اليوم الثلاثون من شهر خمسة تكون قد مر شهر كامل على ”الحراك الشعبي” أو ما سمي ”بالحراك الشعبي لأسامر أو الجنوب الشرقي، هذا الحراك أو شبه الحراك الذي تجندت له الدولة المغربية بعسكرها وآلياتها خوفا منه، كيف لا والحراك كان سيقوم به أبناء وحفدة المقاومة المسلحة، حفدة المقاومين الشرسين والشجعان، لكن، وللأسف، أعتقد أن أولئك الشجعان، والرجال الأحرار ماتوا أحرارا من أجل هذا الوطن ولم يعلموا أبنائهم وحفدتهم معنى الشجاعة والرجولة، بل أخذوا كل شيء معهم، رجولة، شهامة، مقاومة، حرية، نبالة، ايمان بالإنسانية،،كل شيء، وأحفادهم الأن للأسف مذلولين، منحني الرأس، أعرف أن هذا الكلام قاس، لكنها الحقيقة، فرؤوسنا منحنية وذليلة، نحن حفدة أولئك الرجال والمقاومين،،منحنية إلى أجل غير مسمى،،،بل إن أكثرنا لم يعد رجلا !
كان من المفروض أن يكون الحراك شعبيا و جماهيريا من أجل روح إيديا أولا، ذاك الملاك المغتال، ولأجل الإنسان الأسامري أو الجنوب شرقي عموما، هذا الإنسان المقهور والمهمش، إما عن قصدا أو عن غير قصد، فهو يعاني الويلات من كل الجهات، لا صحة، لا تعليم، لا فرص شغل، لا بنية تحتية، لا و لا ولا إلى ما لا نهاية من اللاءات،،ربما قد تكون الطبيعة في صالح هذا الإنسان وجازته بكنوز تحت الأرض لكنه لا يستفيد شيئا منها،،للأسف..
كان من المفروض أن يكون الحراك سلميا وحضريا على غرار أحرار وحرائر الريف، وأن يكون حراكا بمعنى الكلمة، فالحقوق مشروعة وعادلة، ودستور الدولة المغربية يضمنها لكل مواطن، والمطالبة بها حق مشروع، لكن للأسف حراك أو شبه حراك أسامر لم يكن حضريا، ولا سلميا، ليس نسفا لما قام به أهل أسامر لكنها الحقيقة المرة، بل كان حراكا خجولا جدا وخائفا إن صح التعبير، حراكا غير واع، ربما خرج الناس من أجل التظاهر وفقط لا شيء غير ذلك، كيف لا ولجنة وزعامة الحراك، رغم أنه لا زعامة في الحراك الشعبي، فهو لكل الشعب المقهور، لجنة الحراك تكونت قبل الحراك نفسه ما يجعل من الحراك فاشلا من البداية..
كان المفروض أن يكون الحراك من أجل ذلك الإنسان الجنوب شرقي المقهور كلية بعيدا عن التوجهات الفكرية والقناعات الإيديولوجية، وعن الدكاكين السياسية، نعم كلنا لنا مواقفنا ومبادئ تؤطرنا لكن عندما يتعلق الأمر بالحراك الشعبي فهو لكل الشعب، ويجب على كل تلك العناصر، بل الأقنعة، بما أن غرض الحراك الشعبي هو الإنسان وحقوق الإنسان،إن كان لها وجود، كان من المفروض أن تسقط كل تلك الأقنعة ويبقى قناع الإنسان، ذاك الإنسان الأسامري الجنوب شرقي المقهور.
الكل أراد تزعم الحراك وجره والرمي به إلى ما يخدم مصالحه، الشخصية، الحزبية، أو غيرها من المصالح، دون أن ننسى جواسيس المخزن التي غرضها إفشال الحراك، وقد فشل حقا، الشيء الذي أدى إلى الإنسان أو الشعب الأسامري أن يكون ضد بعضه البعض، ويجعل من الحراك أو شبه الحراك الشعبي، ربما، مكانا لتصفية حسابات شخصية، قبلية، ايديولوجية، فكرية، حزبية، بل الغريب في الأمر تصفية حسابات جمعوية،(كما في بعض دواوير تودغى العليا مثلا، معقل الحراك للأسف) وكما هو معروف العمل الجمعوي في خدمة المجتمع لا لتصفية حسابات شخصية..
على أي لقد تمخض الحراك الشعبي لأسامر، إن جاز تسميته بذلك، فولد تصفية حسابات شخصية، ومجموعة من الملاحظات الأساسية التي يجب على الإنسان الجنوب شرقي الاستفادة منها في حالة رغبته القيام بحراك شعبي أخر يوما ما، إسوة بحراك الريف الذي لا يركع، وكلامنا هذا ليس نسفا أو تبخيسا لما قام به شعب أسامر من أجل حقوقه بقدر ما هو رغبة في حراك منتصر حضري سلمي جماهيري من أجل الكرامة والحقوق المشروعة والمفروضة على الدولة المغربية.
المصدر : https://tinghir.info/?p=29069