أكد رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني أن إشكالية الماء حظيت دائما باهتمام بالغ في المغرب، حيث وضع العاهل الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله الأسس الأولى لسياسة وطنية مائية استشرافية وحكيمة، تتأسس على تعبئة الموارد المائية، خصوصا السطحية منها، وأطلق عملية واسعة لبناء السدود وتدبيرها بشكل محكم. مما مَكَّنَ المغرب، رغم محدودية موارده المائية وعدم انتظامها، ورغم فترات الجفاف التي عرفها، مكنه من تجاوز معظم التحديات والإكراهات، ومواكبة الحاجيات المائية المتزايدة وطنيا، بالنسبة للساكنة ولمختلف القطاعات الاقتصادية والإنتاجية.
وأوضح السيد رئيس الحكومة، يومه الاثنين 19 مارس 2018 في الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي الثامن للماء الدي تحتضنه العاصمة البرازيلية، أن المغرب مضى على نفس النهج، وعيا منه بأن التخطيط والتدبير الناجعين للماء يقتضيان يقظة مستمرة وتتبعا متواصلا، حيث تقوم الحكومة المغربية حاليا ببلورة المخطط الوطني للماء، الذي يسطر المعالم الكبرى لسياستنا المائية إلى غاية 2050، وذلك من أجل تثمين المكتسبات وتدارك بعض جوانب القصور، وابتكار طرق جديدة في إنتاج وتدبير الموارد المائية، دون إغفال العناصر المرتبطة بآليات التمويل والتتبع.
وأشار السيد رئيس الحكومة أن المنتدى العالمي للماء يشكل مناسبة للاحتفاء بذكرى جلالة الملك الحسن الثاني، رحمة الله عليه، من خلال منح جائزة عالمية تحمل اسمه، وهي جائزة الحسن الثاني العالمية للماء، التي تنطوي على مبادئ التضامن وتشجيع العلم والابتكار في مجال الماء وتخلد ذكرى هذا الملك المبدع، الذي تملك الرؤية المستقبلية في مجال الماء وكان من كبار مُدعمي هذا المنتدى العالمي.
وأكد السيد رئيس الحكومة أن السعي المنفرد لمعالجة إشكاليات الماء، وهي الإشكاليات الاستراتيجية، المعقدة والمركبة، لن يُكتب له أي نجاح. حيث أن الدول والحكومات والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والأفراد، مدعوون إلى التعاون وإلى التبادل المثمر لجوانب النجاح والإبداع والابتكار في تجاربهم في هذا المجال.
وأضاف السيد رئيس الحكومة أن المملكة المغربية تبادر، بهذا المنطق التضامني، إلى عرض خبراتها وتجاربها الوطنية الذاتية، بنفس قدر حرصها على الاستفادة من تجارب وخبرات الدول الصديقة، في إطار التعاون الدولي، ومن خلال اتفاقيات للتبادل العلمي والتقني.
المصدر : https://tinghir.info/?p=33055