من: سعيد امحمدي مواطن مغربي بجهة درعة تافيلالت
إلى السيد: رئيس الحكومة المغربية
الموضوع: رسالة مفتوحة قُبيل زيارة رئيس الحكومة يوم 06 أكتوبر المقبل وسياق الحراك المجتمعي.
السلام عليكم ورحمة الله،
وبعد؛
يشرفني ويسعدني أن أهمس في أذنكم السيد رئيس الحكومة المغربية، وأنا على علم بأنكم الأذن الصاغية لهموم المواطن المغربي.
السيد رئيس الحكومة؛
تعرف كما يعرف كل المغاربة طيب وأخلاق سكان درعة تافيلالت وسمتهم الأخلاقي والتربوي، وعطفهم على ملكهم والتشبت بالنظام الملكي باعتباره حافظ الأمن واستقرار البلاد، والخيارِ الديمقراطي باعتباره ثابة من ثوابة الأمة.
وفي إطار تواصلكم مع هذه الجهة المكلومة المتواجدة ضمن تراب المملكة المغربية بحوالي 1.635.008 نسمة، هذه الجهة التي تزخر بالعديد من الثروات المادية والمعنوية (لن أذكرها لأنكم أعلم مني بها) محرومة من كل ثرواتها بدون استثناء..
السيد رئيس الحكومة؛
لن أشخص لكم وضع جهة درعة تافيلالت لأنها وباختصار شديد “تحتاج لكل شيء”، فأما عني فيمكن اجمالها في أولويات لن يختلف عنها اثنان ولن يتناطح عنها كبشان..
القطاعات الاجتماعية تتصدر أولويات الجهة:(كل ملف أو قطاع يحتاج كتيب للمتطلبات)
1-ملف الصحة؛
..
2-ملف التعليم؛
..
3-ملف التشغيل؛
..
4-ملف أراضي الجموع واستثمار ذوي الحقوق؛
..
5-فك العزلة عن الجهة.
لعل الكثير سيتساءل عن العديد من الجوانب الأخرى من مثل الشق الحقوقي الذي من خلاله يمكن القطع مع مجموعة من الممارسات الظلامية والرجعية، وملفات أخرى من مثل الرياضة والشباب، السياحة، والفلاحة والثقافة.. إلخ، أقول لكم بحكم العمل الجديد في إدارة مكتب التواصل البرلماني بالرشيدية، والمدة التي استقبلت فيها المواطنين وتواصلت معهم إما عبر قوافل أو مكالمات أو في المكتب ما يزيد عن 1000 مواطن من ربوع جهة درعة تافيلالت لمدة تزيد عن 100 يوم، أجزم لكم أننا لازلنا لن نطالب بـ”منارة المتوسط” مثل الحسيمة أو المشاريع الكبرى التي أنجزت بالأقاليم الصحراوية أو مشروع طنجة الكبرى أو الدار البيضاء أو أو …
الناس فقط يطالبون بحقوقهم الطبيعية (العيش الكريم، من حيث السكن والصحة وتعبيد الطرقات وتعليم أبنائه وحينما يتخرجون يعملون في جهتهم لا يرحلون ..)
هذا كل ما يريده مواطن درعة تافيلالت.. عدالة مجالية ليس إلا.
السيد رئيس الحكومة؛
إننا في زيارتنا هذه لا نريد كلاما في السياسة .. إننا نريد كلاما في التنمية، نريدك أن تبشرنا بـ:
1- مستشفى جامعي بالجهة يحتوي على جميع التخصصات، مرفق بمجموعة من الوحدات المتنقلة الطبية، وتبشرنا ب80طبيب إضافي و200 إطار شبه طبي وهكذا (في ملف الصحة)
2- في التعليم العالي والبحث العلمي تشرف على انطلاقة بناء جامعة نموذجية ورائدة تستوعب الطاقة الاستعابية للجهة ومتنوعة من حيث العرض البيداغوجي ومستوعبة لكل متطلبات سوق الشغل، إضافة إلى الشق الاجتماعي من حيث تعميم المنحة لطلبة درعة تافيلالت وتوفير السكن اللائق بالمستوى الحقيقي للطالب، فيما يتعلق بالتربية الوطنية والتكوين المهني فلا جدال عن ضعف العرض البيداغوجي في جميع المجالات، وتأهيل كل البنيات التحتية للمؤسسات لتصبح ذات نفع ومردودية..(ملف التعليم)
3-لا نريد منكم السيد رئيس الحكومة المحترم أن تخبرنا بانجازات مضت ولا عن توظيف بعقدة أو شيء من هذا .. نريد منكم أن تسهلي الطريق أمام الشباب وتشجعونهم على الاستثمار والاعتماد على الذات وتوفير الدعم اللازم لذلك .. وتسعو في تسهيل الطريق أمام المستثمر وإعفائه من الضرائب وإعطائه مجموعة من الامتيازات ليثق بالعمل في هذه المنطقة..(مجال التشغيل)
4-نريد منكم أن تبشرنا بأن ملف أراضي الجموع تم حله بهذه الطريقة أو بتلك وأن الريع في هذا الملف انتهى مع أصحابه، وأنه آن الأوان لاسترجاع ما سلب من الأراضي السلالية وأن يرجع كل تلك الأملاك للدولة وتوزها على الشباب المستثمر ذو الدخل المحدود أو بدون دخل، نريدك أن تبشر الجماعات الترابية أنها يمكنها الاستثمار وانجاز المشاريع كيفما شاءت في تلك الأراضي دون تعقيدات.. (في ملف أراضي الجموع)
5-نريدك أن تبشرنا بطرقي سيار الأولى ربط الرشيدية بمكناس والثانية ربط ورززات زاكورة بمراكش أكادير.. نريدك أن تبشرنا بنفق تيشكا .. تبشرنا ب10 مليار درهم لفك العزلة عن العالم القوي..
أما عن الملاعب المعشوشبة الكبيرة فلن نطلب ملعبا تنظم فيه مبارة الافتتاح أو الختام لكأس العالم 2026 الذي تسعون خلفه .. نريد فقط أن تبشرنا بملعب يليق بنا.. نريد أن تبشرنا بأن الفلاحين الصغار سيصلهم الدعم قريبا ..
كل هذا شيء قليل من كثير فلم نطالب بشيء.. فقط حقوق طبيعية.
السيد رئيس الحكومة المحترم؛
في الأخير عند زيارتك للرشيدية أنصحك بأمرين:
*- فأما الأول فاحرص بنفسك أو من تثق بهم (الداخلية لا) على استدعاء كل من المجتمع المدني والفاعل مدني والسياسي والنقابي..
*- أما النصيحة الثانية (وهي مهمة وبها سأختم): إذا اطلعت على هذه الرسالة -وأتمنى ذلك- ورأيت نفسك بأنك لن تبشرنا بهذا (أو بمعنى آخر ماعنك ماتبشر) فمن الأفضل أن تعتذر إلى حين العمل على هذه المشاريع مرحبا بك بين أهلك ذوو الجود والكرم.
بقلم: سعيد امحمدي
المصدر : https://tinghir.info/?p=30970