تنغيرأنفو تحاور عبد المنعم الازعر(1)
خالد حالمي: دكتور الازعر مرت تسع سنوات علی أحداث 2011، بعد مسافة من الاحداث ما قراءتك دكتور للمشهد السياسي المغربي ؟
عبد المنعم الازعر: خلال هذه الفترة الزمنية التي اتسمت بجملة من التغييرات أبرزها تغيير الوثيقة الدستورية يجب الإشارة إلى أن هناك جملة من المؤشرات تفيد بأن المغرب يعيش فترة انتقالية أبرز عناوينها رفض كل ما هو قديم التخلي وإيجاد كل ما هو جديد صعوبات للتجلي، وهي خاصية مرت منها مختلف الأنظمة الانتقالية خاصة في دول أوربا الشرقية وأمريكا الجنوبية وتزداد حدة هذه الفترة الانتقالية اذا ما استحضرنا الفترة الزمنية المعنية بالتجاوز وهي فترة زمنية تقارب 50 سنة وبالتالي فتجاوزها يحتاج إلى وقت أطول حتى تنتهي كل تعبيرات وتمظهرات الصراع بين الموجات الطاقية المعبرة عن منطق التخلي والموجات الطاقية المعبرة عن منطق التجلي…
خالد حالمي: شكلت فترۃ بنكيران و حكومته مدا سماه المتابعون شعبويا ما نظرۃ الاستاذ الاكاديمي عبد المنعم هل نحن امام تراجع للخطاب ام المرحلة مرحلة صمت وعودۃ للوراء؟
عبد المنعم الازعر: المقارنة بين المرحلة التي قاد تجربتها الحكومية عبد الإله بنكيران والمرحلة الحالية هي مقارنة بين سياقين مختلفين واستراتيجيات مختلفة، عندما استثمرت اللعبة السياسية في الخطاب وجد هذا الاستثمار تعبيراته في التركيز على سلطة اللسان كرأسمال سياسي فكان أبرز نتائجه ما عرف بانتعاش الشعبوية وعندما تحررت اللعبة السياسية من هذا النوع من الاستثمارات تراجع التركيز على سلطة اللسان بما أفضى إلى افول الشعبوية وسيادة نوع من الطاقة السياسية الصامتة هذه الطاقة ليست ظاهرة في حد ذاتها وإنما هي تجلى لظاهرة أفول المد الشعبوي بالمغرب، ويمكن أن تقود في المستقبل إلى ظاهرة سياسية جديدة بتعبيرات سياسية من جنس موجاتها ….
خالد حالمي: الملاحظ للخطابات الملكية يستنتج تغير الخطاب من التوجيه إلی التشخيص ما محددات تغير الخطابات دكتور من منطلق خطاب المسيرۃ الخضراء الأخير؟
عبد المنعم الازعر: لكل سياق لغته ولكل حدث خطابه، وتغير لغة الخطاب الملكي مرتبطة بتغير السياقات، وطبيعة الأسئلة التي تولدها هذه السياقات، وهنا يجب الإشارة إلى أن الخطاب الملكي كآلية تواصلية بين الملك وبين الشعب كان ومازال وفيا لجملة من المحددات أبرزها الاستثمار في الرمزيات والتماهي مع السياقات. الأحداث ومحاولة الاقتراب من الأسئلة الآنية، هذه المحددات هي التي تفسر الانتقال من نفس إلى نفس ومستوى لغوي إلى آخر على صعيد كل خطاب .
خالد حالمي: نحن علی مشارف استحقاقات برلمانية ما توقعاتك دكتور لمن يمكن ان تحمله الصناديق بالمغرب لتشكيل و قيادۃ الحكومة ؟
عبد المنعم الازعر: خلال الفترة الزمنية التي تلت إقرار دستور 2011 والذي عرف إجراء استحقاقين انتخابيين، عاين المهتمون بسوسيولوجيا الانتخابات صنفين من المتغيرات المؤثرة في النتائج الانتخابية، متغيرات ثابتة وأخرى متغيرة، تأثير المتغير يكون أقوى من الثابت وبالتالي يصعب على الباحث تقديم عرض أو تحليل يقيني او حتى احتمالي لما ستسفر عليه نتائج الانتخابات المقبلة، لماذا لأن السياقات تتغير، ومزاج الناخبين يتغير والرهانات تتغير، صحيح أن قائمة الاحزاب المرشحة للفوز محدودة ولكن تحديد المتصدر وهوية الفائز سيكون بمثابة تنجيم وليس تحليل سياسي.
(1) استاذ باحث و محلل سیاسی مغربي
المصدر : https://tinghir.info/?p=39533