تُدخل بياناتك بعناية، تتثبت من كتابة كُل حرفٍ في موضعه، تُدخل اسم المُستخدم فيُعبِر عن هويتك تمامًا، وتحاول وزن مُعادلة كلمة السر فلا تُنسى ولا يسهلُ اختراق الحساب عن طريقها في ذات الوقت، وعند الوصول إلى مرحلة بنود الاستخدام في رحلة إنشاء حساب على موقع تواصلٍ اجتماعيّ، فإنك غالبًا ما تتخطاها وتنقر أن «لقد قرأت بنود الخدمة والخصوصية وأقبلها» وكأنما توقَع شيكًا «على بياض».
وبالرغم مما قد يُفصح عنه هذا الموقف من شغف لامتلاك حسابٍ على موقع التواصل الاجتماعي، أيًا تكُن بنود العقد، فإن بنود الخدمة والخُصوصية قد تحتوي على انتهاكًا كبيرًا لخصوصيتك تُشرعه أنت بموافقتك عليه، دون أن تدري.
«المصري لايت» تستعرض أهم بنودِ بيان الحقوق والمسؤوليات الذي يُعد بمثابة بنود الخدمة والخصوصية لموقع التواصل الاجتماعي الأشهر «فيس بوك».
دُستور «فيس بوك»
كما تنبُع أي لائحة قانونية من أصل أعم وأشمل هو غالبًا دُستور أو مبادئ عامة تعلو حتى على مفهوم الدستور، فإن بيان الحقوق والمسؤوليات لـ«فيس بوك» ينبُع من مبادئ الموقع، والتي يُعد أهمها: حُرية المُشاركة والتواصل في حالة أن كلا الطرفين موافق على التواصُل، والتحكم في المعلومات من قِبل من يمتلكها، والمُساواة في حق الحصول على مكان «في نطاق خدمة الفيسبوك»، والقيمة الاجتماعية لكُل فرد التي يكفُلها «فيس بوك» له بغض النظر عن نسبة مُساهمته فيه، وكون الفيسبوك خدمة أساسية يجب أن تصل الجميع بشكلٍ مجانيّ، والشفافية من حيث يُفصح القائمون على «فيس بوك» عن أهدافه بشكل واضح تمامًا، وضرورة تخطي الفيسبوك لحاجز الحدود الجغرافية والوطنية ويكون مُتاحًا لكُل فرد في العالم.
أخطاء الترجمة ليست مسؤوليتنا
في بداية بيان الحقوق والمسؤوليات تنويه عن أن هذه الوثيقة لُغتها الأصلية هي اللُغة الإنجليزية المُستخدمة في الولايات المُتحدة الأمريكية، وبالتالي أي أخطاء في الترجمة قد توحي بمعنى مُخالف للنُسخة الأصلية ليست مسؤولية «فيس بوك»، وبناءً على ذلك، إذا كُنت تنتوي مُقاضاة الموقع لأي غرضٍ ما بموجب هذا البيان، عليك مُطالعة النُسخة الإنجليزية قبل أي تحرُك قضائي.
من يملُك المعلومات؟
يُعرِّف «فيس بوك» المعلومات في سياسة استخدام البيانات على أنها هويتك التي تقوم بالتسجيل عن طريقها في الموقع كالاسم والبريد الإلكتروني، والمعلومات التي تختار مُشاركتها كنص الحالة التي تكتُبها، والصور التي ترفعها، أو التعليقات التي تقوم بكتابتها على مشاركات أصدقاءك، وأي مُشاركات من أصدقاءك يتم الإشارة لك فيها، وكذلك الصفحات التي قُمت بتصفحها، ويوميات الأصدقاء التي اطلعت عليها، ومواعيد تسجيل الدخول والتصفُح والإطلاع، وكذلك بيانات أخرى متعلقة بالمحتوى الذي تنشره كزمان ومكان التقاط الصور التي قُمت بالتقاطها، بالإضافة إلى معلومات عن الجهاز الذي استخدمته لتشغيل الفيسبوك، مثل عنوان الـIP الخاص به، أو رقم الهاتف المحمول الذي تستخدمه لتشغيل حسابك. كما تُعد زيارتك للعبة أو موقع أو تطبيق مُتصل بالفيسبوك ضمن تعريف المعلومات التي يتلقاها الموقع عنك.
ويعترف لك الفيسبوك بحقوق ملكية هذه المعلومات، لكنك بموافقتك على بنود بيان الحقوق والمسؤولية فإنه يحق للموقع استخدامها أو أي ممن يُرخِص لهم الموقع فعل ذلك حسب مضامين هذا النص من البيان ضمن بند (مشاركة المحتوى والمعلومات الخاصة بك): «أنت تمنحنا ترخيصًا دوليًّا غير حصري وقابلاً للنقل وللترخيص من الباطن وغير خاضعٍ لأية رسوم امتياز لاستخدام أي محتوى خاضع لحقوق الملكية الفكرية تنشره على فيسبوك أو له صلة به».
ويعود «فيس بوك» في سياسة استخدام البيانات لطمأنتك حول أغراض استخدام المعلومات، مؤكدا أنه يستخدمها لقياس مدى فاعلية الإعلانات التي تشاهدها أنت والآخرين، ولتقديم مُقترحات صائبة لك فيما يتعلق باقتراح الأصدقاء والصفحات، ولأغراض تحسين الخدمة بشكل عام كآخر الأخبار التي تُطالعها في الصفحة الرئيسية الخاصة بك، وكذلك لأغراض التطوير المُستقبلية.
«فيس بوك» لا يحمي المُغفلين
وبالرغم من الاحترازات التي يتخذها «فيس بوك» لضمان تأمين المعلومات، إلا أنه ضمن بند «الأمان» في بيان الحقوق والمسؤوليات يوصي المُستخدمين بعدم مُشاركة البيانات عن أي عمليات تواصل تجارية أو استخدام أي وسائل آلية للدخول إليه والحصول على المعلومات مثل الأجهزة الروبوتية، واستخدامه في أغراض التسويق الهرمي؛ لأن «فيس بوك» لا يستطيع ضمان أمان المعلومات تمامًا دون تعاون مُستخدميه.
متى تطرد من الموقع؟
يُعد أي انتهاك من قِبلك كمُستخدم لـ«فيس بوك» من شأنه تهديد بقائه كموقع آمن لباقي المُستخدمين، عن طريق تحميل أي فيروسات، أو نشر مُحتويات عدائية، أو يخرق معايير مجتمع فيس بوك عن طريق استخدام الفيسبوك في أي عمليات عُنف أو إيذاء نفسي، أو مضايقة أو الإساءة إلى أي الأشخاص، أو خطابات الكراهية، أو التعدي على الملكية الفكرية، أو المُحتويات الإباحية وبالذات تلك التي يكون قُصّر أطراف فيها، أواستخدام فيس بوك في أغراض الاحتيال والخداع. تُعد كل هذه أشكال للانتهاكات التي تُعرض المحتوى المنشور للحذف، وقد تصل لحذف الحساب برُمته والتوقُف عن توفير جميع خدمات فيس بوك إذا أدى ذلك إلى تشكيل خُطورة أو تعريض القائمين على الموقع إلى المُساءلة القضائية.
لمن يلجأ المُتضرر؟
ينُص بيان الحقوق والمسؤولية لفيسبوك على حقيقة ان التقاضي فيما يخُص هذا البيان يكون أمام المحكمة الجزئية الأمريكية لمُقاطعة كاليفورنيا الشمالية، أو أمام محكمة الولاية الواقعة في مقاطعة سان ماتيو، وبذلك تخضع كل مضامين هذا البيان إلى قوانين ولاية كاليفورنيا، وبصرف النظر عن جنسيتك فأنت توافق على نقل بياناتك للولايات المُتحدة للتقاضي هُناك.
أما عن الكيان الذي يصح مُقاضاته أو مراسلته إذا لم تكُن من مستخدمي الولايات المتحدة الأمريكية، فهو Facebook Ireland Limited، وتتكفل أنت بمصاريف التقاضي أو أي رسوم إذا تسببت في مقاضاة أي شخص لـ«فيس بوك»، مع إبراء الموقع من ذلك تمامًا.
المصدر : https://tinghir.info/?p=3995