فن احيدوس بين حلم الفردوس الأوربي وتداعيات ذلك مستقبلا على هذا الموروث الفني بالجنوب الشرقي
عمر القادري
ظهر هذا الفن الغنائي بالجنوب الشرقي “اسامر” منذ عصور خلت. وهو الفن الذي ارتبط منذ بزوغه في الوسط الطبيعي والجغرافي بالإنسان الأمازيغي.
حيث الغابات والمياه والأغراس والجبال والمنتجعات الغنية بالخضرة والمنابع. وكان هذا الفن الذي ظهر أول ما ظهر في شكله الدائري قوامه النساء والرجال على حد سواء، وفي شكله النصف دائري “رقصة النحلة” تعبيرا عن الأفراح والمسرات والأفراح الجماعية التي تواكب إحياء الإنسان لحياته الجبلية والزراعية في سهول وتخوم منطقة أسامر وبالتحديد واحة دادس.
ويعرف أحيدوس عادة بالرقصات والتعابير الجسدية الجماعية التي نجدها في بعض الأحيان حتى في المناطق التي لا تتكلم ساكنتها الأمازيغية، إلا أن الباحثين والمهتمين والدارسين يجمعون على أن موطنه الأصلي هو الأطلس المتوسط, المجال الطبيعي والجغرافي الذي تكتمل فيه العناصر المكونة له من شعر وغناء ورقص وإيقاع. يعتبر البندير (أو الدف) ” تالونت ” الآلة أو الأداة الموسيقية الوحيدة المستعملة في الإيقاع وترافقه بالدق على الأكف أصوات نسائية ورجالية في شكل دائري متماسك قوامه الأكتاف تارة والأيدي تارة أخرى ويصمم لرقصاته وأداءاته رئيس الفرقة أو المقدم في لوحات متناسقة موسيقيا وحركيا.
تستقى أشعار أحيدوس وكلماته من الحياة اليومية التي يحياها ويعيشها الإنسان بالجنوب الشرقي وتتعدى هذا المجال الجغرافي في بعض الأحيان لتشمل بعض الأحداث الوطنية والجهوية والدولية. يبلغ عدد الفرق المنخرطة في هذا الفن حاليا بمجموعتين بارزتين وهنا الحديث عن الفرق التي تمثل هذا الفن في المحافل الرسمية الوطنية كانت أو خارجية والحديث هنا عن فرقة تزويت فرقة تزويت – رقصة النحلة Groupe Tizwite – The Bee Dance العالمية كما تقول بفعل جولتها داخل و خارج أرض الوطن والتي يترأسها يوسف بلهوى والمجموعة المنافسة مجموعة فرقة تزويت رقصة النحلة بقيادة ابراهيم أودرى التي تجول هي كذلك أرض الوطن وخارجه بهذا الموروث الفني العريق، هي فرق من نفس المنطقة بقلعة مكونة تقدم نفس الفن بنفس الطريقة باختلاف المقاطع والكلمات.
هذا الفن أصبح حديث وسائل الإعلام بعد الواقعة المعروفة “بالهروب الماكر” بهروب أربعة أفراد من إحدى الفرق مؤخرا وهي في جولة فنية بالديار الفرنسية، وبين مؤيد ومعارض لهروب أربعة شبان من المجموعة قبل نهاية جولتهم الفنية ليتخدوا من الهجرة السرية ملجأ لتحسين أوضاعهم المادية بعدما عانوا من ويلات البطالة في وطنهم الأم الذي لا ينصف الفنانين ولا الموهوبين والمتفوقين في شتى المجالات.
لكن ما لا يعلمه الكثير أنه تتم المتاجرة في هذا الفن في السنوات الأخيرة بين سماسرة و أعضاء الجمعيات التي ترسل دعوات المشاركة لهذه المجموعات الفنية التي باثت تهتم أيضا بما هو مادي أكثر من أن يكونوا سفراء لهذا الموروث الفني الغني والدليل على أصول الثقافة الأمازيغية.
وبهذه الأعمال المرفوضة من بيع وشراء في هذا الفن وتشويه سمعته التاريخية كفن عريق لذا الشعب الأمازيغي خصوصا بالجنوب الشرقي، إذ شهد هذا الفن نوعا من التغيير مؤخرا إذ أصبح الربح المادي أهم من الربح المعنوي والتعريفي به كموروث ثقافي تاريخي في حضارة الشعب الأمازيغي.
العديد من الأشخاص وصلوا إلى الفردوس الأوربي بهذا الفن علما ان لا علاقة لهم بفن احيدوس، لكن اشتروا تأشيرات السفر بصفتهم اعضاء من المجموعات وفي الحقيقة أنهم تواصلوا مع وكيل أعمال تلك المجموعة حتى يحصلوا على مقعد لهم مع المجموعة ويتم ذلك في سرية تامة بين بائع التأشيرة والمستفيد دون علم أحد إلى أن يصل المستفيد إلى أوربا.
هي تصرفات من أناس معروفون في الساحة النضالية على القضية الأمازيغية كما يدعون،وفي الحقيقة أنهم مجرد اناس استغلوا الأخضر واليابس في الأمازيغية لمصالح شخصية…
ويقبى السؤال المطروح
ما العمل لإنقاذ الثقافة الأمازيغية من العبث الدي تتخبط فيه مند عقود ؟ وهل فعلا نحن قادرون على الحفاظ على التراث الامازيغي مستقبلا؟
المصدر : https://tinghir.info/?p=41454