في تيمة ” الماء من أجل عالم مستدام ” كتبت إحدى المتعلمات من مدينة الرشيدية إحساسا منها بقيمة الماء أس الحياة وأساس التنمية المستدامة تعليقا على صورة امرأة من المغرب العميق أضناها تعب الترحال بين الحجر ، بحثا عن جرعة ماء تطفئ بها لهب صغار وكبار جفت حناجرهم في عز صيف محرق بوسائل نقل تقليدية ، كتبت عن مشهد حي لن تجد له نظيرا ولا مثيلا الا في مغرب مهمش قهرته الطبيعة القاسية، وتكالبت على واحاته سنوات عجاف ،هاجر فيها الطير وشح فيه عطاء النخيل وسخاء الزيتون، دونت المتعلمة تعليقا على مشهد الصورة بالقول ” الصورة ترسم نفسها في مخيلاتنا، تميز لنا واقعنا، تبني لنا فكرنا، لُبها مشتق من الذهب الازرق ،وصعوبة وجوده في مناطق من عمق بلادنا ،نعم هي صعوبة، معاناة، جهاد، في سبيل هذه الثروة الثمينة ، تعابير وتقاسيم هذه المرأة تؤكد مدى تجلياتنا، بحيث مازال الناس يستعينون بالبئر لتلبية حاجاتهم . ولماذا كل هذا،؟ نعم هو السؤال الذي يفرض نفسه بل أين نحن من هذ؟
هي حسرة وزفرة من جيل حديث النشأة بالوجود ،أحس بثقل المسؤولية ،وبتعب الحياة من اجل التشبث بأمل الاستمرار فيها بالماء في إطار استعداد مؤسسة مولاي رشيد الإعدادية بالرشيدية للمشاركة في مسابقة الصحفيين الشباب من أجل البيئة ومباراة الصور الفوتوغرافية دورة 2018 التي تشرف على تنظيمها كل سنة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والتي اختير لها هذه السنة موضوع ” الماء من أجل عالم مستدام “
من أجل الماء ، نظم نادي الفن ونادي البيئة ونادي الصورة بالمؤسسة يوم الثلاثاء 28 نونبر 2017 من الساعة الرابعة الى السادسة مساء بفضاء الاندية مسابقة محلية لاختيار الصحفيين الشباب من اجل البيئة الذين سيعملون خلال شهري دجنبر 2017 ويناير 2018 على إعداد وإنجاز ربورتاجات صحفية وصور فوتوغرافية للمشاركة بها في مسابقة الصحفيين الشباب من أجل البيئة ومباراة الصور الفوتوغرافية .
العدد الذي شارك في المسابقة ناهز 40 تلميذا وتلميذة من المستوى الثاني والثالث ثانوي إعدادي، في موضوع الصورة باحترام معايير معينة منها : احترام التيمة ، محتوى التعليق ، اللغة ،طريقة التقديم… وقد تكونت لجنة التحكيم من مدير المؤسسة الأستاذ محمد حميدي، و منسقة الاندية التربوية الاستاذة : فاطمة باها ومؤطر نادي الفن والمهن الاستاذ سعيد وعشى ، ومؤطر نادي الصورة الأستاذ مولود باسالم ،ومؤطر نادي التراث الاستاذ احمد الشامخ … وأسفرت نتائج هذه المسابقة على اختيار 12 تلميذة وتلميذا.
ومن خلال المعاينة والاستماع والاستمتاع أيضا بما خطته الأنامل الطرية ، وما تصورته أخيلة الأطفال الواسعة، وما أوحت به لغتهم الإيحائية حول الماء، وحول معاناة البحث عنه ، تبين بالواضح وبالملموس ، أن من خلف صنع الحدث جهدا كبيرا للمؤطرين، ولم تكن الإقصائيات شكلية بالقطع ، بل بُنيت على استحقاق ،وكم هو جميل حين تحس بانشغال المتعلمين الصغار بأس الحياة الذي هو الماء ، وكم هو جميل جدا حين تحس بأن البذرة بدأت تشق طريقها من عمق الأرض المظلم نحو فضاء السماء المشع ،وهي بالكاد تتنفس صعوبة في اختراق التربة الجافة بقضيبها الطري، تدرك حقا بأن الفعل لن يتأتى إلا من رجال أشاوس شربوا من التعب كؤوسا دهاقا من أجل سمو رسالتهم التربوية.
المصدر : https://tinghir.info/?p=31850