تتجلى أهمية المشاريع التي تشرف عليها منظمة غرينبيس العاملة بشمال افريقيا بتقنية الطاقة الشمسية اللامركزية DIY ، بالعالم القروي المغربي في إمكانية المساهمة في التنمية الاجتماعية والبشرية والاقتصادية ورفع التهميش والاقصاء والحرمان عن المناطق القروية والمهمشة والهشة بالمغرب، خاصة بالجنوب المغربي من خلال إحداث مناصب الشغل، وبتكوين وتأهيل وتدريب شباب هذه المناطق على استعمال هذه الطاقة وتطويرها، والمساهمة في محاربة العطالة، ومحاولة الحد من الاستهلاك المفرط و المكلف للغاز والكهرباء. وكذا في اعطاء الاستقلالية المادية والاقتصادية للأفراد والجماعات معا عن الحكومة والدولة أو القطاع العام.
وتظهر أهميتها كذلك في التقليل أو انتفاء المخاطر التي يمكن أن تنتج عن استعمال الكهرباء او غاز البوتان .
فالكثير من النساء القرويات أو الشبه القرويات ومنهن نساء أرامل ومطلقات وباقي النساء المتزوجات والعازبات غالبهن أميات يشتغلن في طهي الخبر التقليدي أو اللواتي يطبخن خبزهن اليومي أو يعملن في مشاريع إعداد الحلويات فرادى وجماعات، جمعيات وتعاونيات أو بشكل حر مستقل؛ فعوض استعمال غاز البوتان والخشب والحطب في هذه العملية، فسوف تساعدهن مثل هذه المشاريع في توفير الجهد والوقت والمال وتخفيف الاحمال والمعاناة عنهن، والحد من التلوث البيئي الناتج عن استعمال البوتان والخشب.
ويمكن من خلالها أيضا تطوير وتنمية القطاع الفلاحي والزراعي باعادة ضخ المياه الجوفية وتوظيفها في سقي الحقول والبساتين والمزارع والضيعات الفلاحية خاصة في الحقول الواحية، وفي نقط متفرقة ومنتشرة في المناطق الجبلية والصحراوية والشبه الصحراوية واستعمالها في مناطق الرعي بملأ الخزانات والصهاريج لري الماشية بها.
وتعتبر تجربة جمعية أفانور للتنمية وجمعية تجماصت للمياه المخصصة لأغراض زراعية وجمعيات أخرى بمنطقة تنغير وتجارب أخرى بالجنوب الشرقي للمغرب – مثلا- نماذج حية في الاستفادة من الطاقة الشمسية باستعمال محركات لضخ المياه الجوفية وتوظيفها في سقي مشروع التمر من نوع المجهول، وبسقي فدادينها ومناطقها الحقلية بثمن رمزي عن كل عملية سقي لفدان واحد، رغم أن هذه المشاريع تحتاج لمزيد من الدعم والاستشارة والمساعدة التقنية والمادية لأداء ناجع وفعالية أفضل.
ومن شأنها أن توفر أيضا نوعا من الاكتفاء الذاتي من الخضروات وبعض الفواكه والمزروعات الأخرى مثل: التين، العنب، الذرة والقمح.إضافة للبرسيم ”الفصا”…الخ. وهذا سيجعل الفلاح الصغير مرتبطا وثيقا بأرضه لكونها منتجة بشكل فعال ومربح ومستمر، كما ستوفر له مداخيلا للعيش وعلفا للمواشي بالنسبة للعوائل والأسر التي تعيش بتربية الأبقار والأغنام، مما سينعكس ايجابا على الانتاج المحلي للحليب ومشتاقه واللحوم وبالتالي تنمية الاقتصاد المحلي والوطني.
دون آغفال امكانية توفير مداخيل اضافية للترميم والاصلاح أو شراء أجهزة اضافية، أو بآنجاز مشاريع أخرى من خلال المساهمات الرمزية للساكنة أو الراغبين في السقي لتشجيعهم على الاستهلاك والعمل بهذه الطاقة.
ويمكن الاستفادة من هذا المشروع في أغراض واستعمالات متعددة –على سبيل المثال لا الحصر – من خلال امكانية امداد المؤسسات الاجتماعية والجمعوية والمساجد والمدارس، وفي استعمالها في تسخين مياه المنازل وباقي المرافق خاصة في فصل الشتاء وفي المناطق التي ترتفع فيها درجة الحرارة في الأوقات من 10 صباحا الى 4 زوالا.
وقد توظف في المناسبات الاجتماعية والثقافية الخاصة والاستثنائية كالأعراس ووظائم العزاء وغيرها التي تتطلب طاقة كهربائية استهلاكية كبيرة.
وفي المجال السياحي يمكن أن تستفيد الملاجىء والمأوي السياحية التقليدية الصغيرة غير المصنفة في المناطق الصحراوية والشبه الصحراوية والقروية عموما.
ولعل ما يرشح هذه المناطق خاصة بمناطق جهة درعة تافيلالت للاستفادة القصوى والكبرى من هذا المشروع، انطلاق مشروع نور للطاقة الشمسية بورزازت، بحكم عامل القرب من مكان المشروع والمجاورة والتقارب والتشابه في نفس الخصائص والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية والايكولوجية والطبيعة والمناخية، ما يساعد على انتاج الطاقة الشمسية طيلة السنة.
ولضمان نجاح مضمون لهذا المشروع واستفادة فئات واسعة خاصة في صفوف النساء، زيادة على ما تقوم به منظمة غرنبيس في تبني سياسة التواصل والتفاعل عن قرب بالقيام بحملة تحسيسية ودعائية تعرف بأهميته وقيمته ودوره بالاعتماد على كل الوسائل والاليات المتاحة والمتوفرة لديها؛ فلابد على السلطات المغربية المكلفة والمختصة تسهيل المساطر القانونية والاجرائية العملية لتحقيق ذلك.
فأن تخلي الطريق أمام التنمية خير من أن تقف عقبة ضدها.
المصدر : https://tinghir.info/?p=31175