لا شك ان الحفل الذي عاشته ساكنة ام عياش بجماعة ايت سدرات السهل الشرقية بمعية الحاضرين من كل حدب و صوب، من مختلف مناطق قلعة امكونة، كتب في سجلات التاريخ، عندما اجتمع اكثر من 200 شخص، نساء، رجالا، شباب أطفالا، هناك بالنادي النسوي ايت بوسعدن، مساء يوم السبت 08 دجنبر الجاري، احتفالا بأيقونة مراطون الصحاري التي شقت طريق النجاح و تحدت كل الصعاب و كسبت احترام الجميع و لولا ذلك لما احتشد الناس تلبية لدعوة جمعية الشروق لتنمية المرأة القروية ام عياش، من اجل الاحتفال بها قليلا من الكثير الذي تستحقه، هي العداءة المغربية عزيزة الراجي صاحبة الـ31 ربيعا مثالا للفتاة العصامية التي استطاعت أن تظفر بأكثر 50 لقباً محليا ودوليا في رياضة العدو للمسافات الطويلة معتمدة على نفسها ومتحدية لظروف مجتمعها.
افتتح النشاط بخير كلام الله ايات بينات من الدكر الحكيم من تلاوة التلميذ محمد عناية، و بعدها وقف الجميع اجلال و اكبار لتحية العلم الوطني.
ولامست مليكة بورحيم، رئيسة جمعية الشروق، في عرض مقتضب استهل به هذا الحفل بعد ان رحبت بالجميع ، عددا من القضايا التي تهم المرأة المغربية، والتحديات التي تناضل من أجلها و خير دليل على ذلك البطلة عزيزة الراجي ، وأبرزت دور المرأة المغربية ومكانتها في العديد من القضايا والمجالات، حيث قالت ان المرأة هي النصف الآخر من المجتمع، و اشارت الى الاطار الذي جاء فيه هذا الاحتفال و بعض البرامج المستقبلية للجمعية.
و بعدها، تفضل السيد رشيد ايت الحسين، مدير هذا الاحتفال بموجز قصير عن العداءة عزيزة الراجي، التي أرغمتها الظروف الاجتماعية القاسية على مغادرة مقاعد الدراسة قبل ثماني سنوات، مدفوعة بحب رياضة الجري، عازمة على المضي قدماً في معانقة هضاب وتلال البلدة بحثاً عن هواء نقي يغذي رئتيها، متحدية ثقافة المجتمع المحافظ وعيون الرجال الذين لم يغيروا بعد نظرتهم للجنس الآخر ولم يقبلوا بعدُ ارتداء المرأة زي ألعاب القوى. حيث كان لها ما ارادت و شرفت بلدتها بالانقضاض على جميع الالقاب و السباقات التي اتيحت لها فرصة المشاركة فيها و دع جميع الفتيات الى السير على خطاها.
وتخللت فقرات هذا الحفل وصلات غنائية على غرار فنان الاغنية الملتزمة ايوب ايت عمرو رئيس مجموعة تغرمت و كذا اسماعيل اوطلبة فنان الاغنية الشعبية الذي الهب جمهور جمعية الشروق، و حتى لا ننسى ابو الفنون الذي سعت من خلاله المجموعات المسرحية معالجة مجموعة من القضايا الاجتماعية التي تهم المرأة و الشباب على غرار مسرحية امل ازوان التي التي حملت رسالة الى الاباء كان مضمونها لا للتمييز بين ابنائكم، و ظهر شباب جمعية ازوان للفن و الموسيقى ايضا في رقصة فنية ابداعية راقت الجمهور.
و قد تخلل الحفل توزيع الشواهد التقديرية على كل من ساهم و بذل مجهودات تدكر فتشكر في انجاح هذا الحفل البهيج، دون ان ننسى الشهادة التكريمية و التذكار الرمزي الذي سلم للعداءة عزيزة الراجي تتويجا على مسارها الرياضي الحافل بالإنجازات.
و تجدر الاشارة الى ان العداءة البطلة عزيزة الراجي تخلفت عن الموعد و اعتذرت عن الحضور في هذا الحفل الذي نظم على شرفها، لكونها خارج ارض الوطن، و قد ناب عنها احد افراد عائلتها.
المصدر : https://tinghir.info/?p=35650