سنتان تقريبا مرت على مغادرتي مدينة تنغير، بعد أن قضيت بها عمرا طويلا يزيد على 21 سنة، وهو العمر الذي لم أقضه بمنشئي ، تشبعت طيلة هذه المدة بثقافة أهل تدغى وتطيبت بهوائها واندمجت مع شبابها وشيوخها ومثقفيها ومسؤوليها ،فترك في ذاك الأثر الكبير… تركت المكان، وبه أهل وأحبة لي…ولما سمعت اغنية الشاب مجيد ” تنغير أيَا “هز مشاعري الهوى، وما عيني للناس وهي تنظر ، وكم استمتعت بمقاطعها المتتالية وبإيقاعاتها الخفيفة وبحركاتها الشبابية والأماكن التي تم التصوير بها، وساءلت نفسي لِما الأثر؟ ولم أعثر إلا على جواب وحيد وغريب هو أن كل شيء في” تنغير أيا ” يذكرني بشيء.
الشاب الفنان “مجيد” أبدع حقا في الأغنية بحركاته التي تبعث على الامل وحب الحياة، ولا أروع حين اندمج وتاه بين سياح من جنسيات مختلفة برسالة فيها فن وعذوبة وأمل وسلم وسلام وجناح حمام ….تغني بدفء الحياة بتدغى ولا يرى في غيرها موطنا له ،مجدها المجيد مجيد ، فقوى اواصر البعاد بها ،وذكّر المغتربين بعهود الصبا ،بنظم الحكماء في جواهر الكلام : من لم تكن أوطانه فخرا له فليس له في الأوطان مفخر .
تدغى بارة بجميع ابنائها يا مجيد ، و قد قدمت لمنشئك ما تقدمه الشمس للكون، ولم تبخل بفنك على بلدتك ، وحقول ومياه ” تنغير أيا ” لن تنسى عطاءك لها ،لأنك مجدتها وروجت لها وانزلتها المنزلة العالية ،وكم شخصا وأنت جاهله لقي وطنه بك من جديد كأنه لقي به الشباب .
” تنغير أيا “مزجت فيها بين الغناء وبين الكلام والموسيقى والطبيعة ، وحقا قد نجحت من منظوري الخاص في الأداء وشكرا لك يا مجيد ،ويا مروان الجامي ويونس الجامي، ولدي بعض الاقتراحات لتطوير الأداء في إبداع آخر وأتركها حتى نلتقي بحول الله.
لنستمع جميعا للأغنية :
المصدر : https://tinghir.info/?p=31726