حل وزير الصحة بتنغير يوم الجمعة 7 يوليوز 2017 كما حل ورحل سابقا ،وبين الزيارة الأولى والثانية فترة زمنية حدثت فيها المآسي الصحية موتا وإهمالا ومرضا مستداما استخفافا بحق المواطن في الصحة ،ولم يثر ذلك أحد من الحاضرين مع معالي الوزير، يحتجون حين يغيب ويستسلمون حين يحضر ، فأفضل استقبال للوزير هو تحضير نعوش وأجساد من خشب ملفوفة في أكفان بيضاء يحملها على الأكتاف رجال يرددون “لا إله الا الله ” وحفارو القبور في الأمام والنساء من خلف الجميع تندبن حالهن لما لحق الجميع في الجانب الصحي بالإقليم من تنغير حتى ألنيف.
الكل يبتسم في وجه معالي الوزير، وتناسوا القضايا التي اشعلت فتيل الاحتجاج كم من مرة في الشارع العام وبباب المستشفى وتناسوا سيارات الإسعاف التي تمخر الطريق يوميا نحو الرشيدية وورزازات ومراكش، بل تناسوا مساءلته عن الخدمات الطبية الرديئة وعن الأطباء الذين هم هنا وهناك ،وعن ورقة الإرسال اليومية بالليل والنهار وعن ربط المسؤولية بالمحاسبة.
الكل مبتهل طبعا بالحدث الإقليمي الذي سينجز لاحقا بحول الله إذا قدر الله، ولم يكن مآله كمآل منشآت لم تكتمل بعد ،منذ مدة ، ولم تتم مساءلته أيضا عن تأهيل المستشفيات بالإقليم حاليا قبل إنجاز المركب الصحي …. السلفيات من هنا وهناك والوجوه وضّاحة والثغور مبتسمة ،ربما تزلفا بحضرة السيد الوزير، وربما قناعة وغبطة بالحدث العظيم الذي لم تشهده البلاد منذ الأزل ، وربما لا يجب ان يُكسرَ خاطر الوزير في مثل هذه المناسبات حسب البعض لأنه ضيف حل بتودغى المعروفة بإكرام الضيف.
عاد الوزير” الرحالة ” في حفظ الله ورعايته منشرحا وعاد المسؤولون لمكاتبهم أكثر انشراحا لأن المهمة الأمنية انتهت بسلام والاستقبال كان في المستوى المطلوب ،وتم تحرير التقارير والكل تمام، فلم تكدر زيارته الحراكات الشعبية التي نظمها الجمعويون ،ولا الشعارات التي هزت جدران المدينة مع المرحومة” إيديا ” فلو تم استقباله بالندب والنحب والبكاء لحمل معه ” تِقفاف” من الألم ،ولربما أمطرت عيناه الدموع التي سيرتفع بها صبيب وادي تودغى لري الواحات التي ” هلك منتوجاتها الواحية خنز بوخرارب” ،ليحس بأن الألم مشترك بين الجميع وأن الانقباض لا حد له، وسيبقى هذا النوع من الاحتجاج المختلف شاهدا حيا على مر الأعوام والسنين في تاريخ اهالي تودغى ،وسيحفر هذا الاستقبال أخدودا غائرا لن يندمل جرحه ابدا في تاريخ الصحة العالمية خلاف استقبال الانشراح الذي يمحو بعضه بعضا حسب علماء النفس التقليديين.
الأمل كبير في إتمام الأشغال مبكرا قبل الموعد، والمستشفى مَعلمة ستبقى على مر الدهور، تخدم صحة المواطن اذا تجندت لها الأطر وتحمل المسؤولون فيها المسؤولية الإنسانية بالدرجة الأولى، والمراقبة ال”إعلامية المصاحبة حتى لا يتحول المشروع الى مجرد مشروع .
المصدرزايد جرو – تنغير انفو
المصدر : https://tinghir.info/?p=29955