في إطار اللقاءات التواصلية و الورشات التكوينية التي تقوم بها جمعية صوت المرأة الأمازيغية منذ تأسيسها بتاريخ 12 دجنبر 2009 إلى يومنا هذا وفي جميع ربوع المملكة دون استثناء إيمانا منها بضرورة النهوض بأوضاع المرأة الأمازيغية و تحسين ظروف عيشها عبر تحسيسها بأهمية المشاركة في المشاريع التنموية وخوض غمار بناء الذات وتخطي قوقعة الصمت، نظمت الجمعية في هذا السياق دورة تكوينية افتتحت صباح يوم السبت 14 أكتوبر على الساعة التاسعة صباحا بفندق ” براوي” بتنغير و التي امتدت إلى غاية اليوم الموالي حول موضوع مرافقة القيادات النسائية الأمازيغية لاكتساب مهارات في مجال مكافحة أشكال التمييز العنصري.
استهلت الدورة التكوينية التي عرفت إقبالا ملحوظا و مشاركة هامة لنساء ساكنة مدينة تنغير و نواحيها بكلمة شكر و ترحيب من السيد ” أحمد ارحموش” لكل الحاضرات على مجهوداتهن الجبارة في التوعية و التحسيس في مجالات اشتغالهن و نضالهن رغم كل الاكراهات التي تعيق مشوارهن. دعا كذالك إلى ضرورة التغيير و العمل الفعال الذي سيعطي أكله مستقبلا كما اعتبر الأستاذ الدورة التكوينية و سابقاتها أرضية للاشتغال و فرض الانتماء و الوجود نظرا للمكتسبات القانونية و الحقوقية و الاقتصادية… التي تم تداولها و تشخيصها استنادا على المرجعية الوطنية ( الدستور المغربي – القانون الجنائي …) ثم الدولية أي الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري التي قامت الدولة المغربية بالتصديق عليها ونشرها في جريدتها الرسمية.
في خطوة أولية أساسية و متبعة في أي دورة تكوينية تم فتح قوس ركن التعارف بين الفاعلات الجمعويات و القيادات السياسية عبر التعريف بمجالات نشاطهن كما تم تسطير انتظارا تهن من هاته الدورة التكوينية ومناقشة كيفية وسبل إنجاح و استمرار هاته الأرضية مستقبلا عبر خلق جسر تواصلي بفضل توظيف كل وسائل الاتصال .
كان المحور الأول الذي تم تناوله هو مكافحة التمييز / تدقيق المفاهيم على ضوء رؤى خبراء حقوق الإنسان، محور شاسع تم تقسيمه إلى عدة نوافذ أهمها إحاطة مفهومي التمييز و الميز بكثير من الاهتمام عبر تقريب تعاريف حقوقية و قانونية و أمثلة حية من الوسط المعاش لتقريب الصورة من المشاركات . كما تم الاهتمام كذلك بشق التمييز العنصري من حيث الدلالات و الأسباب و المخلفات عبر ذكر نبذة تاريخية لمجموعة من الأحداث و الأشخاص حاملي مشعل التغيير و نبذ كل أشكال التمييز العنصري مثال لا الحصر (مانديلا, لوثر, روزا لويس باركس…) كان لهم الفضل الكبير في قطع أشواط كبيرة بنضالاتهم السلمية.
من بين النوافذ الأساسية التي تمت مناقشتها كذلك في هذا المحور تشخيص أوضاع الحقوق اللغوية و الثقافية الأمازيغية بالمنطقة و التي تتخذ الإقصاء و التهميش عنوانا احمر لها وبخط عريض، عنوان لم يأت من فراغ بل من أمثلة حية معاشة لإقصاء اللغة الأمازيغية في الإدارات العمومية، القضاء،المنظومة التعليمية، و كذا التعنت في تسهيل عملية تسجيل الأسماء الأمازيغية رغم مرور قرابة سبع سنوات علة الدستور المغربي الذي ينص علة ترسيم اللغة الأمازيغية…حالات تم تعميق تحليلها و تشخيصها و استخلاص مخلفاتها علة الفرد و المجتمع التي تلخص في إعاقة تنمية المنطقة في جميع مجالات الحيات وترسيخ لصراعات داخلية.
أما في المحور الثاني فقد تحدث الأستاذ “احمد ارحموش” عن المرجعيات بشقيها الوطني و الدولي عبر تسطير خط زمني ناقش فيه مسار الانضمام وتوقيع الدولة المغربية على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ونشرها في الجريدة الرسمية، اتفاقية تم دراسة بعض من زواياها و مقارنتها بما وجد في المرجعية الوطنية أي رؤية التشريع الوطني المغربي وما تحقق وما لم يتحقق منه، دراسة و مقارنة بسيطة انطلاقا من المعاش المغربي ابان عن هفوة أو بالأصح شرخ كبير بين كلتا المرجعيتين. لخص المحور الثاني بتمرين بسيط تفاعل معه الفاعلات الجمعويات وتبين معه رغبتهن وتعطشهن إلى معرفة المزيد عن المرجعية الدولية باعتبارها من آليات الحماية و النهوض بالوضعية المزرية التي يعيشها المواطن أو المواطنة “التنغيرية” خاصة و المغربية عامة.
يمكن اعتبار المحور الثالث خلاصة ولب الدورة التكوينية حيث تم فيه التركيز على مبادئ و أسس كتابة تقرير و شكاية باعتبارهما من المساطر المهمة و المتبعة في التواصل وإعلام الجهة المسؤولة عن أي شكل من أشكال التمييز العنصري الذي يعاني منه المرسل. اختتم المحور و الدورة التكوينية ككل بتقييم لها من طرف المشاركات التي كانت ارتساماتهن كلها ايجابية تأكد علة مدى استفادتهن من الدورة التكوينية و اعتبارهن لها سلاحا ومادة خام بجعبتهن لمواجهة أي ضغط من الخارج لإفشالهن كما تم إفراز كثير من التوصيات أهمها الاستمرارعلى منوال ما تم التطرق له و تطبيقه على ارض الواقع.
المصدر : https://tinghir.info/?p=31383