إلى روح إزم….
أحمد زرير
يا روح “إزم ” المحبوبة، الراقدة الحائمة، فوق سماء صاغرو الصامدة. يا زائرة قلوبنا و ساكنة أرواحنا. يا باعثة في نفوسنا طيف أمل عظيم، و روح النفس الغالية بتباشير اليوم الجديد ذكرى لا تنسى، رددي يا روح إزم على مسامع شهامة أجدادنا المناضلين، و قدسية أرضنا الأمازيغية أغنية النضال و أحزان الاغتيال، و نوري بضيائك قمم جبالنا و ينابيع أنهارنا و تاريخ قصباتنا، وابسطي جناحيك على هضابنا وحقولنا، وارجعي خطواتك الى قريتي وعائلتي والى أمي الحنونة.
يا ” إزم ” أيها القوي والعظيم في نضالاته، و الجليل في وداعته. اسقني من إناء محبتك للأمازيغية التي طالما كرست لها حياتك بين أبناء إكنيون وأيت غيغوش و إيمازيغن …، وعمد موالدنا بكلامك الصادق، و أغلق أبواب القتل والغدريا سيدي … ها هم إيمازيغن المصابون في كبريائهم يعانون كل صباح و مساء وينعتون بأقدح التهم فهم تارة حزينون وأخرى صامدون و طور سعداء و آونة باكين … و ها هم يخلدون ذكرى استشهادك …
المحرومون منك غدرا أو قتلا أو سجنا أو فقرا أو إقصاء أو تعتيما أو نفيا … هكذا يعانون كل الويلات و الأحزان بين قراهم ، ينتظرون إنصافا و ترخيصا ليخططوا اسمك بين الشهداء على الجدران و على القبور في ضريحك ، و على سجل شهداء المقاومة و جيش التحرير. بيد أن صوتك الخالد و لقبك الخارق و التزامك الصارم ، و سمعتك الثمينة تشجعنا و تقوينا ، و انسانيتك المثالية في السراء و الضراء، في النور و الظلام تتموج مع خيوط شمس كل صباح لتقول أزول، و مع ضوء قمرنا البهي لينجلي و يقول أيوز، و تزرع فينا أملا دافئا و مثلا و نموذجا للأمازيغي المقاوم بين جبال الأطلس المنسية .و المناضل يموت و يحيى في الذكرى الرابعة لاغتيالك، و لرحمتك و فدنا من بقاع تمازغا. يا سيدي اننا متمردون ثائرون بين الانتقام و المحاكمة، و أنت تنصحنا بالصمود و المثابرة. فأنت من هذا القبيل سموح حنون مرحوم مبارك لقريتك ولأهلك، نحب أرضك و ثقافتك و لغتك و نسيانك من المستحيل ، وصلواتنا على المصطفى و دعواتنا للمرحوم إزم … ” رحمة الله عليك يا عمر “
أيت سدرات الجبل العليا 24/01/2020
المصدر : https://tinghir.info/?p=40886