تمكنت عائلة كل من ( أ.م) و(ح.ب) من حط الرحال بايطاليا بعد رحلة الموت التي انطلقت من المغرب نحو ليبيا ثم الوجهة الاخيرة نحو إيطاليا عبر البحر الابيض المتوسط،العائلة الأولى مكونة من ثلاثة أفراد الزوج والزوجة والابن ذو الثلاث سنوات ،أما عائلة (ح.ب) والتي ربطنا الاتصال باحد اقربائها بليبيا فكانت تضم بالاضافة للزوج والزوجة طفلين لم يتجاوزا الاربع سنوات وطفلة ،مغامرة بما تحمله كلمة مغامرة من معنى .
اتصلت الصفحة ب (أ.ح)الذي يقطن منذ مدة وقبل الاطاحة بالعقيد معمر القدافي بليبيا لمدة تزيد عن 15سنة ،وهو من احد أقارب عائلة (ح.ب)،ليسرد لنا ما يلي :
“كانت فكرة الدخول في هذه المغامرة تروج في مخيلة (أ.م) خصوصا بعد فقدانه لعمله وايضا الازمة الاقتصادية التي ألمت بليبيا الثلاث سنوات الاخيرة حيث وصل معها الدينار الليبي إلى أذنى مستوياته، ومع علاقته الوطيدة ب(ح.ب)أرغم هذا الاخير مشاركته هذه المغامرة ،ليتم بعد ذلك تكثيف الاتصالات بعدد من مهربي البشر ،لتكون نتيجة البحث الوقوع في ايدي مهربين أحدهم ليبي وصديقه من اصول تونسية والذي ستسند له مهمة نقل العائلتين بالاضافة لأشخاص اخرين من صبراتة إلى إيطاليا،وطبعا هذا الأمر حتم عليهم أداء مبلغ 28الف دينار ليبي أي مايعادل 30ألف درهم مغربي ،الرحلة انطلقت على الساعة الواحدة صباحا من يوم الجمعة 22دجنبر الجاري، عبر قارب صغير لا يتسع فقط إلا لعشرة ركاب ،لكن الجشع والمتاجرة في أرواح البشر كان لها رأي أخر في تحديد عدد المهربين ليصبح العدد حوالي 150 مهاجر واغلبهم ينحدرون من الفقيه بن صالح وبني ملال”.
“……انطلقت المغامرة على الساعة الواحدة صباحا واستمرت زهاء الساعتين ليتوقف المحرك عن العمل ،ليجدوا انفسهم داخل امواج المتوسط ،لينتقل الخوف لديهم إلى المرحلة القصوى ،وستزداد حدته أكثر بعد مرور مركب صيد كبير بالمحاداة منهم كادت الامواج التي أحدثها أن تقلب قاربهم رأسا على عقب ،وبعد محاولات من المهرب لاعادة تشغيل المركب تمكن خفر السواحل الايطالية عبر الردار من تحديد موقعهم ليتمكنوا بعد ذلك من انقاذهم وحملهم نحو بر الأمان بعد رحلة رعب دامت لاكثر من خمس ساعات كادت ان تودي بحياتهم وحياة عائلتهم “.
واضاف السيد (ح.أ) ان العائلتين جميع افرادها بصحة جيد وتتواجدان حاليا بايطاليا في انتظار ان يتم نقلهم بعد ذلك إلى العاصمة روما قصد الدخول في مغامرة البحث عن عمل وكذا أوراق الاقامة ،رحلة حسب (ح.أ) قد لاتنتهي مجرياتها ،ليؤكد من خلال كلماته أن قرار الهجرة من ليبيا نحو الديار الايطالية قرار انتحاري ،و بالتالي اتخاذه ماهو إلا ضرب من الجنون.
للاشارة فقد توصلت الصفحة بفديوهات توثق لمراحل الرحلة التي خاضتها العائلتين من ليبيا نحو إيطاليا.
المصدر : https://tinghir.info/?p=32194