مدينة الرشيدية على شساعة مساحتها طولا وعرضا من المدخل حتى المخرج ، لن يجد فيها المريض الباحث عن دواء مهدئ لألام الرأس ليلا او ايام العطل الا على صيدلية واحدة للحراسة ، وعليه ان ينتظر في طابور طويل عله يحظى ببضاعته، فالمريض المُرسَل من قسم المستعجلات ليلا إذا وجد وسيلة نقل طبعا ، وكانت صيدلية الحراسة بمدخل المدينة فعليه ان يقطع المسافات الطويلة من اجل احضار ما طلبه الطبيب ، فالمشكلليس في قلة عدد الصيدليات بالمدينة بل لسوء تدبير وتنظيم العمل ، فتوزيع الحراسة الليلية ويوم الاحد والعطل ربما كان بناء على توزيع الربح والعائد على جميع الصيدليات ، لان هناك صيدليات على حافة الإفلاس وتنتظر بفارغ من الصبر اسبوعها في الحراسة الليلية كي تقتات كثيرا او قليلا وترفع ” الروسِيت ْ ” كما يسمون ذلك ولو على حسب معاناة المريض ، لأن مدخولها اليومي قليل ومتبوعة بمصاريف وذاك مشكل الذين اختاروا الاستثمار بالرشيدية ،فالأولى البحث عن مناطق نائية مساهمة من الصيادلة أعزهم الله في التنمية وتخفيف تعب التنقل بحثا عن الدواء.
المرضى او ذويهم الذين ينتظرون دورهم بباب صيدلية الحراسة ليلا على طول السنة مستاؤون ويتأففون من الانتظار بالرشيدية والكل يردد ” هادشي ماشي معقول ” وعلى نقابة الصيادلة والصيادلة انفسهم والأطباء ومندوبية الصحة ووزارتها ان تراعي مصالح المرضى ، والاغرب في كثير من الاحيان انك لا تجد الدواء كله ،او لا تجد ” الصرف ” وعليك ان تتنقل للبحث عنه بسيارة الاجرة الكبير او الصغيرة ،وبائع البضاعة يطل عليك من كُوة حديدية صغيرة ليقول لك ” جيب الصرف معاك” وكأنك تعرف مسبقا ثمن الدواء او انك تشتغل في بيع الدواء وشرائه ،والاخر من ورائك يلكزك وكانه يقول لك ” حيد من قدامي ” لأشتري بضاعتي فقد طال الانتظار.
الرشيدية بعين الحق والصواب يجب ان تكون صيدلية للحراسة بالليل او بالنهار في كل مقاطعة ، أما النظرة الضيقة لهامش الربح دون مراعاة المريض وتنقله ومعاناته فذاك غير معقول فليس جديا في شيء ان يتنقل واحد من “امجوج ” للبحث عن الدواء في ” اولاد الحاج” ويجب البحث عن حل وسط انصافا للصيدليات التي تعيش الكساد على مر الاسبوع والتي تغتني لأنها وسط المدينة وإنصافا أيضا للمريض الذي يتخبط ليلا بحثا عن الدواء ، وهناك امور أخرى اكثر تعقيدا من ذلك سنعود لها لاحقا.
المصدر : https://tinghir.info/?p=32062