في إطار أنشطتها الإنسانية والتضامنية مع الرحل بجبال صاغرو ،على تراب جماعة النقوب ،اقليم زاكورة ،قامت جمعية رحل صاغرو للتنمية بالنقوب ،أمس السبت 10 نونبر 2019 ،بزيارة خاصة لعائلة أحد الأطفال الرحل المرضى، بمنطقة IGLI , الواقعة بجبال صاغرو .
الأمر يتعلق يتعلق بعائلة الطفل (ي-م) شفاه الله ،البالغ من العمر عامين ،والذي مازال يرقد بقسم طب الأطفال ،بمستشفى 20 غشت بمدينة الدار البيضاء ،على إثر إصابته بورم خبيث على مستوى أحد عينيه منذ عدة أشهر ،والذي مازال يخضع للعلاج .
الطفل المذكور،ينحدر من عائلة فقيرة من الرحل،مازالت تعيش تحت الخيمة ،بمنطقة IGLI, الجبلية التابعة لتراب جماعة النقوب.
معاناة هذا الطفل الصغير ،المنحدر من الجنوب الشرقي المهمش،والذي تكبدت أسرته الفقيرة معاناة السفر إلى الدارالبيضاء، و أعباء مادية كبيرة في سبيل البحث له عن دواء لعله يقضي على ورمه،خلفت تأثيرا كبيرا على أعضاء جمعية رحل صاغرو للتنمية بالنقوب ،والذين بادروا إلى جمع بعض المساهمات المادية لفائدة هذا الطفل ،بل أكثر من ذلك ،قام عضوين من الجمعية المذكورة،أمس السبت ،بزيارة خ تضامنية خاصة لعائلة الطفل ،لتخفيف المعاناة عنها ،خاصة وأن الأب والأم مازالا غائبين عن العائلة رفقة الطفل المعاني،في انتظار شفاء ابنهما.
من مركز النقوب ،على الساعة 12:00 زوالا ،انطلق أعضاء من جمعية رحل صاغرو ،على متن سيارة ،mercides Benz, خاصة بنقل القرويين وأبناء الرحل،في اتجاه دوار إغازون نملاس ،حاملين معهم كمية من الملابس ،بالإضافة إلى بعض الألعاب لإدخال البهجة في نفوس إخوة يوسف المريض،أخواته وأبناء عمومته وجيرانه من الأطفال الرحل.
هناك في دوار إغازون نملاس الجبلية،ضواحي النقوب، نزل غالبية القرويين ،ولم يبقى إلا بعض الرجال من الرحل ،كان عليهم لزاما،التوقف في المكان،في انتظار وصول بعض البغال والحمير،لنقل بضائعهم في اتجاه مخيماتهم بIGLI(صاغرو) , والمناطق الجبلية المجاورة لها,حيث لا تصلها إلا سيارات الدفع الرباعي،وبمشقة الأنفس،تنفذ إليها سيارة نقل القرويين،وبأثمنة مضاعفة.
لكن و مع إصرار عضوي الجمعية ،على زيارة العائلة بأي طريقة كانت، ومع بعض التحفيز المادي طبعا،ألحوا على صاحب السيارة (كاسحة الجبال),على سلوك تلك الطريقة المتحجرة بمعية ما تبقى من الرجال ،ومنهم عم الطفل،الذي سيقود عضوي الجمعية نحو خيمته المشتركة مع أخيه أحمد أبو الطفل يوسف ،شفاه الله.
وصلت أخيرا،كاسحة الجبال بمشقة الأنفس،إلى مكان منبسط ،حوله مناظر طبيعية جميلة ،وكأنها لوحات فنية ،لكنها تخفي ورائها معاناة أسرة الطفل يوسف والعديد من أسر الرحل.
نزل أعضاء جمعية رحل صاغرو ومعهم مرشدهم (عم الطفل) ،حاملين أكياس الملابس على أكتافهم،بينما ظل صاحب السيارة ينتظر عودتهم،في حين، انتظر باقي الرجال وصول بعض دوابهم للذهاب بعيدا وسط الجبال.
وبعد مدة نصف ساعة من السير على الأقدام ،وصل أعضاء جمعية رحل صاغرو ،الخيمة التي رأى فيها الطفل يوسف النور،حيث وجدوا في استقبالهم ،زوج عمه،وجدته و بعض إخوته وأبناء عمه الصغار ،الذين بقوا في الخيمة،بينما الأم والأب أحمد مازالا مع يوسف بالمستشفى،لعل الله يشفيه من مرضه،وكعادة الرحل من أيت عطا،رحبوا بعضوي الجمعية بتقديم كؤوس الشاي وبعض اللوز،وهي فرصة لتبادل الحديث و إخبار الأسرة بما آخر ما استجد حول صحة صحة ،محاولين مع العم طمأنتهم أن صحته ستتحسن إن شاء ،داعين الله أن يشفيه من سقمه.
ومن جهة أخرى،وزع بعض الحلوى والألعاب على لأطفال ،لإدخال البهجة في نفوسهم،كما قدمت كمية من الملابس للأسرة.
بعد توديع الأسرة ،شق عضوي الجمعية طريق العودة ،منعرجين نحو خيمة مجاورة لعائلة يوسف ،لتقديم بعض الملابس لها ،قبل أن تعود بهما كاسحة الجبال ،التي انتظر سائقها كثيرا،ليعود بهما مجددا ،إلى إغازون نملاس ،مسرعا بهما إلى سيارة نقل أخرى، والوحيدة المتجهة إلى مركز النقوب،والتي كادت تمر بدونهما ،لولا بعض الإلحاح على الإنتظار.
وعلى متن الجزء العلوي للسيارة، ركب عضوي الجمعية ،رفقة بعض القرويين ،في جو من التفاؤل في أن تكون الزيارة قد ساهمت ولو بشكل بسيط في تخفيف المعاناة عن أسرة يوسف ،ليصلوا أخيرا مركز النقوب ،بعد مغرب الشمس.
المصدر : https://tinghir.info/?p=37191