“تزارت”… شجرة التين تفقد لمعانها في بومالن دادس
ربورتاج: تلامذة إعدادية أيت بولال
تقع منطقة بومالن دادس على المجال الترابي لاقليم تنغير بجهة درعة تافيلالت في المغرب بتعداد سكاني يصل الى أكثر من 12 ألف نسمة يستقرون على طول ضفتي وادي دادس، وتشتهر المنطقة بالكثير من المنتوجات الزراعية التقليدية، لكن الضغط السكاني على سهول دادس والزحف العمراني وغياب الزراعة المستدامة في الانتاج بدأ يهدد مستقبل عدة مزوعات بالمنطقة على غرار الورد والزيتون وشجرة التين العريقة “تزارت” موضوع هذا الروبورتاج الصحفي.
تنوع المنتوجات الفلاحية في بومالن دادس
تتميز منطقة بومالن دادس بتنوع أنشطتها الفلاحية المعيشية التي يتعاطى لها السكان فهناك تربية الماشية المختلفة العصرية والتقليدية و هناك أيضا إلى جانب ذلك تنوع كبير من حيث الانتاج الزراعي حيث تشتهر المنطقة منذ زمن بعيد بعدة منتجات زراعية على رأسها التين و الزيتون و الخوخ و الرمان والورد … ويبقى التين من أهم المنتوجات التي يعتمد عليها السكان فهي مصدر أساسي للدخل بالمنطقة ومن تم فان واجب المحافظة عليها و تطوير انتاجها بطريقة مستدامة مسؤولية الجميع.
“تزارت” الثمرة العريقة بدادس
تعد شجرة التين العريقة واحدة من أقدم المنتوجات الزراعية في العالم وتنتشر غالبا في الحقول و الغابات الرطبة و الجبلية ، اما في دادس فتنتشر هذه الشجرة بشكل كبير على طول ضفة وادي دادس (أحد روافد نهر درعة بالمغرب). و تسمى فاكهة التين باللغة الامازيغية المحلية ب “تزارت” وهي من أكثر الثمار استهلاكا بالمنطقة سواء أكانت جافة أو طازجة وهي أيضا من الثمار التي تستخدم للاستشفاء التقليدي، كما لها رمزية كبيرة عند السكان في المنطقة حيث يتم تقديمها مثلا في احتفالات الزفاف عند استقبال العروس وهي كذلك من المواد الاساسية التي يستهلكها السكان في شهر رمضان.
التين عادات وتقاليد
يستعمل السكان التين المجفف بطرق تقليدية في التداوي و خاصة في فترات البرد حيث يعتقد أنها تعالج نزلات البرد و الربو لذلك فالسكان يعملون خلال موسم التين على جمع الثمار وعرضها للتجفيف تحت أشعة الشمس ثم بعد ذلك يتم تخزينها للفترات المقبلة، هذا وقد تبث علميا أن التين المجفف يساهم في خفض مستويات الكولسترول في الجسم و الوقاية من بعض الأمراض.
الإهمال يهدد شجرة التين بمنطقة بومالن دادس
تواجه شجرة التين “تزارت” عدة مخاطر تهدد مستقبلها ومن ذلك موسمية وادي دادس الذي يرتبط بالتساقطات المطرية . فالمنطقة تعيش في بعض الفصول فترات جافة تؤدي الى تدهور شجرة التين و تراجع انتاجها كما يؤدي فيضان وادي دادس في فترات أخرى الى توحل التربة التي تؤثر على الاشجار مثل التين. هذا بالاضافة الى تسرب مياه الصرف الصحي الى بعضها و الازبال التي تؤثر عليها، وتعاني هذه الشجرة أيضا من الزحف العمراني الذي يتسبب في قطع الكثير من الاشجار و على رأسها شجرة التين هذا بالاضافة الى بعض المعيقات التقنية المرتبطة بطرق وتقنيات زراعتها ككثافة الاشجار التي تحجب عليها أشعة الشمس أو حتى العشوائية في زراعتها.
انتاج التين في دادس و مجهودات الجماعة المحلية لانقاذه
حسب إحصائيات توصل اليها أعضاء الفريق فان منطقة بومالن دادس تضم مايفوق 40 ألف شجرة للتين تساهم كل شجرة في إنتاج حوالي 40 كلغ من الثمار مما يوفر حوالي 1000 طن من حجم الانتاج السنوي.
وفي هذا السياق اتصل النادي البيئي للمؤسسة (إعدادية أيت بولال) بالجماعة المحلية لبومالن دادس ليطلع على مجهودات الجماعة المحلية لتثمين شجرة التين و المحافظة عليها وفي هذا الصدد قدم السيد “حسن الصالحي” (أحد أعضاء المجاس البلدي لبومالن دادس) قدم مجموعة من الأرقام من خلال تصريح يؤكد فيه أن الجماعة بصدد العمل على تطوير زراعة و أنتاج التين بالمنطقة.
حيث صرح قائلا: ” ان الجماعة المحلية لبومالن دادس وضعت برنامجا على المدى القريب يمتد لثلاث سنوات تهدف من خلاله الجماعة الى الرفع من نسبة تشجير التين حيث استفادت الجماعة من ما يقارب 48 ألف شجرة تين خلال هذه السنة (2019) في اطار برنامج المغرب الاخضر , مما سيمكن من رفع الانتاج الى أكثر من 2000 طن في غضون الثلاث سنوات المقبلة .”
اقتراحات وحلول للحفاظ على شجرة التين
في سبيل التنمية المستدامة فان الحفاظ على شجرة التين التاريخية و العريقة أصبح مسؤولية الجميع و عليه فإننا نقترح الحلول التالية :
- الزراعة المنظمة : وذلك بزراعة هذه الفاكهة بكثرة وبطريقة صحيحة مثل احترام مسافات معينة بين الأشجار.
- العناية بشجرة التين : من خلال الحرص على ان تحصل هذه الشجرة على المياه الكافية والهواء و الشمس خاصة وان المنطقة تتميز بكثافة الأشجار و تركز الأنشطة الفلاحية قرب وادي دادس .
- العمل الجمعوي: أصبح العمل الجمعوي من مداخل التنمية المستدامة لذلك يجب دعم الجمعيات التي تعمل على تسويق التين المجفف (الشريحة) ومساعدتها على تثمينه.
- الحملات التحسيسة التوعوية: وهذا يتطلب جهود الجميع من أجل توعية الفلاحين على الاهتمام بهذه الشجرة العريقة ولما لا تخصيص ورشات تكوينية لفائدتهم.
لقد أكرم الله عز وجل الانسان بالكثير من النعم و خلقه في أحسن صورة و تقويم ليحافظ عليها والتين من هذه النعم وهو سورة من سور القران ونحن اليوم مطالبون بالحفاظ عليه و تطويره و استدامته باعتباره حق من حقوق الاجيال المقبلة.
” والتـــين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم”
المصدر : https://tinghir.info/?p=38429