نظّمت العشرات من الفعاليات المدنية والحقوقية والأمازيغية، أمس السبت، زيارة جماعية إلى دوار آيت تومرت بالجماعة الترابية اغيل نمكون بإقليم تنغير، حيث يوجد بيت عائلة الراحل رشيد بن حسي الملقب بالمستور، لتقديم واجب العزاء لأسرته الصغيرة، ودعمها ومساندتها في محنة ألم فراق ابنها، الذي بات يعرف بـ”شهيد لقمة العيش”، بعد أن توفي الأسبوع الماضي غارقا في بحر ليبيا أثناء محاولته رفقة مجموعة من الأشخاص عبور البحر في اتجاه إيطاليا عبر زورق مطاطي.
وشارك في هذه الزيارة الجماعية مجموعة من النشطاء الأمازيغ، إلى جانب زملاء وأصدقاء الراحل رشيد القادمين من مختلف مناطق الجنوب الشرقي “اسامر”، حيث عبّروا جميعا عن تضامنهم مع العائلة في محنتها وألم الفراق، كما قدموا لها الدعم المعنوي والمادي لمساعدتها على تجاوز هذه المرحلة العصيبة في حياتهما، خصوصا أن جثة ابنها تم دفنها بالأراضي الليبية.
وتحكي والدة الراحل رشيد المستور، في حديثها لهسبريس، قائلة: “يوم غرق ابني في البحر، خرجت من البيت وبدأت في الصراخ، شعرت بأن ابني توفي، بالرغم من أننا لم نتلق الخبر من أي جهة”، مضيفة “مشيت عند جارتي كانجري وكنغوت وقولت ليها ولدي رشيد مات مات.. كولشي كذبني حتى وصلتنا خبارو اليوم التالي”.
وذكرت أمّ الهالك الملقب بـ”شهيد لقمة العيش”: “بعد إعلان وفاة ابني، تلقينا التعازي من مجموعة كبيرة من أبناء الجنوب الشرقي”.
وناشدت أمّ الهالك الملك محمدا السادس ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي من أجل التدخل لإعادة رفات ابنها رشيد، الذي دفن بالأراضي الليبية، إلى مسقط رأسه، مسترسلة: “رجانا فالله وفيك يا الملك بغينا نشوفو قبر ولدنا قريب لينا”، مشيرة “حنا ترزينا جوج مرات موت ابننا ودفنه بعيدا عنا بغينا نشفوه حدانا”.
وفي السياق نفسه، نظمت الفعاليات المذكورة، ليلة أمس، مسيرة الشموع حدادا على روح شهيد “لقمة العيش”، رشيد بن حسي، وإعلانها التضامن مع أسرته المكلومة، وتنديدا بما وصفته هذه الفعاليات بـ”الإهمال والإقصاء الممارسين في حق أبناء أسامر من قبل الدولة المغربية التي تكرس سياسة المغرب النافع والغير النافع”، حسب تعبير أحد النشطاء الداعين إلى هذه المسيرة.
وشهدت الطريق الوطنية رقم 10، وبالضبط أمام مقر بلدية قلعة مكونة، مسيرة شارك فيها العشرات من المواطنين، القادمين من مختلف مناطق الجنوب الشرقي، حيث حملوا في أياديهم الشموع حزنا على الراحل. كما رفعوا لافتات تطالب برد الاعتبار إلى المواطن وحفظ كرامته، منتقدين سياسة اللامبالاة المعمول بها مع هذه المناطق التي قالوا عنها المحتجين إنها تصنف ضمن مناطق منكوبة تنمويا واقتصاديا.
الناشط الأمازيغي أحمد الجباري، المعروف باسم سيفاوين، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن الهدف من تنظيم هذه المسيرة هو التضامن مع روح رشيد المستور الذي توفي بسواحل البحر الأطلسي بليبيا، والتنديد بالاعتقالات التعسفية بالريف، مضيفا “اخترنا لهذه المسيرة أن تكون صامتة وتجوب شوارع مدينة قلعة مكونة، كنوع من الاحتجاج، لأن ساكنة المنطقة تتظاهر من أشهر ضد الإقصاء والتهميش دون أن تلقى مطالبها آذانا صاغية.
وأبرز المتحدث أن هذه المسيرة تهدف أيضا إلى رد الاعتبار إلى المواطن وكرامته بالجنوب الشرقي، مسترسلا: “منطقة أسامر غنية بثرواتها المعدنية وتنغير نموذجا، وما زالت الدولة تصنفها ضمن أفقر جهة بالمغرب”، محمّلا كامل المسؤولية للدولة المغربية في قضية تهجير شباب المنطقة، مطالبا بفتح تحقيق في هذا الموضوع وإيقاف كل من له علاقة بهذه القضية التي راح ضحيتها رشيد المتسور والعشرات من شباب المنطقة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=29684