مهرجان الثقافة الشعبية للواحات يطفئ شمعته الرابعة ببوذنيب

admin
2017-07-25T08:52:13+01:00
آخر الأخبارجهوية
admin25 يوليو 2017
مهرجان الثقافة الشعبية للواحات يطفئ شمعته الرابعة ببوذنيب

انطفأت شموع الدورة الرابعة من مهرجان الثقافة الشعبية للواحات، مساء اليوم الأحد، التي نُظمت بقصر أولاد علي ببوذنيب، من طرف جمعية إعادة بناء وتنمية قصر أولاد علي وبمساهمة من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال بدرعة تافيلالت، وذلك تحت شعار “الثقافة الشعبية مدخل أساس لحوار الثقافات” على طول أيام 21 و22 و23 يوليوز 2017.

عاش زوار المهرجان فترات متنوعة من المتعة التراثية والشعبية والغنائية بفضل الاستعراضات واللوحات الفلكلورية التي رسمتها الفرق الحاضرة، فيما ضربت إدارة المهرجان ووعدت زواره القاطنين والمهاجرين بدورة أكثر تنوعا خلال السنة المقبلة بفقرات وبرامج متنوعة، وندوات علمية أكثر ملامسة لتيمة المهرجان، وكذا معارض من مناطق مختلفة.

خلال هذه الدورة، ناقش الحاضرون موضوعي “الماء في الثقافة الشعبية” و “التصوف في الثقافة الشعبية” بتنسيق مع مركز تافيلالت للدراسات والأبحاث التراثية، وجمعية العقد العالمي للماء فرع الرشيدية، وأثثت مشاهدها تجميعة متنوعة من الرقصات الفلكلورية المحلية والجهوية طيلة سهرات المهرجان، كما طبعها سباق وصل المركز الحضري لبوذنيب بوسط قصر أولاد علي (10كلم)، الذي توجه بفوز العداء رشيد بومسعود بالمركز الأول محمد سنهو ثانيا، بينما ظفر عقا حسناوي بالمركز الثالث، إلى جانب فقرة لإحياء الألعاب الشعبية بالمنطقة التي اندثرت بفعل الزمن والهجرة.

أهازيج وفرق فلكلورية … جديد الدورة الرابعة

تفاعل الجمهور الحاضر بشكل غير مسبوق مع الرقصات الفلكورية التي نفذتها فرق قَدِمت من ثخوم جهة درعة تافيلالت لأجل إمتاع زوار المهرجان ولأجل التعريف بالتعدد الثقافي والتراثي الذي يجمع واحات الجنوب الشرقي والمملكة المغربية بشكل عام.

وشدت أنفاس الحاضرين الذين تابعوا مختلف فقرات المهرجان، التي وصل عددها (14) فرقة شعبية بدءا بفرقة باهبي من تنجداد والركبة وأقلال ودقة السيف من زاكورة مرورا بكناوة بكل من الخملية الرشيدية، وبويضار من أولاد علي و تالسينت، وكذا أحواش من ورزازات وأحيدوس وهوبي من بوذنيب، وعامات أولادعلي وبنوزيم.

وتوالت إعلانات الفرق المشاركة، عن استعدادها لأن تصبح شريكا دائما لمهرجان الثقافة الشعبية للواحات، وتبرمج مشاركاتها بشكل قبلي لأجل التعريف بتراثها وتاريخها، بعد أن حصل لها يقين أن المناسبة هي فرصة لتلاقي الثقافات وتلاقح مختلف تلاوين التعبير الجسدي والشفهي.

معرض المنتوجات المحلية .. الثابت الذي يتطور

وانتشرت على شساعة ساحة المهرجان حوالي (13) من الأروقة العارضة للمنتوجات والصناعات التقليدية التي انفتحت في هذه الدورة على مناطق جديدة ككلميمة وتنجداد وتالسينت بوعنان وبني تدجيت والرشيدية.

وتتنوع المنتوجات المعروضة بين الألبسة التقليدية والمأكولات المعروفة في المنطقة والأعمال اليدوية التي تعتمد مواد طبيعية خالصة، إلى جانب الزرابي المُشَكلة من عملية تدوير الملابس والأثوبة غير المستعملة.

وعرف اليوم الثاني من المهرجان، ارتفعا من حيث الإقبال على اقتناء المنتجات المجالية والصناعية المعروضة على طاولات ورفوف الأروقة، حيث لوحظ تزايد ملحوظا للزوار مقارنة مع الدورة الماضية.

خطاب الجهة المنظمة .. تأكيد على تميز المهرجان باهتمامه بالهامش

وألقى مدير مهرجان الثقافة الشعبية للواحات، كلمة افتتاحية بمناسبة إعطاء انطلاقة الدورة الرابعة منه، بقصر أولا دعلي جماعة وادي النعام مساء يوم الجمعة الماضي، حيث رحب بالحضور وتمنى لهم فرج ممتعة وإقامة طيبة طيلة أيام المهرجان، مضيفا “لقد انطلق مهرجان الثقافة الشعبية للواحات بقصر أولاد علي بإمكانات ذاتية ذات يوم، وإننا لا زلنا سائرين على الدرب ذاته، وإننا من خلال هذا المهرجان نريد أن نقول أشياء أولها أن الإرادة تصنع المستحيل، وأن لا شيء يستحيل عل سكان قصر أولاد علي خاصة وعلى سكان الجنوب الشرقي”.

وأضاف دحاوي “إنه ليس كثيرا على القصور التي وقفت شامخة لقرون وقاومت المستعمر وحافظت على تعدديتها وعلى ثقافتها ليس كثيرا عليها أن تبق اليوم شامخة وأن تنظم مهرجانا تقول من خلاله للناس قاطبة أن الواحات هي تعدد وتسامح وأنه لا مدخل للتنمية إلا بالحوار”.

دحاوي، الذي غالبته الدموع خلال إلقاءه لكلمة الافتتاح، استرسل قائلا ” واصلنا رغم كل الصعاب، ونحن الآن في الدورة الرابعة وكنت ذات يوم في هذا المكان، كنت أقول إننا يوما سنصل الرحم وسنجمع ثقافات حوض كير وثقافة الواحات بصفة عامة، وما زلنا سائرين على الدرب في هذه الدورة، نشكر المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال التي وعدتنا بطبع كتاب للثقافة الشعبية لبوذنيب وسنعلن على تكوين لجنة علمية لتتكلف بهذا الأمر” يقول مدير المهرجان.

وحول تمويل المهرجان والجديد في دورته قال “في هذه الدورة حاولنا أن نستضيف فرق مختلفة من مناطق المغرب، حسب امكانياتنا المتوفرة بلغات مختلفة وألبسة مختلفة حتى نقول للعالم ل أننا نحن متعددون ومؤمنون بالتعدد وقادرون على أن نصنع تاريخا مختلفا لهؤلاء الشباب والشابات اللائي يقفن أمامي بكل شموخ واعتزاز اسمحوا لي أن أقول لكم أن ترفعوا رؤوسكم ورؤوسكن عاليا وسنواصل الدرب وسنواصل التنمية من أجل أولاد مزدهرة ومن أجل بوذنيب فيها تنمية حقيقية ومن أجل جنوب شرقي ومن أجل مغرب متطور” يقول المتحدث.

واختتم رئيس جمعية إعادة بناء وتنمية قصر أولاد علي كلمته بالقول “في ختامي كلمتي، أكرر الشكر لكل السلطة المحلية والدرك الملكي والوقاية المدنية وأنا عاجز حقيقة عن إيجاد الكلمات التي تستطيع إيفاء شيوخ ونساء وشباب وشابات أولاد علي حقوقهم وحقوقهن، أرفع لكم القبعة عاليا، أنتم وأنتن الذين واللائي تعملون وتعملن في الخفاء، أشكر الجميع وأرحب بالجميع وأتمنى لكم مقاما طيبا”.

الماء في الثقافة الشعبية … عنوان ندوة تلامس وضعية الفلاح ومستقبل اقتصاد القصر

وأٌقيمت خلال اليوم الثاني من عمر الدورة الرابعة لمهرجان الثقافة الشعبية، ندوة علمية أطرها السيد لحسن آيت لفقيه، باحث في تراث المنطقة، حول “الماء بين التقدير والتدبير”، وهي الندوة التي أوضح من خلالها المتحدث عمليات تدبير المياه عند مختلف القبائل بجهة “درا تافيلالت”.

وميز الباحث بين عمليات تدبير مياه الري بين الفلاحين، المنتمين إلى كل من مداشر وادي زيز ووادي درعة ووادي كير، مبرزا أن منطقة بوذنيب والتي تحاذي وادي كير، تعرف اختلافا جوهريا فيما تعتمده باقي القبائل في هذا الصدد، حيث قال أن فلاحي بوذنيب يعتمدون على نظام عرفي تم توثيقه من قبل المستعمر فيما بعد.

وأكدت مداخلات الحاضرين أن مجال وادي كير هو مجال خصب من حيث المخزون المائي، على عكس وادي غريس ووادي زيز، مشيرة إلى أن السلطات على علم باستنزاف الفرشة المائية لكن لايزال التمادي في استنزافها.

التصوف في الثقافة الشعبية .. ندوة علمية تستنطق الزوايا والتقاطعات الصوفية بالمنطقة

نُظمت خلال اليوم الثالث من الدورة الرابعة لمهرجان الثقافة الشعبية، بتنسيق مع مركز تافيلالت للدراسات والأبحاث التراثية، ندوة علمية أطرها أساتذة باحثون ومتخصصون في تاريخ المنطقة، قاربوا من خلالها العلاقات التي تشكلت تاريخيا بين قصور المنطقة، وربطوها بنمط الصوفية مبرزين مختلف تجلياتها في الحياة اليومية للإنسان الفيلالي.

وقال عبد المجيد الأحمدي أن الصوفية عبر التاريخ قد حظوا بعطف الدولة، وأن شخصية المتصوفة ارتبطت وجوبا بالفقيه، فكثيرا ما نجد تداخلا ظاهرا بين شخصية الفقيه والصوفي”

وحول مؤلفات المتصوفة بالمنطقة، قال الباحث الأحمدي أن” منطقة تافيلالت و-سجلماسة قديما -لم تنل حظها من الاهتمام من حيث الإنتاجات التاريخية والفكرية التي من شأنها أن تنفض الغبار عن هذه الشخصيات والأعلام، ملفتا في الآن نفسه، أنه يسجل حضور باهت -قريبا من الغياب-للعنصر النسوي في مختلف محطات التصوف.

امبارك اشبرو الذي تحدث عن التصوف من خلال الزوايا والأضرحة وعلاقتهما بمنطقة بوذنيب، قال إنق أبناء سجلماسة كانوا لا يستطيعون الوصول إلى مدينة بوذنيب قديما، بحكم تواجد الكثير من قطاع الطرق بهذه الأخيرة، مؤكدا أن الزوايا كانت لها اليد الطولى في المساهمة في استتباب الأمن بالمنطقة، وفي دعوة الناس إلى الجهاد.

وعرج المتحدث على طبيعة العلاقات الاجتماعية التي طبعت المنطقة بين مختلف ربوعها، والذي قال إنها تتميز بالتكافل والتضامن وتغليب مبدأ التطوع، مشيرا إلى أنها حاولت تثبيت ما يسمى بالتصوف السني، تعويضا للشطحات الصوفية أو ما يسمى بالحلول، واعتبرها صماما للأمان وسببا فيما يعيشه المغرب الآن من استقرار، حسب المتحدث.

واعتبر الأستاذ الباحث عبد الرزاق سعيدي، أن الزوايا عبر تاريخ المغرب، كان لها دورين أساسيين، الأول سياسي ويتمثل، حسب المتحدث في الحلول محل السلطة السياسية أو محل الدولة إذا تراجع دور هذه الأخيرة، ودورا دينيا يتمثل في الحفاظ على عقيدة المسلمين بما يتوافق ويتناسب مع الواقع المحلي.

واختتمت فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الثقافة الشعبية للواحات بقصر أولاد علي، بكلمة عن الجهة المنظمة، التي قدمت الشكر لكل الفعاليات التي ساهمت في إنجاح أشغال المهرجان، موجهة نداء التسامح والتعاون مع الجميع، “لا خصم لنا، ولا عدو لنا، عدونا الجهل والإقصاء والتهميش”.

وقال مدير المهرجان، أن يقين الوصول أصبح مؤكدا، وأن “التكتل والتعاون مع الجميع هو المدخل نحو التنمية المنشودة، وأن القصر لا يبحث عن اعترافات ولا عن شواهد حسن السلوك، ساكنة القصر تبحث عن أماكن في قلوبكم بالعمل، نحن مع الذين همشوا ولم ينالوا حظهم من التنمية”.

المصدرتنغير انفو - متابعة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.