنوب الشرقي.
وجدير بالذكر أن منطقة درعة تافيلالت تحظى بمثل هذه الزراعات الأولى على مستوى شمال إفريقيا لكن المؤثرات المناخية وغياب العناية والدعم من طرف مسؤولي القطاع يحول دون تطوير هذا النوع الرفيع من الزراعة بجنوب شرقي المغرب .
المصدر : https://tinghir.info/?p=41731