تلمي تستقبل 2020 / 2970؟
عثمان عوي – خميس دادس
تعتبر صناعة النقل من الدعامات الرئيسية للبرامج التنموية للدول، حيث انه الكفيل بربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك والمسهل لحركية ودينامية المواطنين والمواطنات، وبهذا يكون لقطاع النقل الدور الكبير في تطور الشعوب في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية سواء كان ذلك في البلدان المتقدمة أو النامية.
والمغرب كباقي الدول السائرة في طريق النمو عمل على تطوير هذا القطاع منذ فجر الاستقلال، الا ان غيابالمقاربة الحقوقية المتمركزة حول الحد من الفوارق المجالية جعلت من المغرب بلدا يسير بسرعتين أو بالأحرى مغرب يتحرك من كل جانب ومغرب آخر أثقل الشلل أطرافه، ففي الوقت الذي يقطع فيه البعض مسافات في رمشة العين على ظهر البراق والحافلات المكيفة والفخمة تجد آخرين يستعدون أياما للسفر الى أقرب نقطة تصلهم بالشبكة الطرقية، فيستغرق قطع أقل من 100 كلم نصف يوم أو أكثر وفي ظروف تحط من كرامة المسافر وتجعله يستحيي من لباسه وحالته وقتما وصل الى الحضارة.
وبما أن سكان تلمي وضعتهم الأقدار على خريطة الجنوب الشرقي فهم يعانون ويلات العزلة وتردي ما يسمى بالطريق الرابطة بين بومالن دادس وآخر دوار من الجماعة.
تتجلى عزلة الجماعة في تواجدها بنهاية المسار الوحيد وهذا يعني زيارتها من طرف السكان المحليين فقط فلا حاجة لعابر السبيل بها، وعندما تتوقف الحركة تجمد التنمية معها، كل هذا رغم ما كتب وقيل عن بناء طريق تلمي – أكدال التي عرفت مخاضا سياسيا – وربما سياسويا – بدأ بالإعلان عن المشروع مع طريق أخرى بإحدى الجماعات المحظوظة ثم الإلغاء وبعده التقسيم الى شطرين بدعوى رفض ميزانية الجهة من طرف المعارضة ومن تحالف الأغلبية المفقودة الذي غاب عن التصويت كذلك.
والسؤال المطروح هو: هل الحجج والمبررات صحيحة وأصيلة ومقبولة بعد اعلان رئيس الجهة عن مشروعية الميزانية وإقرارها واعتمادها بقوة القانون حيث رفضت من طرف المعارضة دون التداول فيها؟ (برنامج بلا زواق على إذاعة أصوات).
أما تردي المسلك الوحيد الى دواوير الجماعة فيتمظهر في الأشغال التي قامت بها مندوبية وزارة التجهيز يوم الأربعاء الموافق لدخول سنة 2020 حيث عبئت – وفي يوم العطلة مشكورة – شاحناتها وعمالها لترقيع المسلك شبه المعبد والذي يتحاشاه الكثير بالانحراف نحو مسلك ترابي جديد شرق دواوير ايت مرغاد، حيث يختار السائق غبار الأتربة البيضاء والحمراء عوض حفر فككت براغي السيارات والشاحنات. حفر حاولت الوزارة طمسها برش زيت الاسفلت و الحصى.
ومع معاناة السكان و تردي الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية يبقى التحدي مرتبطا أساسا بكسب رهان التنمية الشاملة وتحقيق العدالة السوسيو-مجالية واعتماد المشاريع المندمجة الحقيقية كآلية للوساطة وتحويل النزاعات لكسر شوكة الاحتقان الاجتماعي الذي يزداد سنة بعد سنة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=40249
