مدينة الرشيدية من المدن التقليدية والعتيقة بالجنوب الشرقي والتي اشتهرت بالهدوء وبأخلاق ساكنتها العالية وبصبرها وقناعتها وجدها وجديتها وسعيها للتفوق على مستوى الدراسة والعمل ، واحات الاقليم شاسعة تنتج فلاحة تقليدية بمشغولات يدوية من صنع محلي ، وقد قطعت المدينة اشواطا في التحول والتغير والتحسن عبر التاريخ ،لكن هذه التحولات بقيت محتشمة لبعد المكان عن المراكز ،وضعف الاستثمارات بها ، وقلة التساقطات وضعف البنيات التحية … بالمدينة بعض الموظفين والموظفات في قطاعات مختلفة شاخت رؤاهم تبعا لسنهم، وانتقل عدوى مرضهم في الشيخوخة والعجز والتقدم في الكبر، للكثير من الشباب الذي يعول عليه في أخذ المشعل الحركي ، فأصاب العُطب الكثير من قطاعات غيارها ، ترى هؤلاء الشباب فتعجبك لغتهم وهندامهم لكن عطاءهم قليل ،فربما ذاك من مرض العصر الذي استشرى في الادارة المغربية ،الأمر الذي دفع عاهل البلاد إلى دق الناقوس لتجديد وتشبيب الرؤى.
الساكنة تحلم بتغير المدينة وتمني نفسها ذات يوم أن تراها في مستوى التطلع، ومن خلال الصورة التي برع فيها أحد الفنانين من اقليم الرشيدية يظهر جليا انه يحلم بأن تستيقظ الساكنة ذات صباح على ” لوك ” جديد للمدينة بشوارع نقية عريضة وببنايات ادارية عالية كأنك في الامارات…. هي تحولات من وحي رؤيا استراتيجية نتوقع حدوثها بين السنة الحالية 2017 وسنة 2170 وهي السنة التي سيكون اللحد قد طوى الجيل الحالي .
التحولات التحتية لمدينة الرشيدية المظهرية من المفروض أن تصاحبها تغيرات على المستوى الافقي من صحة وتعليم وتشغيل ونقل ،وهذه الرؤية للمدينة تتطلب جهدا من الجميع بتفكير استباقي ،وباختيار مهندسين جهويين في المستوى اللائق حتى ينخرط االمستثمرون الكبار في مشاريع موطّنة تتجند لها كل اقاليم الجهة من اجل انجاحها، لتكون المدينة في مستوى ولاية جهة درعة تافيلالت ، فشكرا للفنان “خالد بووركا ” صاحب الصورة والذي احتفظ بلون سيارات المدينة، وغيّر معالم الوسط والحواف وشكرا له مرة ثانية لأنه جعلنا نرى ما يمكن ان يقع من تحولات في الزمن المستقبلي، بل شكرا له على تذكرة السفر المجانية التي منحها لساكنة الجهة من اجل أن تحلم كثيرا ،فلا ضير اذا كنت نائما، وحلمت في حلمك بانك تحلم، واستيقظت ووجدت نفسك مازلت تحلم ، فماذا أضعت مادامت الشمس تجري يوميا من المشرق نحو المغرب.
المصدر : https://tinghir.info/?p=31944