بعد مرور 5 أشهر على تعليمات الملك بضرورة إجراء افتحاص شامل لمختلف المشاريع الملكية المتعثرة في عدد من المناطق، ينتقل يوم غد الجمعة، سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، رفقة وفد وزاري، إلى جهة درعة –تافيلالت، للاطلاع على الإشكالات التنموية في الجهة، والتتبع المشاريع والأوراش التنموية.

ويرافق رئيس الحكومة في زيارته كل من عبد الواحد لفتيت، وزير الداخلية، ونبيل بن عبد الله، ووزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ومحمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وبعد القادر أعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، وعزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة.

وتأتي هده الزيارة للوقوف على المشاكل التي تعرفها الجهة والمشاريع المبرمجة للنهوض بها، ومن المنتظر أن يبدأ الوفد الحكومي زياته من مدينة الرشيدية مركز الجهة،  قبل أن ينتقل لباقي أقاليم الجهة. (ورزازات، زاكورة، تنغير، ميدلت).

كما تأتي هذه الزيارة في وقت يعرف فيه مجلس الجهة الذي يرأسه الحبيب الشوباني، القيادي في حزب العدالة والتنمية، احتقانا وصراعا سياسيا كبيرا أفضى إلى رفض أغلبية أعضاء المجلس المصادقة على مشروع ميزانية الجهة برسم سنة 2018، وذلك بسبب ما أعتبر استفرادا من قبل رئيس المجلس بمجمل القرارات الصادرة عن الجهة وتوجيه هذه القرارات لخدمة أجندة انتخابية لحزب العدالة والتنمية بها.

وتعاني الجهة التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون و634.212 نسمة موزعين على خمسة أقاليم هي: ورزازات، تنغير، ميدلت، الراشيدية وزاكورة، من استفحال الفقر والهشاشة، ورغم المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها، والاستثمارات المهمة والضخمة التي تتوفر عليها أقاليمها الخمسة، فإنها تحتل الصدارة وطنيا، من حيث نسب الفقر، إذ سجلت المندوبية السامية للتخطيط أعلى نسب الفقر بها، بأزيد من 15 في المائة، مقارنة بالجهات الأخرى، وذلك حسب إحصاء حديث لمعدل الفقر بين الجماعات الحضرية والقروية بالمغرب، ناهيك عن ذلك، فهي تتذيل الترتيب وطنيا من حيث معدلات التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، ويتمثل ذلك في احتلالها المرتبة الأخيرة في نسبة استفادة سكانها من الولوج إلى الحقوق الأساسية، حسب عدد من التقارير الوطنية والدولية، كما يوصف تدفق الاستثمار العمومي بها، بـ”الضعيف”، مقارنة بالجهات الإحدى عشرة الأخرى للمملكة.

ساكنة جهة درعة – تافيلالت تنتظر إذن ما سيتمخض عن زيارة رئيس الحكومة وكلهم أمل في أن يتم رفع مظاهر التهميش والإقصاء عن أفقر جهة بالمغرب.