دأبت جمعية الواحة للثقافة والتربية والتنمية الاجتماعية على إقامة أنشطة وازنة أو ذات وقع إيجابي على كل صعيد خصوصا المحلي والإقليمي وهذا ما ميز النشاط المشار إليه أعلاه وذلك مساء يوم الأحد 28 دجنبر 2014 بدار الشباب بوذنيب.
تميزت الأمسية الثقافية الفنية بالجمع بين ما هو فكري تصوري تثقيفي وبين ما هو فني فلكلوري هادف. وقد كان برنامج الأمسية على الشكل التالي:
تم الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم تلته رقصة بهيجة لفرقة ڭناوة ببوذنيب. وتناول الأستاذ المسير يوسف مفيد الكلمة حيث ركز على تعريف الثقافة وقسمها إلى ثقافة عالمة وثقافة شعبية تحتك بمختلف مظاهر التراث الشعبي،ومشيرا إلى دواعي اهتمام جمعية الواحة بالثقافة الشعبية .
ثم كانت المداخلة الأولى من طرف الدكتور مصطفى لفضيلي تحت عنوان:
” الثقافة الشعبية المفهوم والأهمية.” تطرق فيها إلى دور العولمة في تهميش الثقافة الشعبية ،كما عرج على جملة من التحديدات المفاهيمية في هذا المجال، وتناول بالتحليل علاقة الثقافة العالمة بالثقافة الشعبية وضوابط هذه الأخيرة ،والى الأدوار التي تضطلع بها الثقافة الشعبية في المجتمع .
وبعد ذلك ترنم الحضور على وقع رقصة فلكلورية محلية: بوودار حيث التناغم بين الرقص والغناء المحلي.
المداخلة الثانية: ” أنماط من الزجل الشعبي بمنطقة ڭير” من إلقاء الأستاذ زايد وهنا تحدث فيها عن الحضور المتميز للزجل في حوض كير والتنوع الذي طبعه بين منطقة وأخرى، وأشار إلى العلاقة الوطيدة للزجل بالملحون وإلى ميل النظام في حوض كير الى النظم به نظرا لعمقه الشعبي وقدرته على التعبير عن حياته بأفراحها وأحزانها وتصوره للكون والوجود والحياة من حوله بصفة عامة ،كما أكد على ضرورة العمل على جمع وتدوين التراث الشفهي لكونه يختزن ذاكرة الانسان في حوض كير .
المداخلة الثالثة بعنوان “أي مقاربة للثقافة الشعبية في مهرجان الثقافة الشعبية للواحات بقصر أولاد علي بوذنيب.” تناول فيها الأستاذ عبد الرحيم دحاوي تجربة مهرجان الثقافة الشعبية للوحات الذي تنظمه جمعية إعادة بناء وتنمية قصر أولاد علي ،حيث أشار فيه المتدخل إلى السياق العام لتنظيم هذا المهرجان ،والمتمثل أساسا في الرغبة الأكيدة في رفع التهميش عن قصر أولاد علي جراء الفياضانات التي عرفها ،القصر سنة 2008 ،إذ جسد المهرجان صرخة تحمل رسائل التطلع إلى تنمية محلية حقيقية ،ومن ثمة اعتبرت الثقافة الشعبية مدخلا للتنمية ،وتوقف الأستاذ عند العلاقة الجدلية بين الثقافة الشعبية والتنمية المحلية باعتبارها تمثل عمق الإنسان في الواحات ومدخلا لفهم تصوره للكون والحياة من حوله ،وأبرز التعدد الذي طبعها في منطقة الواحات ،معتبرا أنها كانت مجسدة للتنوع في ظل الوحدة ،ومحذرا من مغبة استعمال هذه الثقافة في تفتيت التلاحم الذي ميز المجتمع المغربي و دعا إلى ضرورة مراجعة الكثير من أشكال الثقافة الشعبية التي لا تنسجم مع مقوماتنا الحضارية .
بعد هاتين المداخلتين القيمتين توقف الحضور عند استراحة فنية تمثلت في وصلت الملحون من إلقاء الجوق المحلي للملحون لمدينة بوذنيب.
الأستاذ والباحث في فن الملحون مولاي مصطفى عبد السميع انطلق من قراءة سيميائية في العلم الوطني ليصل إلى أن المغرب كان ولا يزال سمته التعدد في ظل الوحدة ،وهذا ما تجلى من خلال التنوع الفني الذي طبع التراث الشعبي ،كما تطرق إلى أن فن الملحون فن فيلالي أصيل مبرزا بعض رجالاته الذين ساهموا في إغنائه ومعرجا على بعض القصائد المشهورة والتي تغنت بها جملة من الفرق الموسيقية المغربية كناس الغيوان وجيل جيلالة ….
واختتم الحفل الفني البهيج بمداخلات وتساؤلات وملاحظات من السادة الحضور، والذي كانت تغص به قاعة دار الشباب داعيا إلى إعادة مثل هذه الأنشطة القيمة مستقبلا.
المصدر : https://tinghir.info/?p=3658