لابد أن نحدد مجال انتشار أيت عطا كما تردده الذاكرة الشعبية , أي ( سك إسالمان أر أدادن)
و يعني من الواد (ويتعلق الأمر بوادي درة و الدورة ) من الجنوب إلى الجبل (الأطلس الكبير) شمالا, والصفة الثانية “سك تفروخت أر تسافت”, أي من النخيل إلى مجال انتشار البلوط الأخضر. إن هذا المجال الشاسع, يتضمن كثلة قبلية, ضربت بسهم وافر في تاريخ المغرب, حيث دارت حرب بين الجيوش الاستعمارية , ضد قبائل أيت عطا, وهي” القبائل الوحيدة في المغرب التي إنتهت فيها المقاومة بنصوص مكتوبة” ( محمد أوجامع).وأمام كل هذا بقي التاريخ مطموسا من طرف الجهات الرسمية. أما حصة الأسد, فهي للكتابات الكولونيالية التي لا نجد لها آثارا في “الخزانات الوطنية”, عكس “الكتب المشرقية الشريفة” التي تزخر بها الرفوف. وذلك لتدعيم الإيديولوجيات المفضوحة علميا والمنبوذة منطقيا, والتي تبتغي إلى سلب و هدم ما يمكن سلبه وهدمه من الإنسان الأمازيغي عموما, لأن الإنسان الخائف حسب جاك لوكوف: يسعى إلى التحكم في التاريخ خوفا من أن يتجاوزه؟ ولأن هذا التاريخ يحضن الإنسان على مر العصور, وينيره على الثوابت و المتغيرات, و يحقق له التوازن بين ما هو مادي وما هو معنوي, وبين ما هو اقتصادي و ما هو ذهني,” فهو يمنحه الاختيار و لا يفرضه عليه”. لذا فتاريخنا الأمازيغي عموما, و العطاوي خصوصا, جزء منا ونضالنا عليه واجب على كل واحد منا. يجب أن نعلم, بأن صاغرو و الجنوب الشرقي عامتا, يستلب أرضا و إنسانا و لغتا وتاريخا, وحتى ثراتنا فهو إلى حدود الساعة ينهب إنه بين الحياة و الموت. وخير مثال على ذلك ما تتعر له “الثكنة العسكرية” الموجودة بقيادة إكنيون . فقد طالتها أيادي التخريب التي لم تتدخل فيها السلطات المحلية, كأنها مشاركة في اللعبة, واستغلال لاوعي السكان بأهمية الثرات الذي يعد ملكا عالميا وتخريبه جريمة ضد الموروث العمراني الذي قد يستغل في أمور سياحية للنهوض باقتصاد المنطقة. نعم أنه ملك عالمي شيد بكل أنواع المشقة و التعذيب. التعذيب الذي لم يفصح عنه التاريخ الرسمي المبتلع. أما بخصوص المعادن (الذهب والفضة وووو) التي سيكوون بها يوم لا ضل إلا ضله, فبدون شك من ركائز الاقتصاد الوطني, التي لا نجد أي حزب يضعها في مشروعه السياسي, لأن غرضهم ما بباطن الأرض, أما فوقها فموتوا فقرا وجهلا و صمتا. فمعادن “صاغرو المنسي”, تعد من بين المعادن النفيسة و المتصدرة إفريقيا و عالميا والتي تجل فقرنا أحيانا “يشك من انتمائنا لهذا الوطن”, لان هذه الثروات المعدنية لا يمر منها النزر القليل إلى الساكنة لذا أتساءل هل الدولة تحبذ “إعتصامات” جديدة؟ لأن أماكن نهب المعادن ليست مقتصر على إميضر بل هناك نقط عديدة و معقدة و منها : تويت تمفلات-تيويت تمزدارت…… . وأمام هذه الحقائق التي تحز في النفس, فإن سكان صاغرو و الجنوب الشرقي لا يستفيدون شيئا, وتجدهم حائرين عن حلهم الإقتصادي, ومنهم من يفضل عودة فرنيا إلى الثكنة العسكرية على الحكومة الحالية و الخالية رغم جرائمها في معركة بوكافر وهذا نقاي آخر ثم البحث فيه. إن الصراع حول المصالح في صاغرو وليد التهميش من طرف النظام المخزني, والذي تدعمه الأحزاب أمام اللاوعي السياسي : لأن الأحزاب تتلاعب بروح القبيلة وتقف كحاجز أمام رغبتنا للإتحاد للمطالبة بحقوقنا التاريخية و تقسيم عادل للثروات المنهوبة و القريبة من أياديبا, لأن وعينا الجمعي بهده الحقوق حسب دركايم “هو الذي يحقق وحدة المجتمع و تماسكه“. إننا نلح من الشباب بضرورة الالتحام, لأن اليد الواحدة لا تصفق, لذا فدعونا من القيل و القال ومن الطرهات التي لا نتيجة ترجى منها, وهيا بنا نبحث عن القليل من الأمل الذي اشتقنا له منذ عقود. عقود الخلاف عن كيس دقيق لا يصل إلي المنزل حتي تبتلعه “الطريق الحفرية”,إنه لا يغني و لا يسمن من جوع. فطلبنا أيضا إلى الجهات المسؤولة إقاف مخربي الآثار وإلا سنضطر إلى التصعيد في أشكالنا النضالية إلى درجة لا تحمد نتائجها لأن هذه الممارسات الدنيئة لا تمث للإنسانية بصلة.
عمر خالق
المصدر : https://tinghir.info/?p=294