احتفاء بعيد الاستقلال المجيد وفي اطار تنزيل برنامجها الثقافي نظمت جمعية الشعلة للثقافة والبيئة والفن بوذنيب، ندوة فكرية حول موضوع الشباب والعمل الجمعوي: الواقع والتحديات والرهانات يوم الاحد 18 نونبر 2018 ابتداء من الساعة الخامسة مساء بدار الشباب بوذنيب.
وتأتي هذه الندوة في اطار مشروع تقوية قدرات الشباب المحلي في المجال الجمعوي، كما تأتي من ايمان الجمعية بأهمية انخراط الشباب في العمل الجمعوي داخل محيطه، ووعيه بالتحولات اليومية التي تقع في بيئته، ونظرا لأهمية هذه الشريحة المجتمعية، باعتبارها مورد وطاقة بشرية ينبغي الاهتمام بتنميتها وتأهيلها، في أفق استثمار قدراتها في مجالات متعددة، في ظل التحديات القائمة اليوم، ومن أجل المساهمة بل والمشاركة في سيرورة البناء الحضاري المحلي والوطني، وسعيا من الجمعية في ابراز خصوصية العلاقة بين الشباب و المجتمع المدني وتأهيل القيادات الشابة في شتى المجالات، وإذكاء الشعور بالانتماء الوطني، وإرساء قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
افتتحت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها النشيد الوطني ثم قراءة في مختصرة في مشروع تقوية قدرات الشباب المحلي في العمل الجمعوي من إلقاء الطالب اسامة لمرابط، ليعطي بعد ذلك مسير الندوة السيد بوزيان العمري الكلمة للمتدخلين.
المداخلة الاولى من تقديم الطالب الباحث السيد عبد المجيد عبدلاوي طالب بسلك ماستر العلوم الادارية والمالية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي الرباط، وتناول موضوع المداخلة “الممكنات الدستورية والقانونية لمشاركة الشباب في الفعل الجمعوي” حيث تطرق في المحور الاول الى دور المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي وذكر ببعض الفصول التي جاء بها دستور 2011 والتي يتحدث فيها عن الشباب ومجموعة من الحقوق المتاحة له و أساسها القانونية. ثم عرج على سياق اصدار القانون 89.15 المتعلق بالمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي ووظيفته الأساسية، التي يدخل فيها إبداء الرأي والاستشارة والخبرة للمسؤول العمومي. ثم تناول علاقة المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي كوظيفة تكاملية مع الهيئات الجهوية المكلفة بقضايا الشباب.
أما المحور الثاني فخصه المتدخل للآليات القانونية الأخرى لمشاركة المواطنين وجمعيات المجتمع المدني في تدبير الشأن العام المحلي. والتي جعلت من المجتمع المدني فاعلا أساسيا في تدبير الشأن العام المحلي، إلى جانب المواطنين من خلال آليات الديمقراطية التشاركية. كالهيئات الاستشارية و الهيئات التشاورية وتقديم العرائض.
المداخلة الثانية تناولت فيها المؤطرة خديجة امسيف استاذة وفاعلة اجتماعية ” العمل الجمعوي ومقاربة النوع الاجتماعي ببوذنيب، الواقع والافاق” حيث أبرزت اهم التحولات التي عرفها العمل الجمعوي على جميع المستويات خصوصا مقاربة النوع الاجتماعي، كما اشارت إلى المواثيق التي تؤطر العمل الجمعوي وعلاقة الجمعيات بالتنمية البشرية و انفتاح التنمية على مجالات متعددة بعدما كانت تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط كما تطرقت الى العناصر الاساسية التي يجب ان تتوفر في الفاعل الجمعوي واهمها الاختيار والتطوع والمشاركة و اكدت على ان الفعل الجمعوي يجب ان يكون تطوعي خالي من الربح وبعيدا عن الانسياق .
المداخلة الثالثة للأستاذ مصطفى نجيب استاذ بثانوية معركة بوذنيب وفاعل جمعوي بعنوان ” شباب بوذنيب بين تحديات ورهانات الفعل الجمعوي” تناول فيها تعريف مفهومي الشباب والجمعية وقدم مجموعة من الاحصائيات، ثم عرج على التحديات التي تقف في طريق مشاركة الشباب المحلي في العمل الجمعوي في مقدمتها عائق الموقع الجغرافي، والتمثلات و غياب التأطير وقلة الفضاءات، لينتقل الى الرهانات الاساسية لاستقطاب الشباب للانخراط في العمل الجمعوي.
بعد ذلك تم فتح المجال للنقاش، والذي تطرق فيه بعض الشباب من الحضور الى مجموعة من معيقات العمل الجمعوي بالمنطقة وكيفية تظافر الجهود من اجل انخراط فاعل لهذه الشريحة في الفعل الجمعوي المحلي.
وقد كانت الندوة فرصة للطالبة مريم الشدلي والتي تشق طريقها في العمل الجمعوي لعرض تجربتها في هذا المجال حيث ابرزت ايجابيات العمل الجمعوي في تنمية شخصيتها وبعض الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها الجمعوية .
واختتمت الندوة في تمام الساعة الثامنة مساء بالتركيز على دور برنامج تقوية قدرات الشباب المحلي في العمل الجمعوي من خلال تنظيم دورات تكوينية في كيفية تأسيس جمعيات والتدبير المالي والتسيير الاداري للجمعيات وكيفية صياغة وتركيب مشاريع.
المصدر : https://tinghir.info/?p=35399