مصطلح أگرم في التاريخ و البنية الاجتماعية الأمازيغية
” نموذج ايت سدرات الجبل “
ذ أحمد زرير : أيت سدرات الجبل العليا
1 – التعريف و الاصطلاح .
أگرم AGRRAM ⴰⴳⵔⵔⴰⵎ : جمعها اگرامن و هي تعني في الاستعمال الأمازيغي الوالي الصالح ، كما تطلق تجاوزا على أبنائه و حفدته بصفة عامة . اننا لا نعرف في الوقت الحاضر لمعارفنا الأصل اللغوي للكلمة و مع ذلك فإن الساكنة لازالت تداول المصطلح حيث لها علاقة مؤكدة مع كلمة ” إسكرم ” أي حلق أكرم أو الوالي الصالح رأس الطفل ذكرا أو أنثى بشكل خاص أو قص شعره بنفس الشكل . و بالفعل فان الأباء كانوا الى وقت قريب يذهبون بمولودهم بعد أربعين يوما من مولده الى والي يختارونه ليحلق له رأسه لأول مرة . و في هذه الحالة لا تكون الحلاقة كاملة بل تترك خصلة من الشعر تختلف من حيث العدد و الشكل حسب عادة كل أكرام و يحترم ذلك النموذج الى ان يبلغ الطفل سنا معينا بعد ذلك يمكن تغييره الى الشكل العادي . ( عائلة ايت زرير يختارون أيت باداوود ” اكرامن من زاوية بوسكور ” لحلق شعر أطفالهم ) .
2 –الانتساب و الأصل .
ان الإنتساب الى الأدارسة وهم أبناء ادريس الثاني بن ادريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن بن فاطمة الزهراء بنت الرسول و زوج علي بن أبي طالب ، تخول لصاحبه صفة ” الشريف أو سيدي ” . هذا الإنتساب يأخذ به مكانة دينية و اجتماعية في الهرم الإجتماعي لقبائل الجنوب الشرقي بصفة عامة وخاصة ضمن قبائل أيت سدرات ن اغيل ، و قد اختلفت الروايات و بعض الكتابات النادرة حول هذا الأصل و تاريخ النزوح أو الإنتقال . حيت تعد فكرة الفرار هي الأعم و الأوسع. هذا الفرار وقع خلال القرن العشر الملادي بعد ان تعرض الأدارسة للإتهاض و التنكيل و التعديب من طرف اليهودي أبي العافية ، جعلهم يفرون الى مناطق نائية بعيدة عن عيونه . لذا نجد من بينهم الأدارسة الهاشميين و الجعفريين و المنادلة و الفلاليين . و ليس من المستبعد ان يكون ا نشاء الزوايا و الأضرحة من عمل المرابطين و الشرفاء لأن زواياهم ظهرت في ظروف تاريخية معينة ، فتوسع نفودها الروحي و المادي برهة من الزمن . و ذلك تبعا لظروف محلية كثيرا ، تظل مجهولة لتتقلص في النهاية حتى ينذثر ذلك النفود الروحي و المادي لكن لقب الشريف أو سدي يبقا علقا، مثلا ( سيدي بوبكر ، سيدي داوود ، بوسكور …)
الإحتفال بموسم ” دَادا أسْعْدَنْ ” بتزيين حوالي سنة 1970م.
3 – المكانة و الزوايا و الأضرحة .
إن فئة اكرامن في المجتمع الجنوب الشرقي القروي أيت سدرات ن اغيل بوجه خاص ، تحتل مكان هامة نظرا لأهمية دورها و خطورته في نفس الوقت ، الى حد نعتهم بالأرستقراطية الدينية . هذا الدور الدي افرزه مجتمع مهدد باستمرار في موارده الإقتصادية و البشرية نظرا لثوارت الكوارث الطبيعة مقابل الفرار و التدافع الدائم في اتجاه المناطق التي تكون اكثر خصبا ، و لأسباب عدم الإستقرار السياسي نظرا لإنعدام سلطة زمنية قوية تكون قادرة على التحكم الكامل في كل أجزاء البلاد و ضبط شؤونها .
ان دور هذه الفئة داخل البنية الإجتماعية السدراتية سنحاول تحديده في امتيازات كالتالي :
- تمنح لهم الأراضي و الأعطيات و الهدايا .
- الإستفادة من نوباة المياه، و الإعفاء من أداء الضرا ئب .
- يكلف لهم حماية الأطفال و الأموال ضد كل قوى الشر المرئية و الغير المرئية و ما يجلب رضاهم على الناس من بركة في الأموال و صحة الأبدان
” ADAGH IK RABBI S LBARAKA N IGRRAMAN ”
- التحكم و الوساطة و فك النزاع بين الأسر و القبائل و الأفراد .
- المكانة الروحية و القدسية لأضرحتهم بعد مماتهم .
- الحياد أو عدم مشاركتهم في الحروب ، و الإعفاء من أعمال ” الكلفة ” خلال فترة الكلاوي .
- البعض منهم يلقون بعض العلوم ومبادئ التصوف في رباطاتهم أو المسيد .
- عدم الإرتباط بالزواج مع غيرهم لبقاء عرقهم نقيا .
- صدور ظهائر سلطانية في حق هذه الفئة تمنحهم التوقير و الإحترام .
كثيرة هي الزوايا و الأضرحة المنبثقة من انشاء فئة اكرامن التي يمكن ذكرها في هذا المقال، رغم نذرة المعلومات من كال جانب حول هذه الزوايا و الأضرحة و أوليائها وقد استعنا كثيرا بالرواية الشفوية ، ومن المرجح ان اسم كل زاوية أو ضريح يعود في الإصل الى بانيها أو مؤسسها ، كما نجد فئة اكرامن داخل قبائل و قصور ايت سدرات مثلا :
- اغرم ن تزيين و اغرم ن بومردول : يقطنه شرفاء ” مولاي ” يعود نسبهم الى البيت النبوي الشريف عن طريق سلالة سدي مولاي عبد الله و بابا سدي .
- ضريح سدي الحاج : بأيت همو
- زاوية بوسكور : من أبناء سيدي محمد أوعلي الزاوية أسسها سدي لحسن أجنا بعد نزوحه من تزيين
- زاوية سيدي داوود : من الشرفاء الأدارسة أبناء سيدي محمد بن ادريس
- زاوية سيدي بوبكر : مرابطين
- تيكايين: أبناء المرابط سيدي محمد أوحمد
- ضريح ما خليدجة بأيت عربي
- ضريح سيدي بوتمزيين ب أيت أودينار
بالإضافة الى أضرحة أخرى …
” زاوية بوسكور “
” ضريح سيدي داوود بزاوية سيدي داوود “
هذه كلها زوايا لا نملك معلومات تاريخية عنها، و لا عن علاقتها بالزوايا الأخرى مثلا زاوية البئر ، زاوية سيدي الحاج ، زاوية سدي مولد ، و زاوية مولاي بعمران ، زاوية أتسفال ، … جلها بتراب ايت سدرا ت ن واسيف . و الأكثر من ذلك لا نعلم علاقاتها مع زاوية تمكروت الناصرية بأيت سدرات ن درعة . انها زوايا ظل تاريخها مغمورا لدى ساكنة المنطقة ، بسبب اثلاف الوثائق او انعدامها جعلنا نعجز عن معرفة و ظائفها و حدود انتشارها وفروعها و كذلك أسسها الإقتصادية و الروحية و المادية و طرقها الصوفية ، الا انها تبقى زوايا ذات خدمات اجتماعية كاستقبال الفقراء و المعوزين و تقديم المأكل و المبيت و نشر تعاليم الدين و مبادئ التصوف .
و من أبرز اكرامن في المنطقة كما يمكننا نعتهم بصلحاء و أولياء و شرفاء ايت سدرات ن اغيل ، في مقدمتهم داد أوسعدن و رجاله سيدي لحسن أوتخسين و باباسدي و مولاي عبد الله يعود نسبهم الى جدهم الأكبر سيدي علي أبورك دفين أرك . ثم سيدي محمد أعلي بويسكورن و سيدي حمد نسبتا الى سيدي حمد أويوسف و سيدي لحاج و سيدي محمد أو عبد الله و سيدي داوود … كما استمرت صفة أكرام الى و قتنا الحاضر على كل من ينحدر من تلك الزوايا المذكورة .
خلاصة .
إن الوضعية التي حضي بها إكرامن مرتبطة بنسبهم المنحدر من البيت النبوي كشرفاء اد مولاي و كمرابطين اد سيدي مرتبطة بنفودهم العلمي و الديني . هذا الأصل السلالي و النفودي أجبر سكان منطقة أيت سدرا ت ن اغيل على تعظيم مكانتهم داخل البنية الاجتماعية السدراتية . حتى تقوى دورهم الديني و الروحي و التخطيطي داخل البنية القبلية ، و لا تعلى كلمة على قراراتهم و بذلك أصبحت فئة إكرامن تطمح في النفود السياسي ، و تسيير الإتحاديات القبلية و توطيد العلاقات مع مختلف أنساب السلالات الشريفة و الطرق الصوفية و الدولة العلوية لتوسيع النفود ، و التحكم في الطرق التجارية .
لائحة المراجع و المصادر و الروايات :
- علي صدقي أزايكو ” معلمة المغرب الأقصى ” الجزء 2 مادة ” أگرام “
- Jaque _ Berque ( Structures sociales du haut_atlas ) Paris 1955.
- محمد حمام “جوانب من تاريخ وادي دادس و حضارته ” سلسلة بحوث و دراسات (12) منشورات معهد الدراسات الإفريقية
- الرواية الشفوية من المستجوبين صيف 2005 :
- المرحوم الصابري حماد بن حمو بن حماد من أيت عربي
- المرحوم لحسن بن حمو الوحدي من تزيين ” أيت توخسين ”
- الأم تودة زايد بنت حمو أزايد من أيت عمرو أبراهيم
- المرحوم السي يوسف أسيدي داود من زاوية سيدي داوود
- المرحوم أكدو موح بن موحى من أيت سعيد
27/11/2019
المصدر : https://tinghir.info/?p=38131