الحلقة المفقودة في حراك اسامر

admin
اقلام حرة
admin25 مايو 2017
الحلقة المفقودة في حراك اسامر
جمال ايت حمو وعلي

بداية علينا أن نسأل هل نحن في اسامر بحاجة لحراك شبابي؟! وإن كنا نحتاج أين نوجهه؟ وكيف ومن يوجهه؟! وهل الشباب يمتلكون بوصلة واحدة وهم يجمعهم؟ وهل لهم رؤية وقيم ومنظومة فكرية تحركهم للأمام على بصيرة؟ ولماذا حراك 31 ابريل خرج ضعيفا هشا وانتهي بمهزلة اقل ما يقال أنها فضيحة لأي قوى شبابية تشارك؟ فتنعكس النتيجة على المجتمع وعلى الطموح الشبابي بشكل سلبي.

 حقيقة انا حزين جدا على تفكير الشباب الذين يريدون تحريك الشارع وتغيير المعادلات، وهم غير قادرين على استبصار الواقع والتعمق فيه، وما زالوا منصبين ومتمركزين على ذواتهم وشخوصهم وتحركهم مجموعات فصائلية وأمنية وسياسية هنا في اسامر وهناك في المغرب ككل، أو شخصيات بعيدة تطمع بالعودة على ظهورهم لواجهة العمل، فللأسف ما زال بعض الشباب أسارى أهوائهم وأطماعهم الشخصية الضيقة، لهذا يسهل احتوائهم من المنظومة المتحكمة في الساحة الاسامرية، فتخرج هذه التحركات بهذه الصورة الباهتة المحزنة.

نجاح حراك اسامر، يجب أن تتوفر له رؤية واضحة لما يراد أن يكون عليه المستقبل المنشود ، وخطة واضحة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع لأسلوب الوصول إلى تلك الرؤية ، وتموضع للحراك ضمن مسار الحراك المغربي ، وانسجام مع حركة التاريخ والتطور البشري في هذا العصر.

هذه الرؤية لا تتوفر عندما يكون التحرك تلقائياً او عبارة عن رد فعل وغير منظم ، وعندما يكون نتيجة فقدان روح بريئة لعدم توفر ادنى شروط الصحة باسامر، والنيتجة في مثل هذه الحالة أن يركب الموجة أي تنظيم جاهز ، ولو لم يكن تقدمياً أو ديمقراطياً أو يمت بصلة إلى هذا العصر.

أما خطط تحقيق أهداف الحراك فليست موجودة ، بدليل أن الحركات المشاركة في هذا الحراك متناقضة و قصتها قصة القط و الفأر، و ما زالت موضوعا ساخناً في الاعلام: سلسلة من المفاجآت غير المحسوبة ، وتحركات مثيرة للخلاف ، ومواعيد مفتوحة للتغيير ، وأسماء صاعدة وأخرى هابطة.

 الرفض والشجب للواقع السيء ضروري ومشروع ، ولكنه ليس كافياً ، فهناك مثلاً شبه إجماع على فساد الأنظمة الاسامرية وفشلها في تحقيق أدنى درجات الوحدة أو التضامن أو النمو أو الديمقراطية أو الحرية ، ولكن هناك اختلافاً واسعاً بل تناقض حول ما يجب أن تؤول إليه الأمور ، فليست هناك خارطة طريق بل خرائط متقاطعة ، وهناك من يريد أن يتقدم ليلحق بركب الإنسانية المتقدمة التي تتمتع بالديمقراطية والحرية والنزاهة والشفافية والعدالة والمساواة والكرامة ، وفي المقابل هناك من يريد الرجوع إلى الخلف وإعادة إنتاج بعض التجارب الماضية التي كانت استثناء من القاعدة ولم تصمد لسنوات معدودة.

المصدرجمال ايت حمو وعلي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.