سحر مضايق تودغى .. حفاوة الاستقبال تغري عشاق تسلق الجبال

admin
2017-07-30T13:29:10+00:00
آخر الأخبارمحلية
admin29 يوليو 2017آخر تحديث : الأحد 30 يوليو 2017 - 1:29 مساءً
سحر مضايق تودغى .. حفاوة الاستقبال تغري عشاق تسلق الجبال

على بعد حوالي عشرين كيلومترا عن مركز مدينة تنغير، يسلك السياح وعشاق الطبيعة الطريق الرابطة بين تنغير وأيت هاني للوصول إلى مضايق تودغى العالمية، باعتبارها موقعا سياحيا فريدا من نوعه على خريطة المغرب.

تعتبر مضايق تودغى، المصنفة ضمن المضايق السياحية العالمية، من بين الأماكن التي يقبل على زيارتها السياح الأجانب والمغاربة، الذين يأتون من كل فج عميق لرؤية سحر الطبيعة، هروبا من ضجيج التمدن للفوز بساعات أو أيام من الراحة وسط طبيعة لا يمكن مساومتها بثمن، وفق ما صرح به أحد المرشدين السياحيين الذين استقت جريدة هسبريس الالكترونية آراءهم بعين المكان.

رغم السمعة أو الشهرة العالمية لهذه المضايق التي تستقبل سياح العالم، إلا أن إغلاق مؤسسات سياحية بعد سقوط صخرة من قمة أحد الجبال أضر بالقطاع السياحي خلال السنوات الفارطة، ما تسبب في ترويج إغلاق مضايق تودغى لدى عدد من الوكالات السياحية التي فضلت حذف المنطقة من محطات زبنائها السياحية.

أدى هذا الإغلاق المفاجئ إلى تراجع خطير في منسوب السياح على مستوى المنطقة، وتسبب في ركود اقتصادي بالمؤسسات السياحية بالمدينة، وهو مشكل يعمل المسؤولون المحليون على دراسة سبل تجاوزه، بإعداد دراسات مشاريع بهذا الصدد، تنضاف إلى برنامج عمل المجلس الجماعي لتودغى العليا، بحسب ما أكده مسؤول بالمجلس الإقليمي للسياحة.

حلول مبتكرة لسياحة ذكية

تلجأ العديد من الأسر القاطنة بتنغير ونواحيها، كل فصل صيف، إلى هذه المضايق من أجل الاستجمام رفقة أبنائها حيث تستمتع بمناظر الطبيعة الخلابة الممزوجة بخرير المياه الصافية التي تخرج من بطن تلك الجبال الشاهقة، وتقضي فيها أوقاتا جميلة على طول جنبات وادي مضايق تودغى المعروف عالميا. هذه المضايق لا تستقبل فقط أهل المنطقة، بل هناك العديد من الوافدين من مدن مختلفة الذين يأتونها للاستمتاع بالطبيعة التي تتوفر عليها المنطقة، واكتشاف بعض العادات والتقاليد.

السياح الأجانب، خصوصا أولئك الذين يمارسون رياضة تسلق الجبال، يزورون مضايق تودغى بانتظام حيث يجدون تلك الجبال الشاهقة المحيطة بالمضايق متنفسا لهم يمارسون بها هواياتهم المفضلة في أمن وأمان، ويتم استقبالهم من طرف العائلات والأسر المحلية بحفاوة وحسن الاستقبال.

تهيئة المضايق أمر ملح

رغم الإمكانيات المهمة التي كانت تزخر بها هذه المضايق في مختلف المجالات، إلا أنها لازالت تنتظر برنامجا خاصا لتأهيلها من قبل الجماعة الترابية تودغى العليا، خصوصا أنها لازالت تفتقر إلى أبسط المرافق الأساسية التي من شأنها المساهمة في تشجيع السياح والمواطنين على برمجتها كوجهة سياحية مفضلة.

إن تأهيل مضايق تودغى، وتمكين السائح من الاستفادة من جو الراحة والاطمئنان، وبناء المرافق الصحية المتنقلة، وإحداث مواقف للسيارات وأماكن خاصة للاستجمام والاستحمام بجانب الوادي، فضلا عن ضرورة إحداث مصلحة دائمة للأمن، وتوفير الإنارة العمومية وشلالات تزيد من روعة المضايق، أمور كفيلة بجعلها المضايق قبلة للسياحة الداخلية والخارجية.

منتوج سياحي فريد

لحسن فاتحي، مسؤول بالمجلس الإقليمي للسياحة بتنغير، قال إن مضايق تودغى “تعتبر أحد أهم المواقع السياحية بالإقليم إن لم تكن أولها؛ إذ يتوافد عليها الآلاف من السياح سنويا، سواء من الأجانب من مختلف الجنسيات أو من المغاربة الذين لا يفوتون فرصة الزيارة للاستمتاع بمناظر خلابة على طول وادي تودغى على امتداد ما يفوق 30 كلم وصولا إلى قرى منطقة تمتتوشت”.

واعتبر المتحدث، في حديث لجريدة هسبريس الالكترونية، أن مضايق تودغى هي منتوج سياحي فرض نفسه بقوة، خصوصا لدى السياح الأجانب الذين ينبهرون بروعة المكان الذي يجمع بين الطبيعة والثقافة، وهو ما مكنه من تصدر واجهات عدد من المجلات العالمية في أكثر من مرة، وبروزه كأهم المواقع السياحية التي ينصح بزيارتها بالمغرب.

وتعد مضايق تودغى، بحسب فاتحي، موقعا سياحيا متكاملا يفد إليه المئات سنويا من هواة رياضة تسلق الجبال بحكم التكوين المتين لتضاريس وجبال المنطقة، بالإضافة إلى هواة رياضة المشي داخل الواحة لاستكشاف القصور والمآثر التاريخية وجمال الطبيعة، فضلا عن كونها محطة رئيسية لعدد من المؤسسات والوكالات التي تسهر على تنظيم ملتقيات وسباقات عبر السيارات الرياضية أو الدراجات النارية والهوائية.

وأبرز المسؤول الإقليمي للسياحة أن منطقة تنغير بصفة عامة، ومضايق تودغى بصفة خاصة، تتوفر على بنية تحتية سياحية مهمة تمزج بين الفنادق المصنفة وغير مصنفة ودور ضيافة ومأوي وقصبات، وتسهر على استقبال الوافدين على تنغير عموما وتقديم خدمات متنوعة.

واسترسل المتحدث: “نراهن على تنزيل مشاريع الاتفاقية الجهوية لتنمية السياحة القروية التي تشتمل على مشاريع تهم مضايق تودغى عبر التأهيل، والإنارة، والمرافق، والتشوير وتعزيز جاذبية الموقع السياحي”.

جماعة تودغى العليا

تسهر جماعة تودغى العليا، من خلال برنامج عملها السنوي، على جعل مضايق تودغى أحد رافعاتها التنموية، وتراهن على هذا المنتوج السياحي للرفع من جاذبية الجماعة. وقال عبد النور المحجوب، رئيس الجماعة الترابية لتودغى، إن هذه الأخيرة “ستنظم هذه السنة المنتدى الدولي لمضايق العالم، في خطوة جريئة لخلق نسيج عالمي للمضايق تكون نقطة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في موضوع تدبير السياحة المرتبطة بهذا النوع من المنتوجات السياحية”.

وأضاف أن المنتدى يهدف بالأساس إلى “تصميم مشاريع تحترم الخصوصيات المجالية للمضايق وتدمج البعد البيئي والثقافي للمنطقة في إدارة برامج التأهيل المزمع مباشرتها، مع التفكير العميق في تنويع المشاريع وإشراك الفاعلين الاقتصاديين والمنعشين السياحيين والمهاجرين والساكنة المحلية في كل محاولة لتأهيل المنطقة”.

وشدد المتحدث، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس، على أن المكتب المسير للجماعة ينتظر الموافقة على برنامج تأهيل مضايق تودغى من طرف الوزارة المكلفة بالتأهيل والتعمير، بغية تجهيز المضايق بالكهرباء وبناء مراحيض متنقلة للحفاظ على البيئة وعلى محيط المضايق من الأوساخ والأزبال.

وأكد المحجوب عبد النور أن برنامج عمل الجماعة وضع ضمن أولوياته تأهيل هذه المضايق باعتبارها مرآة المنطقة، مضيفا أنه سيعمل، إلى جانب أعضاء المكتب المسير للجماعة ومتدخلين آخرين، على تأهيل مضايق تودغى من أجل استقطاب عدد أكبر من السياح الأجانب.

محمد أيت حساين

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.