Ad Space

تنغير : ندوة “الأسس الفلسفية للنزعة الإنسانية” من تأطير الباحث عبد الحكيم الصديقي

admin
آخر الأخبار
admin2 فبراير 2018
تنغير : ندوة “الأسس الفلسفية للنزعة الإنسانية” من تأطير الباحث عبد الحكيم الصديقي

ملخص ندوة “الأسس الفلسفية للنزعة الإنسانية” التي نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع تنغير يوم السبت 27 يناير 2018، من تأطير الباحث عبد الحكيم الصديقي.



aid

بدأ الباحث بالقول إن مفهوم النزعة الإنسانية مفهوم غامض المقاصد ويعاني من قلق دلالي على امتداد التطور الذي لحقه في تاريخ الأفكار، ولهذا حاول ما أمكن في بداية المداخلة استعراض مختلف السياقات الفكرية والثقافية التي تبلور فيها هذا المفهوم، بدأ بعصر النهضة مرورا بعصر الأنوار وانتهاء بالفلسفة المعاصرة وقوفا عند نظرية العدالة لدى “جون رولز”…

في عصر النهضة تحدث عن النزعة الإنسانية كشكل من أشكال الوعي الأيديولوجي الذي ينشد التغيير ويبشر به، من خلال تجديد الصلة بالماضي الإغريقي والروماني لإعادة بناء الواجهة الثقافية للحاضر، فالاهتمام بالماضي تم من خلال هاجس الحاضر…

أما في عصر الأنوار فسترتبط النزعة الإنسانية بالدعوة إلى رفع الوصاية عن العقل والاعتراف بفاعليته النقدية والحرة، وكذلك استقلال الأخلاق عن الدين، وربط سعادة الفرد بسعادة المجتمع، وهي النتيجة المباشرة للفصل بين الدين والسياسة وبين الدين والأخلاق، بمعنى أن عصر الأنوار يؤصل للنزعة الإنسانية على أساس نظرية “القابلية للاكتمال” لدى جون جاك روسو، والذي يبلورها في إطار رؤية فلسفية جديدة للإنسان يطغى فيها الهاجس الأخلاقي والسياسي على الهاجس التأملي والنظري، هذه النظرية تجمع بين ثلاثة مفاهيم متداخلة فيما بينها، مفهوم الحرية ومفهوم العقد الاجتماعي ومفهوم الحق الطبيعي، وهذه المفاهيم الثلاثة هي التي توجد وراء نشأة النزعة الإنسانية على المستوى الفلسفي والفكري.

في الفترة الحديثة سيتم تأصيل النزعة الإنسانية في الحداثة السياسية لدى “إيمانويل كانط”، وسيتم إعادة تركيب الصورة الفلسفية التي يحضر بها الإرث الكانطي في منظومة القيم السياسية في “نظرية العدالة” لدى “جون رولز” والجديد في هذه النظرية هو ما يمكن تلخيصه بالقول إن حرية الإنسان غير قابلة للتفويت وغير قابلة للتضحية بها، ولو كانت التضحية بهذه الحرية سيستفيد منها الأغلبية أو في صالح المصلحة العامة..

في المحور الأخير للندوة تحدث الباحث عن أساسين أو مبدأين قامت عليهما الحداثة الغربية برمتها، الأول مبدأ الذاتية والذي يعني النظر إلى الإنسان باعتباره ذات له عقل وله حرية وبالتالي فهو مصدر التشريع لذاته، أي أن الإنسان يستمد مشروعيته من ذاته وليس من قوى مفارقة له، والثاني هو مبدأ الشمولية أو النزعة الكونية والذي بلوره “كانط” في كتابه “نقد العقل العملي”، ويعني هذا المبدأ الارتقاء بالإنسان إلى المستوى الكوني، بمعنى جعل الإنسان يرتقي إلى مستوى الإنسانية الموجودة بداخل الإنسان، يقول كانط: “يجب على الإنسان أن يتعامل مع الإنسانية الموجودة بداخله على غرار الإنسانية الموجودة في غيره باعتبارها غاية وليس مجرد وسيلة”.

ثم قام بعرض ضمني وسريع للنقد الجدري الذي تعرضت له النزعة الإنسانية من قبل الكثير من الفلاسفة المعاصرين، بدء بنيتشه الذي يرى أن الإرادة تعني تجاوز مفهوم الذاتية، مرورا بهايدغر ميشيل فوكو وجيل دولوز وغيرهم.

المصدرتنغير انفو - متابعة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.