تعتبر اللشمانيا الجلدية من الأمراض الطفيلية المتوطنة بالمغرب. يصاب الإنسان بهذا الداء عبر لسعة بعوضة تسمى “ذبابة الرملية” التي تنقل المرض إلى الإنسان السليم من خزان الداء وهو الفأر الغابوي معروف باسم “الفأر الأصهب”.وهذا الداء يظهر على شكل حالات وبائية جماعية.هذا المرض لا ينتقل بصفة مباشرة من إنسان إلى آخر ولا يشكل خطورة على حياة المريض بحيث يمكن العلاج التام منه.
هذا ، فقد كشفت المديرية الجهوية لوزارة الصحة بدرعة تافيلالت أنها نظمت، في إطار تفعيل البرنامج الوطني لمحاربة داء الليشمانيا، حملات ميدانية للكشف الشامل والمبكر وعلاج الحالات المرضية للداء المذكور، بمختلف أقاليم الجهة وعلى وجه الخصوص إقليم زاكورة، موضحة أن هذه الحملات شملت الأطفال المتمدرسين وساكنة الدواوير الموبوءة.
وأفادت المديرية الجهوية للصحة بأن المصالح الصحية قامت، خلال هذه الحملات، بالكشف والفحص والتشخيص المخبري وتتبع الحالات، مشيرة إلى أن المصالح الصحية المذكورة قامت بفحص أكثر من 130820 تلميذا بالمدارس الموجودة بالمناطق الموبوءة و132646 شخصا من سكان المداشير، فضلا عن كون هذه الحملات مكنت من الكشف عن 5333 حالة خلال سنة 2017 على مستوى الجهة؛ منها 1712 حالة بإقليم زاكورة.
وجرى التكفل بكل هذه الحالات وعلاجها بالمجان بمختلف المراكز والمؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة، وفق ملف حول حصيلة التدخلات ضد داء الليشمانيا الجلدية بجهة درعة تافيلالت، توصلت جريدة هسبريس بنسخة منه.
وأضافت المديرية الجهوية: “في ما يخص الدواء فهو متوفر بكميات كافية بكل المؤسسات الصحية على صعيد الجهة، حيث تم استعمال 21145 قارورة “الكليكونتيم” من فئة 5 ملم و2000 أنبوب مرهم كمضاد حيوي ثم 1000 قارورة “البيتادين” المعقم”، مشيرة إلى أنه تم اعتماد “البرتكول” العلاجي المحكم، وضع من لدن خبراء المنظمة العالمية للصحة، مستدركة أن التكلفة المالية المخصصة من لدن وزارة الصحة لتمويل حملات الكشف والعلاج لهذا الداء تفوق 60 مليون درهم سنويا.
وبإقليم زاكورة، شدد المديرية الجهوية للصحة على أن الفرق الصحية قامت بالكشف الشامل والمبكر عن الحالات المرضية عن طريق الوحدات المتنقلة وبواسطة النمط القار بالمؤسسات الصحية، وجرى علاج وتتبع من خلالها بـ1712 حالة، وقامت بزيارة 70 في المائة من المدارس، وزيارة 45 في المائة من المداشير، وبلغ عدد التحاليل المخبرية حوالي 115 منها 17 موجبة، مذكرة بأن الأدوية المستعملة ضد هذا المرض تتوزع بين مرهم ومضاد حيوي (500) وحقن كليكنتين (750) وعلبة من 5 حقن، بالإضافة إلى معقم البيتادين 400 قارورة، فيما بلغ عدد الأطر الطبية وشبه الطبية التي استفادت من التكوين المستمر 40 إطارا في مواضيع تشخيص وعلاج داء الليشمانيا والتحاليل المخبرية لطفيلي الليشمانيا وكل ما يتعلق بالداء، حسب المصدر ذاته.
وعن مراقبة ومحاربة الفأر الأصهب “خزان المرض المسبب الرئيسي لليشمانيا، أكدت المديرية الجهوية أن لجان التسيير المندمج لمحاربة نواقل العدوى “GILAV” تعقد من لدن كل المتدخلين على المستوى الجهوي والمستوى الإقليمي والمستوى المحلي لوضع برامج محكمة لمكافحة داء الليشمانيا. ويعتبر محور القضاء على الفأر الأصهب الركيزة الأساسية في هذا البرنامج، مشيرة إلى أن اللجان المذكورة تقوم بـ560 زيارة لـ55 محطة مراقبة الفأر الأصهب، وعقدت اللجان الجهوية والإقليمية والمحلية 210 اجتماعات للتكفل المندمج لمحاربة نواقل العدوى، بالإضافة إلى علاج 86543 هكتارا من المساحة بوضع القمح المسموم وإجراء 514 عملية لمحاربة الفأر الأصهب.
وذكرت المديرية الجهوية للصحة أن من بين المعيقات المسببة في انتشار الليشمانيا هو ضعف التنسيق بين الأطراف المتدخلة، والنقص على مستوى الحملات التحسيسية، والنقص في اليد العاملة وفي كميات القمح المسموم، فضلا عن انعدام منظومة خاصة بالتخلص من النفايات، (الآليات، المطارح الصحية…)، وعدم انخراط الساكنة في تطهير ونظافة المحيط، وامتناع بعض الفلاحين عن وضع القمح السام بمزارعهم، بالإضافة إلى عدم انخراط بعض المتدخلين، وعدم ديمومة واستمرارية الأنشطة المبرمجة في مخطط عمل اللجان.
وأوصت الإدارة الجهوية لوزارة الصحة بدرعة تافيلالت بضرورة التنسيق وانخراط كل الأطراف المتدخلة، وتكثيف حملات التحسيس لفائدة الساكنة، وتوفير اليد العاملة، وتوفير القمح المسموم بكميات وافرة، وإحداث أنظمة خاصة بالتخلص السليم من النفايات، وحث الساكنة على المساهمة في تطهير ونظافة المحيط، وضمان ديمومة واستمرارية الأنشطة المبرمجة في مخطط عمل اللجان.
المصدر : https://tinghir.info/?p=32688