بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2965 نظم الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتنغير ندوة ثقافية فكرية بعنوان “الحركة الأمازيغية، الواقع والآفاق” من تأطير وتنشيط أساتدة وباحثين في الشأن والثقافة الأمازيغية، وذلك يوم الثلاثاء 13 يناير 2015م، على الساعة الرابعة مساءا بمقر الاتحاد المحلي بتنغير.
تأتي هذه الندوة في إطار البرنامج التكويني والاشعاعي الذي ينظمه الاتحاد المحلي للكدش بتنغير برسم سنة 2015م.
ضم الاحتفال عرض ثلاث ورقات فكرية، فبعد الكلمة الافتتاحية للاتحاد المحلي التي كانت من تقديم الأستاذ أحمد الجازولي، تلتها مباشرة ورقة الأستاذ محمد بو لعلام الذي تناول في مقاربته كرونولوجيا الحركة الثقافية الأمازيغية، وعلاقتها بالنظام الحاكم بالمغرب، مند الاستقلال إلى حدود الساعة. وأكد بولعلام أن النظام الحاكم حقق انتصارات متعددة لفرضه أنموذج قيمي ثقافي على الشعب المغربي بما أنه المحتكر الأساسي للثروات الطبيعية ولقتصاديات البلاد مما انعكس سلبا على مطالب الحركة الثقافية الأمازيغية يقول بولعلام.
وأضاف بولعلام أن الحل الأجدى للوصول إلى سقف المطالب الحقيقية للحركة الثقافية الأمازيغية هو تكوين قاعدة جماهيرية تشمل جميع الطبقات الشعبية عوض الاعتماد على الخطاب النخبوي الذي فقد حيويته وصداه.
أما الأستاذ “موحى أولحاج” المتحدث باسمالفرع المحلي لمنظمة تماينوت، فكانت ورقته تتناول طريقة تعاطي الدولة والأحزاب السياسية مع ملف الأمازيغية، حيث اعتبر أن ملف الأمازيغية الآن عبارة عن كرة تتقاذفها المؤسسة الملكية التي تتعامل معه وفق منطق موازين القوى وضبطا للتوازنات، فيما تعاملت معه الحكومة والأحزاب السياسية وفق منطق انتخابي ضيق لا يشكل أية إرادة سياسية لإنصاف القضية الأمازيغية وذلك نتيجة وفائها لأيديولوجتها العروبية الإسلاموية، يضيف أولحاج.
ودعى المتحدث باسمالفرع المحلي لمنظمة تماينوت مكونات الحركة الأمازيغية أن تلتئم وتجمع شملها بالعودة للتنسيق فيما بينها بعيدا عن الحسابات الضيقة والصراعات الداخلية التي لا تفيد في شيء، من أجل تكوين جبهة قوية يناضل الكل في إطارها وكل من موقعة.
في الورقة الأخيرة التي كانت من نصيب الأستاذ “نور الدين أرحو” عن الجمعية الاقليمية لأساتذة اللغة الأمازيغية بتنغير، فقد تطرق فيها إلى واقع وآفاق الإعلام الأمازيغي، حيث أكد أنه مع انعدام الدعم المادي لعدد من الجرائد الأمازيغية قام عدد من النشطاء والمناضلين الأمازيغ بخلق منابر إعلامية ومنتديات إلكترونية وكذا صفحات خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الدفاع عن الحقوق والمطالب المشروعة للأمازيغية وإيصالها لأكبر عدد ممكن من الجمهور محليا ووطنيا وعالميا.
ليخلص في الأخير إلى أن المشهد الإعلامي الأمازيغي رغم كل المجهودات المبذولة يبقى بعيدا عن تطلعات وانتظارات النشطاء والمهتمين، شأنه في ذلك شأن باقي القضايا المتعلقة بالأمازيغية من قبيل تنزيل القوانين التنظيمية الخاصة بدسترتها، تعميم تدريسها، وإدماجها في الإدارة العمومية، وغيرها من القضايا الأخرى التي تنتظرها إرادة سياسية للحسم فيها.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة الفكرية اختتمت بمداخلات قيمة أغنت النقاش، كما نوه المؤطرون والمتدخلون والحاضرون بهذه المبادرة التي قام بها الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بغض النظر عن التأويلات والقراءات التي يمكن استخلاصها من المبادرة، وأكد بعضهم أن القضية الأمازيغية تحتاج إلى مقاربات تشاركية بين جميع المهتمين بالشأن العام المحلي والوطني للنهوض بمطالب الحركة الثقافية الأمازيغية.
عبد الحكيم الصديقي
المصدر : https://tinghir.info/?p=4090