Ad Space

طار علِيّا الأستاذ

admin
2018-10-13T10:24:34+01:00
آخر الأخبار
admin13 أكتوبر 2018
طار علِيّا الأستاذ

“طار عليَا الأستاذ من القسم ”  سلوك متداول بشكل كبير بين المتعلمين بمدينة الرشيدية  وانتقل لحديث الأسر، وانتشر بشكل غريب  في الأوساط التربوية كما تنتشر الإساءات والإشاعات  بين الناس في المجتمعات التقليدية التي مازالت تتعايش  بشكل جماعي  وتقتات من النميمة ،بشكل فوضوي معطوب  أمام القصور والقصبات وبدكاكين الأسواق  ،وعلى كراسي المقاهي ومكاتب الإدارات .

السلوك “طار عليا الأستاذ من القسم” يرددها المتعلمون بشكل عاد ،دون استحضار أبعادها ووقعها ومرجعياتها السلوكية وقد يثير سماعها لأول مرة نوعا من المزحة والغرابة ،وقد تدغدغ  المشاعر  أحيانا ،فيضحك المرء ملء نفسه، لدلالتها خاصة الذين ينتمون لثقافة أخرى ، أو الذين لم يسبق لهم أن سمعوها حيث المتداول عادة في جميع المدن” خرّجني الأستاذ” ” جرْى عليا الأستاذ ” زعّكني الأستاذ ” “إسّوفغي الأستاذ” وغيرها من التراكيب  الأخرى… والعبارة قد تحمل نوعا من العنف الرمزي الذي قد  يَفهم منه المتعلم أن  المدرس حرمه من المتابعة الصفية ،وقد ساهم في ضياع زمن تعلمه دون أن يستحضر ذلك المتعلم  لماذا ” طار عليه الأستاذ ؟”.

الجواب على السؤال أن المدرس ما أتى للفصل أصلا إلا من أجل العمل، ولأداء المهام المسندة إليه قانونيا، ولأداء الرسالة التربوية ،ولا بد من توفير الجو الملائم له  لتمرير هذه الرسالة، وتوفير المناخ التربوي رهين بالمتطلبات  المتقاسمة بين الأسرة والمشغل والمجتمع والمدرسة من أدنى المراتب  حتى أعلاها ، فالأسرة  ملزمة بزرع نوع من القيم ،والمجتمع ملزم بتقويتها في خط أفقي، لتتوسط المدرسة لاستكمال التنشئة الاجتماعية لتكوين فرد مشبع بالقيم قادر على العطاء ، ومساهم في التنمية  للتقليل من العدميين  والمتجولين والمتسكعين والمخمورين و “المتحششين ” و”المشرملين”.



aid

“طار علي الأستاذ من القسم”  سلوك تحول إلى ظاهرة تربوية عالجها القانون بنوع من التسطيح  وبلغة خشبية لأن المشرع بعيد ومعزول عن الوضعية النفسية والاجتماعية التي يعيشها المدرسون داخل الفصول الدراسية  من  موضات حلق الشعر: هذا عرف” الفروج”  وذاك من   جنس الحروف ،والخرائط  والخطوط…  وسراويل” دجين” المثقوبة من كل الجوانب ،ودون حزام سلامة لتظهر الملابس التحتية، وماركاتها المسجلة  ،وبهواتف نقالة ذكية وأحذية  عالمية،وعطر رفيع وبدون كتب ولا وسائل تعليمية ولا أدنى قابلية للاستماع قبل الإنصات، وما يوزاي ذلك  هو الكلام الساقط  الدوني .

المسؤولون على المؤسسات التعليمية واقفون ، ولو بدرجات متفاوتة بالأبواب في الصباح والمساء، يراقبون ويتابعون وينهون ويوجهون ،وبح حلقهم بشكل يومي، والمدرسون يجدون صعوبة في التواصل مع متعلميهم ،لضبط  وتوجيه  وتقويم وإصلاح وترميم سلوكيات مجتمعية رديئة تم نقلها من الخارج ،لداخل أسوار المؤسسات التعليمية التي تسعى بجهد كل اطرها لاستكمال التنشئة والحفاظ على زمن التعلم والتقليل من هذه الظواهر التي تعرقل سير التعلم بشكل وجيه ،ومن المفروض والواجب على الأسر وجمعيات المجتمع المدني والسلطات وهيئات الأطباء  والسوسيولوجيين  والنفسانيين  أن يتعاونوا  جميعا مع المؤسسات التعليمية  في كل المدن للحد  من  ظوهر العنف بأشكالها  والتي يتسبب فيها المتعلم بشكل كبير، حتى لا تتطور لظاهرة انحرافية بمعجم أكثر قدحية أو لسلوكيات  تهديدية  فيها السب والشتم وقد تنتهي أطوارها في المحاكم.

الصورة من الفلم المغربي القسم 8

المصدرزايد جرو - الرشيدية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.